إيلاف من بيروت: أنهت قوى الأمن اللبنانية مأساة إختطاف فتى بعمر 14 عاماً طلباً لفدية ، بعدما تمكنت من كشف المرتكبين بعد يومين على عملية الإختطاف. وجاء في بيان صدر عن المديرية العامة لقوى الامن الداخلي - شعبة العلاقات العامة: quot;بتاريخ 30/3/2009 وفي محلة الغبيري- طريق المطار، اقدم اشخاص مجهولو الهوية على خطف الفتى امين جهاد الخنسا (14 سنة) واقتياده الى جهة مجهولة، جرى بعدها 3 اتصالات من الخاطفين بوالديه يطلبون منهما فدية مالية قدرها 1,5 مليون دولار اميركي مقابل الافراج عنه. وعلى الفور اعطيت الاوامر المشددة الى كافة قطعات ودوريات قوى الامن الداخلي بوجوب البحث عنه وملاحقة الخاطفين وتوقيفهم.

وبنتيجة الاستقصاءات والتحريات المكثفة التي قامت بها مفرزة بيروت القضائية في وحدة الشرطة القضائية، توافرت معلومات عن رصد سيارة رينو منزل ذوي المخطوف. وعلى اثر المتابعة الدقيقة وبناء لاشارة القضاء المختص تمت معرفة هوية ومكان تواجد الفاعلين وتوقيف 3 منهم وهم كل من:خ.ش. مواليد 1976، إ.أ. مواليد 1976، أ.أ. مواليد 1981. وبالتحقيق معهم اعترفوا بعملية الخطف بالاشتراك مع المدعو: ع.م. مواليد 1956 لبناني، الرأس المدبر للعملية، وانه موجود والفتى المخطوف في منزل مستأجر من احدهم بخراج بلدة عاليه والهدف من العملية الابتزاز المادي.

وحوالى الساعة 3,00 فجر تاريخ 2/4/2009 تم دهم المكان من قبل قوة من المفرزة المذكورة حيث اوقف ع.م. وعثر على الفتى المخطوف مقيدا برجليه ويديه بسلاسل حديدية، ممددا على سرير.كما ضبطت مادة مخدرة (سبراي) استعملها الخاطفون خلال تنفيذ العملية وطيلة وجوده معهم لمنعه من الحركة، وعدة الخطف المؤلفة من: شريط لاصق، حبل، سلاسل حديدية، اقنعة...
وفي الساعة 5,00 فجرا وفي المديرية العامة لقوى الامن الداخلي - ثكنة المقر العام وبحضور وزير الداخلية والبلديات المحامي زياد بارود ومدير عام قوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي وقائد الشرطة القضائية العميد انور يحيى وعدد من الضباط، تم تسليم الخنسا الى ذويه وهو بصحة جيدة. ولا تزال التحقيقات مستمرة لجلاء تفاصيل الجريمة كافة quot;.

وأبدى وزير الداخلية زياد بارود أسفه لأن quot;صوت الجريمة أعلى من صوت المعالجةquot;، مستدركاً أن quot;هذه المرة، ومع المتابعة الحثيثة والجدية، استطعنا انجاز عمل أمني بإمتيازquot;. وقال في حديث إذاعي: quot;تمكّنا من القبض على كل أفراد العصابة التي كانت تقوم بعملية ابتزاز ولم يكن هدفها سياسياً ونعمل بإمكانية متواضعة، ولذلك نطلب المساعدة دائماً لتجهيز القوى الامنيةquot;، لافتاً الى أنquot; تعاون الناس مع القوى الأمنية كان فعالاً، وهذا ما نطلبه دائماًquot;.

وأوضح بارود أن quot;بعض من أفراد العصابة لهم سوابق ولكن لن نستبق التحقيقquot;، آملاً أن quot;نصل الى النتيجة نفسها بشأن موضوع المهندس جوزيف صادرquot;، ومؤكداً أن quot;همّنا اليوم هو جوزيف صادر ونعمل بكل جهد على ذلك ولكن معطيات خطفه هي غير ظروف ومعطيات خطف امين الخنساquot;.

و أجرى رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة اتصالات هاتفية بكل من الوزير بارود ومدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء اشرف ريفي للتهنئة على النجاح في إطلاق الفتى الخنسا. واعتبر quot;أن هذا الانجاز الأمني يؤكد مرة أخرى المستوى المتقدم الذي وصلت إليه الأجهزة الأمنية والجهد الذي تبذله في خدمة المواطنين والسهر على حمايتهم وحماية مصالحهمquot; . وتعليقاً على الموضوع، صرح الرئيس الدكتور سليم الحص: quot;أثلج صدورنا خبر نجاح مجموعة من قوى الامن الداخلي في القيام بمداهمة امنية وانقاذ الفتى المخطوف أمين الخنسا وإعادته الى أهله سالماquot;.

اضاف quot;اننا نحيي وزير الداخلية الاستاذ زياد بارود على متابعته الشخصية وقوى الامن الداخلي بشخص اللواء أشرف ريفي وعبره كافة الضباط والعناصر الذين ساهموا في هذا العمل الجبار. كما نهيب بالقضاء جلاء ملابسات هذه القضية سريعا، وانزال اشد العقوبات بمرتكبيها لقطع الطريق على حصول مثل هذه الجرائم مجدداquot;. وفي اتصال هاتفي ببرنامج quot;نهاركم سعيدquot; من محطة quot;أل بي سيquot; شكر والد الفتى، جهاد الخنسا، الأجهزة الامنية والوزير بارود والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء الجيش أشرف ريفي وقائد الجيش العماد جان قهوجي على الجهود التي بذلوها للعثور على ابنه وتحريره.

وكشف ان الخاطفين هم من جيرانه وان رئيس العصابة كان يملك محطة وقود ووقع بخسائر وديون لذلك لجأ الى الخطف كطريق للحصول على المال. وأشار الى ان الخاطفين تمّ القبض عليهم وتعرف إليهم عند الساعة الرابعة وسوف يتمّ اظهارهم عبر شاشات التلفاز.

وأوضح الخنسا انه لا يملك معطيات محددة عن انتماء الخاطفين الى جهة سياسية معينة أو عن احتمال ان تكون القضية سياسية. وأوضح انه تلّقى اتصالات عديدة من الخاطفين للمطالبة بفدية مليون ونصف دولار مقابل تسليم الولد والتهديد بارسال ابنه مقطّعاً في حال لم يحصلوا على المال، مشيراً أن ولده خطف الى منطقة عالية قرب شركة الكهرباء. يذكر أن quot;أهالي منطقة عاليه وسكانهاquot; هنأوا في بيان ذوي الفتى الخنسا والقوى الأمنية على اعادته سالماً وتوقيف الخاطفين، مستنكرين أسلوب الخطف، وأكدوا أن quot;لا علاقة لأي من أهالي وسكان عاليه ومنطقتها بعملية الخطف، والخاطفين الذين تبين أنهم من خارج المنطقةquot;، وناشدوا وسائل الاعلام quot;إيضاح هذه الحقيقةquot;.