لخفض ترسانة أسلحة البلدين النووية الإستراتيجية بمقدار الثلث
أوباما يسعى بقوة لإبرام اتفاقية الحد من الأسلحة مع روسيا

أشرف أبوجلالة من القاهرة: كشف مسؤولون مضطلعون من داخل الإدارة الأميركية لصحيفة نيويورك تايمز الأميركية عن أن الرئيس باراك أوباما يخطط لتدشين سلسلة من المفاوضات اليوم الأربعاء مع موسكو من أجل وضع مسودة لمعاهدة الحد من الأسلحة التي سيكون من شأنها خفض ترسانات الأسلحة النووية الإستراتيجية لكل من الولايات المتحدة وروسيا بمقدار الثلث تقريبا ً، ما قد يؤدي إلى تخفيضات أكبر في المستقبل.

وقالت الصحيفة أنه في الوقت الذي كان يتأهب فيه أوباما يوم الثلاثاء للقيام بأول جولة أوروبية له منذ توليه مقاليد الأمور في البلاد كرئيس، أشار مسؤولون أميركيون وروس بشكل خاص إلي أنهم قد يوافقون علي تخفيض مخزوناتهم لما لا يزيد عن 1500 رأس حربية للقطعة الواحدة، وهو العدد الذي يقل عن الحد الأقصى من المسموح به وهو 2200 ، وفقا للمعاهدة التي وقع عليها الرئيس جورج بوش عام 2002.

وأزاحت الصحيفة كذلك النقاب عن أن الجانبين خططا لوضع مسودة للمعاهدة بطرية مستعجلة، كي يكون من الممكن التوقيع عليها قبل نهاية الصيف المقبل، وكذلك المصادقة عليها في التوقيت المناسب لتحل محل معاهدة تخفيض الأسلحة الإستراتيجية أو quot;ستارتquot;، عندما تنتهي في شهر ديسمبر المقبل بعد تطبيقها علي مدار خمسة عشر عاما ً. هذا وتأمل كلا من واشنطن وموسكو في أن يحققا نجاحا سريعا في استبدال الاتفاق الذي تم التفاوض عليه في الأيام الواهية للحرب الباردة من أجل المساعدة في إنعاش العلاقات المتوترة بينهما، وتمهيد الطريق لمزيد من التخفيضات الهائلة في الأسلحة فيما بعد.

ونقلت الصحيفة عن بيتر كريل، المحلل المتخصص في الأبحاث بجمعية مراقبة الأسلحة في واشنطن قوله :quot; إن مجرد وضع حد جديد سوف يكون أمرا ً من شأنه أن يرسل إشارة للمجتمع الدولي بشكل عام مفادها أن الولايات المتحدة كانت جادة في التزاماتها بنزع السلاح مرة أخري quot;.

وأشارت الصحيفة في الوقت ذاته إلي أن أوباما سيلتقي الرئيس الروسي ديميتري ميدفيديف لأول مرة اليوم الأربعاء في العاصمة البريطانية، لندن، علي هامش قمة مجموعة العشرين الاقتصادية، وأنهما يخططان للإعلان عن بدء المحادثات الخاصة باستبدال معاهدة ستارت.

وفي مقالة للرأي يوم أمس بصحيفة واشنطن بوست الأميركية، كتب ميدفيديف عن أنه بدأ يري مستقبل أفضل للعلاقات مع واشنطن منذ قدوم أوباما للسلطة.

ومع هذا، فقد أكدت الصحيفة علي أنه وبرغم أن كلا الجانبين يبديان وكأنهما متفقين بشكل نسبي علي أغلبية الأمور، إلا أنهما يواجهان نزاعات حادة علي موضوعات أخري قد تزيد من صعوبة استكمال تلك المفاوضات علي المدي الزمني القصير. وأشارت الصحيفة إلي أن المسؤولين الأميركيين أبدوا قدرا من المرونة بشأن بعض المطالب الروسية، رغم أن موسكو ترغب في مزيد من الشفافية وكذلك عمليات التفتيش المفاجئة.

من جانبه، قال السيناتور الجمهوري ريتشارد لوغار ndash; أحد أكثر الشخصيات المؤثرة في مجال الأسلحة النووية ndash; أنه يجب التوقيع علي المعاهدة قبل شهر أغسطس / آب، حتي يحصل مجلس الشيوخ علي قدر كاف من الوقت من أجل النظر فيها، ومناقشتها، والمصادقة عليها قبل الخامس من ديسمبر المقبل، الموعد الذي ستنتهي فيه معاهدة ستارت.