فرنجية: عون حقق الحماية والمعارضة ستسير نحو الإنتصار
لوائح الإنتخابات إكتملت والحريري يرفض الخضوع لترهيب السلاح

بيروت، مصادر مختلفة: إنتهت الأطراف الرئيسة في قوى 14 آذار والمعارضة في لبنان من وضع اللمسات الأخيرة على لوائحها بأسماء المرشحين للإنتخابات النيابية تمهيدًاللإعلان عنها تباعًا، بعدما أدت المشاورات في ما بينها إلى الإتفاق على الإطار العام لخريطة المرشحين. وجاء هذا الإتفاق تحت عنوان الحفاظ على وحدة القوى وتماسكها الداخلي على حساب المرشحين المستقلين الذين هُمّش دورهم لمصلحة الحزبيين.

وفي معلومات لصحيفة laquo;الحياةraquo; أن القيادات الرئيسة في قوى 14 آذار قطعت شوطًا كبيرًا على طريق تذليل العقبات التي ما زالت تؤخر إعلان اللوائح بأسماء مرشحيها والتي لم يبق منها سوى القليل الذي يعود لرئيس تيار laquo;المستقبلraquo; النائب سعد الحريري حسمه في ضوء القرار الذي سيتخذه في الساعات المقبلة رئيس الحكومة فؤاد السنيورة في شأن ترشحه في صيدا، لما يترتب عليه من تحديد للمسار العام التفاوضي بين laquo;المستقبلraquo; و laquo;الجماعة الإسلاميةraquo;، إذ إنه يسهم في تسريع ولادة بعض اللوائح في دوائر عكار والبقاع الغربي والضنية - المنية إضافة الى صيدا وبيروت الثانية (الباشورة).

من جهة أخرى، قالت أوساط معارضة أمس إن ثمة عقدة أخرى لم يتم التوصل إلى تذليلها بعد وتبدو على جانب من الصعوبة وهي عدم الإتفاق بين الرئيس نبيه بري والعماد ميشال عون على المقعد الشيعي الثاني في دائرة بعبدا. ففيما يتمسك العماد عون بترشيح القيادي في quot;التيار الوطني الحرquot; رمزي كنج عن هذا المقعد، يتمسك الرئيس بري بترشيح الإعلامي طلال حاطوم. وقالت الأوساط نفسها إن هذه العقدة تؤثر على الاتفاق الذي لم ينجز كليًا على دائرة جزين بين بري وعون. ومن المقرر أن يعقد رئيس quot;كتلة الوفاء للمقاومةquot; النائب محمد رعد مؤتمرا صحافيا في الرابعة بعد ظهر اليوم في قاعة الجنان على طريق المطار يعلن فيه البرنامج الانتخابي لـ quot;حزب اللهquot;. فيما أكدت أوساطها لصحيفة laquo;السفيرraquo; أن الجهود مستمرة لتسوية آخر العقد التي ما زالت تؤخر إنجاز التفاهم في دوائر جزين وبعبدا وعاليه، معربة عن ثقتها في التمكن من حلها قريبًا.

وعلمت laquo;السفيرraquo; أن البرنامج المؤلف من تسع صفحات laquo;فولسكابraquo; سيركز على الإصلاح بمختلف وجوهه السياسية والاقتصادية والاجتماعية والقضائية والمالية والإدارية، وسيؤكد الالتزام بالشراكة والتوافق وبناء دولة القانون والمؤسسات ومواجهة الفساد، كما سيتطرق الى عنوان quot;المقاومةquot;.

مهرجان quot;تيار المستقبلquot;

وسط هذه التطورات برزت مجموعة مواقف أطلقها الحريري في مهرجان حاشد اقامه quot;تيار المستقبلquot; في مجمع quot;البيالquot; بعد ظهر أمس احتفالاً بتقديم وثيقته السياسية وبرنامجه الاقتصادي والاجتماعي. وفي معرض تشديده على تمسك quot;تيار المستقبلquot; باتفاق الطائف قال الحريري: ldquo;اننا نفهم اتفاق الطائف ان البلد قائم على الشركة التامة وعلى المناصفة التامة بين المسيحي والمسلم. ولا نريد أن نسمع لا بالاعداد ولا بالاحجام ومهما صار هالبلد نص بنصquot;.

وحذر من ان التلاعب بالعيش المشترك وتعريضه لأخطار العنف الاهلي quot;هو تلاعب بميثاق الشرف الذي توصلنا اليه في اتفاق الطائفquot;. وأعلن quot;أننا سنبقى على موقفنا من أن أي سلاح لبنانيا كان أم غير لبناني لا يجوز أن يعلو على سلاح الدولة ومؤسساتها الامنية والعسكريةquot;، ملاحظا انه على quot;أبواب انتخابيةquot;، quot;لا يجوز ان نخضع لترهيب السلاح من أي نوعquot;. ودعا quot;تيار المستقبلquot; وكل الحلفاء في 14 آذار الى النزول الى الانتخابات يدا بيد لتأكيد وحدة الموقف والذهاب الى 7 حزيران بلوائح واحدة متماسكة تعبر عن ارادة اللبنانيين في الانتصار على اليأس والانتماء الى لبنانquot;.

وشدد الحريري على أنّ التيار نادى بالحوار سبيلاً وحيدًا لفضّ الخلافات، quot;وأنّه لم ولن يؤمن، بالسلاح، وسيلة للتّعبير عن وجهات النّظر السياسيةquot;. وأضاف: quot;نؤكد البقاء على موقفنا، بأنّ أي سلاح لبنانياً كان أم غير لبناني، لا يجوز أن يعلو على سلاح الدولة ومؤسساتها الأمنية والعسكرية، كما سنبقى على موقفنا بأنّ طاولة الحوار الوطني، يجب ألاّ تتخلّى عن دورها في تناول موضوع سلاح المقاومة، بما يوفّر مستلزمات الحماية الكاملة للسيادة الوطنية في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي، وردّ الاعتداءات الإسرائيلية عن أرضنا وشعبناquot;. كما دعا الحريري تيار المستقبل وحلفاءه quot;ليخوضوا الانتخابات يداً بيد، وأن تكون هذه المناسبة فرصة لتأكيد وحدة الموقف، والذّهاب إلى 7 حزيران بلوائح واحدة متماسكة تعبّر عن إرادة اللبنانيين بالانتصار على اليأس... والانتماء للبنانquot;.

وختم الحريري كلمته قائلاً: quot;بقي أمامنا 9 أسابيع حتى 7 حزيران، و9 أسابيع لنملأ صناديق الاقتراع بالوفاء لرفيق الحريري وكل شهداء ثورة الأرز. 9 أسابيع لنكون معًا في بيروت، 9 أسابيع لنكون معًا في طرابلس، وعكار، والضنية والمنية والكورة والبترون وزغرتا وكل الشمال، 9 أسابيع لنكون معاً في الجبل ومع وليد جنبلاط في الشوف، 9 أسابيع لنكون معاً في صيدا وكل الجنوب، 9 أسابيع لنكون معاً في البقاع الغربي، وراشيا في زحلة وكل البقاع الأوسط في بعلبك والهرمل وكل البقاع الشمالي، 9 أسابيع لننتخب لبنان الدولة القادرة والنظام الديموقراطي، و9 أسابيع لننتخب لبنان العيش المشترك ووحدة اللبنانيين، 9 أسابيع لننتخب لبنان العدالة الاجتماعية، 9 أسابيع لننتخب لبنان العدالة التي أنشئت لأجل لبنان، 9 أسابيع لننتخب لبنان النمو الاقتصادي والازدهار، 9 أسابيع لننتخب لبنان فرص العمل للشباب والشابات، 9 أسابيع لننتخب لبنان الاعتدال، 9 أسابيع لننتخب لبنان كما يجب أن يكون، 9 أسابيع ليتحقق حلمنا، لأجيالنا، لأولادنا، لأحفادنا وسيتحقق الحلمquot;.

فرنجية: إنتصارات المعارضة قادمة

أكد رئيس quot;تيار المردةquot; سليمان فرنجية أن quot;المعارضة بعد الثامن من حزيران ستسير من إنتصار إلى إنتصار وأنها تعمل ليبقى لبنان لبنانياًquot;، داعيا quot;الشباب والشابات في تيار المرده وفي كل لبنان للثبات والصمود في مواقفهم والدفاع عما يؤمنون به ليكسبوا ثقة الناس ويبقوا أقوياء لأن المتقلبين خاسرون لا محالةquot;.

فرنجية، وخلال العشاء السنوي لمكتب الشباب في quot;تيار المردهquot;، ردّ على بعض ما جاء في كلمات خطباء مهرجان quot;القوات اللبنانيةquot; الأخير، مشيراً إلى ان quot;حل حزب القوات جاء بسبب الجرائم التي إرتكبها أحدهمquot;، معتبراً أن quot;الالة العسكرية القواتية قد أمعنت قتلاً وتدميرًا في المجتمع المسيحي ولم تكن أبداً للدفاع عنهquot;. وأشار إلى أن quot;المسيحي اليوم يسير بالتوجه الصحيح وعاد ليقول أنه من هذا الشرق وإبن هذه الأرضquot;. كما أكد أن عون quot;هو خط الدفاع الأول عن مشروعنا وخطنا السياسي وقد حقق الحماية للمسيحيين وهذا لم يستطع أحد أن يفعلهquot;.

من جهة اخرى، إعتبر فرنجية أن أي إقتصاد لا يسير بالقروض الميسرة وبالمؤتمرات المانحة، داعيًا إلى مفاوضات مباشرة بين الدولة والمصارف المدينة لها، لتخفيض الفوائد على سندات الخزينة وبالتالي تخفيض الدين العام.

بقرادونيان: سننتخب المر

أكّد النائب هاغوب بقرادونيان أنّه quot;بالنسبة إلى المقعد الارثوذوكسي في المتن، طلب حزب الطاشناق من الجنرال عون أن يتركه شاغرًا وحتى اليوم لم نتوصّل إلى حل حولهquot;. وأضاف: quot;ولكننا أبلغنا الجنرال أننا في الحالتين سننتخب الرئيس المر باستثناء حالة ترشيح أرمني على اللائحة التي تضمهquot;. و أشار إلى أنّه جرت خطوة متقدمة لكسر الجليد بين الطاشناق والكتائب، مكرراً قوله quot;إنّ المتن يتّسع للجميعquot; ولذا يجب أن نجد السبل ليكون كذلك.

بقرادونيان، وفي حديث إلى برنامج quot;الاسبوع في ساعةquot; على شاشة الجديد، لفت إلى نيّة حزبه إعادة إحياء كتلة نواب الارمنquot; وقال: quot;طلبنا من الشيخ سعد موعدا مع العلم اننا كنا متأكدين من عدم التوصّل إلى حل بساعات فقط. ولو قبل الشيخ سعد بعدم ترشيح أرمني في الدائرة الاولى لكنا تشاورنا مع العماد عون بالنسبة لحصولنا على كتلة نواب من دون معركة. إلا أن ما حصل هو محاولة إعطائنا نائب واحد مقابل إعطائهم نواب بيروت والمتن والبقاع وهذا ما لم نقبل بهquot;.

وأكد بقرادونيان أنّ الطاشناق لم يتفاجأ بترشيح القوات لارمني في دائرة بيروت الاولى، مشيراً إلى أنّ هناك تمثيل أرمني معيّن في هذه الدائرة، 80% منه للـquot;طاشناقquot; بحسب إحصاءات انتخابات 2000 و2005، ولذا فمن غير الممكن أن تمرّر القوات هكذا ترشيح في هذه الدائرة. ورأى أنّ قرار ترشيح النواب الارمن يجب أن يعود للطائفة الارمنية. كما لفت بقرادونيان إلى أنّ quot;الطاشناق لم يطلب من الجنرال عون أن لا يشارك في الحكومة عام 2005، إنما هو من رفض المشاركة عندما حصل اعتراض على توزير أحد من أعضاء الحزبquot;.

نقولا يدافع عن تحالف القومي

أما النائب نبيل نقولا، وفي حديث إلى البرنامج نفسه، قال: quot;إن تحالفنا مع الحزب السوري القومي طبيعي، فهو حزب مرخّص من الدولة اللبنانيّةquot; (بغض النظر عن موقفه من نهائية الكيان اللبناني). وأشار إلى أنّ التيار quot;يعتبر نفسه في الاساس حليف من الند للند مع حزب الطاشناقquot;، وهو رفض المشاركة في الحكومة عام 2005 لأنه كان هناك إقصاء للحزب الارمني.

وبشأن تعطيل جلسات انتخاب رئيس الجمهورية، برّر نقولا ذلك quot;بكون الرئيس يجب أن يكون توافقياًquot;. واعتبر أنّ هناك quot;تجنّ على التيار الوطني الحر بالنسبة لما حصل في أيار. فحزب الله انتصر في حرب تمّوز، وأصدر مجلس الوزراء قرار يوازي سجن السيد نصرالله وهذا ما لن يقبله، كما أنّه كان هناك سلاح في وجه سلاحquot;.

الجميل يستغرب تصرف الطاشناق

من جهته، استغرب المرشّح عن حزب الكتائب في المتن سامي الجميّل في حديثه إلى البرنامج نفسه، quot;تصرّف الطاشناق في الانتخابات الفرعيّة عام2007. ولفت إلى أنّ الكتائب مع مبدأ التعددية في لبنان وتمثيل المجموعات وأنه من واجباته أن يُحافظ على حيثيّة الطاشناق الذين يمثلون شريحة واسعة من المواطنين.

وعن التحالف مع النائب ميشال المر أشار الجميّل إلى أنّ الاخير كان دائماً مع المحافظة على سير المؤسسات، ورفض الاعتصامات وأحداث 7 أيار واستعمال السلاح، مضيفاً أنه كان يدعو على الدوام، لا سيّما المتنيين، إلى عدم النزول إلى الشارع وإقفال الطرقات وهذا الامر كان يعبّر عن رأينا.

واعتبر الجميّل أنّ سوريا تتحمّل مسؤولية كبيرة مما يحصل في لبنان وحلفائها المباشرين كـquot;الحزب السوري القومي الاجتماعيquot; وquot;حزب اللهquot; يعبّران عن وجهة نظرها في لبنان. وأضاف: quot;نحن نقول إن هناك خطر على الحياة الديمقراطية في لبنان تمثّل بإقفال المجلس النيابي وتأجيل انتخاب رئيس للجمهورية ونزول فريق إلى الشارع وإقفاله وسط المدينة لفترة عام وكذلك عندما استعمل الفريق نفسه السلاح ضد المواطنينquot;، رافضاً التبريرات التي يعطيها التيار الوطني لمثل هذه الافعال.

وعن الخلاف بين الكتائب والقوّات على توزيع المقاعد النيابية قال الجميّل إنّ هناك لوائح لا تتسع لمرشّحَين كتائبي وقوّاتي في الوقت ذاته، وقد تمّت معالجة هذا الموضوع وسيُعلن رسمياً عن مرشّحي الكتائب في 19 نيسان كما والبرنامج الانتخابي للحزب. وبالنسبة لأهمية هذا البرنامج لدى المقترعين، أوضح الجميّل أنّه quot;بين عامي 1990 و2005 كنا بلداً محتلاً ولذا لم يكن الناخب يقترع على أساس برنامج انتخابي وكنا في حالة نضال، أما اليوم فلم يعد الاقتراع على أساس quot;المحادلquot; وquot;البوسطاتquot; إنما على أساس البرامج التي تعكس هموم المواطنينquot;.

ورأى الجميّل أنّه لا يمكن مقارنة السلاح الذي استعمل من قبل 8 آذار بالذي استُعمل من قبل 14 آذار، فبيروت سقطة بـ7 ساعات، متسائلاً في الوقت ذاته عن إمكانيّة أن نبني دولة قويّة، يتساوى فيها المواطنون، وهناك فريق يجلس على الطاولة وبيده السلاح.

بري يحذر من quot;تهميش الخصومquot;

الى ذلك، دعا بري لدى رعايته إطلاق مشاريع إنمائية في قضاء بنت جبيل بتمويل من laquo;الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصاديةraquo;، laquo;الذين يحاولون الإيحاء بوجود أزمة حكم بعد الانتخابات، الانتباه الى ان العبور الى الدولة لا يمكن أن يتم عبر تهميش الخصوم أو تهميش فئات وطنيةraquo;. وأضاف بري: laquo;العبور الى الدولة لا يمكن ان يتم بتخويف الرأي العام بالفوضى الاقتصادية وبتراجع الاستثمارات إذا ما فازت المعارضة، لأن تجربة الأكثرية بالعكس هي التي تحفز الناس لتربح المعارضة، أي انهم يحاولون القول انتبهوا انه اذا فازت المعارضة خربت البلدraquo;.

ورأى بري ان ضرورة بناء الدولة laquo;تستدعي الانتباه الى إدانة التجربة التي جعلت من الدولة هيئة عليا لإغاثة الموالين ومعاقبة الخصوم والتي جعلت من الدولة حامياً للاحتكارات ومروجاً للسوق السوداء في كل مكان، ونحن من جهتنا نمد يدنا إليكم وسنمدها أبداً ودائماً شرط المقاومة والتنميةraquo;.

فراتيني في بيروت

وفي سياق آخر، أعلنت السفارة الايطالية ان وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني، سيزور لبنان اليوم وغدا وسيلتقي خلال الزيارة رئيس الجمهورية ميشال سليمان، وبري، والسنيورة ووزير الخارجية فوزي صلوخ. وسيتوجه الوزير فراتيني ايضًا الى الجنوب حيث يزور الكتيبة الايطالية في القوة الدولية المعززة. وقبل المغادرة سيعقد مؤتمرًا صحافيًا في صالة الشرف في مطار رفيق الحريري الدولي في الخامسة بعد ظهر غد.