المالكي يبلغ لاريجاني مسؤولية العراق لا أيران عن اعمار العتبات
أسامة مهدي من لندن : أبلغ رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي رئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني ان العراقيين هم المسؤولون عن اعمار العتبات المقدسة في بلدهم وذلك بعد أن اشار مسؤولون ايرانيون الى استعداد بلادهم لإعمارها وأكد ان بلاده تقدم جميع التسهيلات اللازمة للزائرين اليها من الايرانيين وباقي البلدان الاسلامية .. بينما نفى المالكي على صعيد آخر تحالف قائمته الانتخابية ائتلاف دولة القانون مع القائمة العراقية بزعامة رئيس الوزراء السابق اياد علاوي وقائمة جبهة الحوار الوطني بزعامة النائب صالح المطلك في مجالس المحافظات .
واكد المالكي خلال اجتماعه مع لاريجاني في بغداد اليوم حرص الحكومة العراقية على تطوير العلاقات مع جمهورية ايران الاسلامية في جميع المجالات. وقال quot; نحن متوجهون هذا العام نحو تطوير الاقتصاد في الجوانب الصناعية والزراعية والتجارية والكهرباء والنفط وتحسين مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين في عموم المحافظات وفسح المجال للقطاع الخاص والمستثمرين للمشاركة في عملية البناءquot;. وأضاف quot;لدينا اهتمام خاص بإعمار العتبات المقدسة ولكن هذا الامر سيكون تحت إشراف المسؤولين فيها الى جانب تقديم المساعدات والتسهيلات اللازمة للزائرين الايرانيين وباقي البلدان الاسلاميةquot;. وجاء تأكيد المالكي على مسؤولية العراقيين عن اعمار العتبات الشيعية المقدسة المنتشرة في المدن العراقية وخاصة في بغداد والنجف وكربلاء والنجف وسامراء اثر تصريحات لرئيس تشخيص مصلحة النظام علي اكبر هاشمي رفسنجاني خلال زيارته الى العراق مطلع الشهر الحالي عن رغبة حكومة بلاده في القيام بعمليات إعمار لهذه المراقد الامر الذي رفضته مؤسسات اعمارية واقتصادية عراقية .
ودعا المالكي خلال الاجتماع مع لاريجاني الشركات الايرانية للعمل والاستثمار في العراق والمساهمة في عملية البناء والاعمار اسوة بالشركات العالميةquot; كما نقل بيان صحافي لمكتبه الاعلامي تسلمت quot;ايلافquot; نسخة منه بعد ظهر اليوم .
ومن جهته quot;أشاد رئيس مجلس الشورى الايراني بالتقدم الحاصل في العراق في المجالات السياسية والامنية والاقتصاديةquot;. وهنأ لاريجاني المالكي على quot;نجاح إنتخابات مجالس المحافظات التي شكلت خطوة مهمة في طريق الديمقراطية والحرية في العراق الجديدquot;. وجدد رئيس مجلس الشورى الايراني دعم بلاده للحكومة العراقية والوقوف الى جانبها في كل ما تسعى اليه في عملية البناء والاعمار وتطوير الاقتصاد العراقيquot;.
وكان لاريجاني وصل الى العراق مطلع الاسبوع الحالي واجتمع امس الاول في مدينة النجف (160 كم جنوب بغداد) مع المرجع الشيعي الاعلى آية الله السيد علي السيستاني .
وقال لاريجاني عقب الاجتماع إنه بحث مع المرجع القضايا المهمة التي تخص العالم الإسلامي والمنطقة والعالم وأوضاع العراق والظروف المحيطة بالمنطقة والموقف منها واصفا المباحثات بأنها كانت جيدة جدا ومفيدة . واشار الى ان ldquo;نظرة السيد السيستاني حول تلك الامور كانت نافذة ودقيقة وكان محيطا بشؤون المنطقة ومباحثاتنا معه كانت جيدة جدا . ووصف لاريجاني العلاقة بين العراق وإيران بأنها ldquo;تاريخية وثقافية عميقة وليست مرتبطة بالأمس واليوم وغدا، بل لها عمق حضاريrdquo; . واضاف أن ldquo;العلاقات الثقافية بين الشعبين العراقي والإيراني قوية جدا ومهمة ونحن تحدثنا عن معاناة الشعب العراقي في الظروف المختلفة ووقفنا الى جانبه في زمن نظام صدام الدكتاتوري حيث كان الكثير من رجال السياسة والمجتمع العراقيين ضيوفا لدى إيران وكنا نتعامل معهم كأخوة في الإسلامrdquo;
واضاف ldquo;في زمن الهجوم الأميركي على العراق واحتلاله البلد تحسسنا معاناة الشعب العراقي وحالة الضيق التي يعيشونها وطالبنا علنا بمغادرة أميركا للعراق وعرفنا العالم بأننا لا ندافع عن العراق فقط بل عن الشعب العراقي ايضا القوي الشجاع المسلم وطالبنا الأميركيين بإيجاد حياة جيدة للعراقيين باعتبارهم من حكموا العراق بعد صدامrdquo;. وحول علاقات ايران مع الولايات المتحدة في عهد اوباما قال ldquo;مشكلتنا مع أميركا ليست بسيطة وليست عاطفية تنتهي بإطلاق بعض التبريكات وما شابه ذلكrdquo; مضيفا ldquo;يجب ان نناقش جذور المشكلة ولا نريد ان نكون متشددين جدا ولا متساهلين جدا.rdquo; وأضاف ldquo;هناك الكثير من المشاكل بيننا وبين أميركا فهي التي حركت صدام في الحرب علينا والجميع يعلم ما عملته أميركا ضد إيران على مدى 30 عاما والموضوع ليس بسيطا بحيث يحل بعبارات لسانية يجب إدراك جميع أبعاد الموضوع علينا أن ننظر للموضوع بهدوء وتأنٍ.rdquo;
وتأتي زيارة لاريجاني الى العراق وسط معلومات عن ضغوط ايرانية لدخول الائتلاف الشيعي الموحد بقائمة واحدة في الانتخابات العامة التي ستجري اواخر العام الحالي وتفرز رئاسات جديدة للبرلمان والجمهورية والحكومة بعد ان دخل اكبر فصيلين فيه وهما المجلس الاعلى الاسلامي بزعامة عبد العزيز الحكيم وحزب الدعوة الاسلامية بقيادة رئيس الوزراء نوري المالكي الانتخابات الاخيرة بقائمتين منفصلتين.
وشهدت الاسابيع الماضية وصول شخصيات ايرانية رفيعة المستوى الى العراق حيث اجتمعت مع السيستاني وبحثت معه تطورات الاوضاع في العراق وعلاقاته مع ايران كان اخرها اجتماع رفسنجاني الذي قدم الى المرجع دعوة لزيارة ايران رفضها الاخير لاسباب تتعلق برغبته quot;في تجنب تفسيرات خاطئة لاهداف الزيارةquot; كما اوضح مصدر في مكتب المرجع.
المالكي ينفي تحالفه مع علاوي والمطلك
نفى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي تحالف قائمته الانتخابية ائتلاف دولة القانون مع القائمة العراقية بزعامة رئيس الوزراء السابق اياد علاوي وقائمة جبهة الحوار الوطني بزعامة النائب صالح المطلك في مجالس المحافظات .
وقال المالكي في تصريح للصحافيين عقب اجتماع مع نائب رئيس الجمهوري والقيادي في المجلس الاعلى الاسلامي عادل عبد المهدي انه لاصحة لوجود مثل هذه التحالفات موضحا ان quot;جميع اصدقائنا وحلفائنا وشركائنا هم المساهمون والفاعلون بالعملية السياسية القائمة على اساس الديمقراطية والدستورquot; . وجاءت قائمة الائتلاف دولة القانون المدعومة من المالكي بالمرتبة الاولى في انتخابات مجالس المحافظات التي جرت نهاية كانون الثاني (يناير) الماضي وحصلت على اعلى الاصوات في تسع محافظات من بين 14 محافظة شهدت الانتخابات .
وقد بحث المالكي وعبد المهدي القضايا المتعلقة بالعلاقات الخارجية والتركيز على الوضع الاقتصادي والمتطلبات التي يجب ان يُنهض بها في توفير فرص عمل وادامة لعمليات التنمية ومواجهة المستحقات التي فرضت نفسها نتيجة لتداعيات الازمة المالية التي يواجهها العالم، ودور العراق يتميز بفرصة جيدة تؤهله للنهوض بالعملية الاقتصادية .
واكد نائب رئيس الجمهورية ضرورة الاستعداد لحضور مؤتمرات مهمة ابرزها مؤتمر القمة العربية المزمع انعقاده في الدوحة حيث اقر مجلس الرئاسة بالاجماع تخويل المالكي تمثيل العراق في هذه القمة. كما تمت مناقشة الدعوات الرسمية الموجهة الى المسؤولين العراقيين من قبل دول اخرى ردا على الزيارات التي قام خلالها مسؤولوها الى العراق مؤخرا.
واشار المالكي الى ان علاقات العراق سوف تعود الى افضلها مع المحيط الدولي quot;وذلك عن طريق بناء عملية تجديد يضاف لها الفرص الواعدة والمتاحة لبلاد النهرين في مجال الاستثمار ودعوات الدول وشركاتها لفتح آفاق اقتصادية حديثة لاسيما بعد الانجازات المتحققة سياسيا وامنياquot;. واكد بحسب بيان رسمي ان العراق اليوم ليس دولة هامشية ولابد من ان يحظى باهتمام كل الدول المعنية في المنطقة والعالم quot;فالجميع الان يريد علاقاته ويرتب اوراقه معه .. وابوابنا مفتوحة للصداقة والمحبةquot;.
وعلى الصعيد نفسه قال عضو مجلس المفوضين في المفوضية العليا المستقلة للانتخابات كريم التميمي حسم الهيئة القضائية الانتخابية التابعة لمحكمة التمييز الحكم في الطعون المقدمة والبالغ عددها 593 طعنا. وأكد أنه تم استبعاد نحو خمسة مرشحين من كافة المحافظات وفق إجراءات المفوضية مضيفا أن المفوضية ستعلن عن أسماء الفائزين في الانتخابات مطلع الأسبوع المقبل.
أعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق ان نتائج انتخابات المحافظات التي جرت في يناير كانون الثاني نهائية وان كل الطعون المقدمة فيها رفضت.
وقالت المفوضية انها تلقت 593 شكوى متعلقة بانتخابات المحافظات حيث صادق قضاة العراق على كل القرارات التي اتخذتها المفوضية بعد رفض كل الطعون المقدمة وان هذه القرارات تعتبر نهائية.
وجرت انتخابات المحافظات العراقية دون وقوع هجمات رئيسة لتصبح بذلك أكثر الانتخابات سلمية منذ الغزو الأميركي للبلاد عام 2003 .وتضمنت الشكاوى المتصلة بالانتخابات عدم عثور البعض على أسمائهم في قوائم الناخبين وشكاوى من ناخبين مسنين من تعرضهم للاكراه للتصويت لصالح أحزاب بعينها . ورغم هذه الشكاوى قبلت الكتل السياسية العراقية بدرجة كبيرة نتائج الانتخابات .
التعليقات