للإحتجاج على تصريحات المسؤولين في طهران بشأن quot;خلية حزب اللهquot;
الخارجية المصرية تستدعي رئيس البعثة الدبلوماسية الإيرانية في القاهرة

نبيل شرف الدين من القاهرة: في تطور جديد يعكس حجم التوتر في العلاقات بين القاهرة وطهران، استدعت وزارة الخارجية المصرية رئيس مكتب رعاية المصالح الإيرانية في القاهرة حسين رجبي لإبلاغه رسالة احتجاج وصفت بأنها شديدة اللهجة، تعقيبًا على تصريحات عدد من المسؤولين الإيرانيين بخصوص قضية quot; خلية حزب الله quot; التي كشفتها السلطات المصرية مؤخرًا وهي التصريحات التي أكدت مصر رفضها التام لها جملة وتفصيلاً. وصرّح السفير محمد الزرقاني مساعد وزير الخارجية للشؤون الآسيوية بأنه استدعى رئيس مكتب رعاية المصالح الإيرانية في القاهرة للاحتجاج على هذه التصريحات ومنها تصريحات علي لاريجاني رئيس البرلمان الإيراني والتي قال فيها إن كشف مصر لما اصطلح على تسميته بخلية حزب الله الأخيرة، بأنهquot; سيناريو سخيف ومتخلفquot;، على حد تعبيره .

واعتبر الزرقاني أنه بات من الواضح من تصريحات المسؤولين الإيرانيين سواء في البرلمان أو الحكومة أو الإعلام وغيره أن التوجه الإيراني يصب في محاولة التدخل في الشؤون الداخلية المصرية .

وأكد الزرقاني أنه أبلغ حسين رجبي برسالة الاحتجاج المصرية القوية على هذه التصريحات والمواقف من قبل المسؤولين الإيرانيين مشيراً إلى أن رئيس مكتب رعاية المصالح الإيرانية في القاهرة وعد بنقل هذه الرسالة لحكومته في طهران .

وظلت العلاقات بين إيران ومصر طوال السنوات الخمسين الماضية متوترة، لاسيما منذ قيام شاه إيران السابق محمد رضا بهلوي بتطليق الأميرة فوزية شقيقة الملك فاروق، وفي عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر كانت هناك خصومة كاملة بين البلدين بسبب قيام علاقات دبلوماسية بين إيران وإسرائيل، والفترة الوحيدة التي شهدت ازدهارا في العلاقات بين البلدين هي السنوات القليلة التي سبقت قيام الثورة في إيران، حيث كانت هناك علاقة حميمة تربط شاه إيران بالرئيس المصري الراحل أنور السادات وسرعان ما تدهورت تلك العلاقات ووصلت لحد القطيعة الكاملة، في العام 1980 بعد اندلاع الثورة في إيران، وإبرام مصر اتفاقيتي سلام مع إسرائيل .

رسالة مصرية

وقال الزرقاني إنه أعرب للمسؤول الإيراني عن احتجاج مصر الشديد ورفضها الكامل لمثل هذه التصريحات مؤكدا له أن هذه التصريحات تعد بمثابة تدخل سافر في الشؤون الداخلية المصرية ،وشدد على أن مصر حكومة وشعبا ترفض تمامًا مثل هذا التدخل في شأن لا يعني أساسًا الجانب الإيراني، متسائلا ما شأن إيران في أمر يتعلق بصميم الأمور السيادية المصرية من خلال كشف خلية تقوم بأعمال ضد المصالح والأمن وتسعى إلى زعزعة الاستقرار الداخلي المصري وهو أمر لا يعني إيران بأي حال من الأحوال .

وتابع المسؤول المصري قائلاً إنه أكد للمسؤول الإيراني خلال الاستدعاء أنه لا يمكن لمصر بأي حال أن تقبل بمثل هذه التصريحات والمواقف العدائية، محذرا من أن مصر لا يمكن أن تقف صامتة أو مكتوفة الأيدي أمام مثل هذه المواقف .

ومضي الزرقاني قائلاً إنه أشار إلى رئيس مكتب رعاية المصالح الإيرانية إلى أن المبدأ المصري الثابت في علاقاتها الخارجية هو عدم التدخل في الشؤون الداخلية المصرية لأي دولة، وبالتالي فان مصر لا يمكن أن تقبل أي تدخل في شؤونها الداخلية، وأشار إلى تصريحات منوشهر متكي وزير خارجية إيران التي ادعى فيها أن التهم المنسوبة إلى المقاومة اللبنانية وقائدها أصبحت quot;بالية وقديمةquot;، زاعمًا أنه مع قرب الانتخابات البرلمانية في لبنان فإن بعض الأيادي الخفية تريد على حد زعمه تأزيم هذه الانتخابات .. وأوضح الزرقاني quot;أن مصر لا تقبل هذه التصريحات من وزير خارجية إيران وهي تصريحات مغلوطة وغير مقبولة على الاطلاق لدى الجانب المصري حكومة وشعباquot; .

وأوضح الزرقاني أنه أشار كذلك لحسين رجبي في هذا الاطار إلى تصريحات المتحدث باسم الخارجية الإيرانية والتي زعم فيها أن مصر تتهم زورا وبهتانا الأشخاص والشيعة الذين يدعمون القضية الفلسطينية ويدعمون أهالي غزة بأنهم يدعون للتشيع في مصر، وقال الزرقاني ان هذه التصريحات مرفوضة ولا تقبلها مصر .

وإختتم مساعد وزير الخارجية المصري بالقول إنه أشار للدبلوماسي الإيراني خلال الاستدعاء إلى ما ورد في وسائل الإعلام الإيرانية، ومن بينها صحف quot;جمهوري اسلاميquot;، وquot;كيهانquot; ووكالة فارس وغيرها من مزاعم بأن مصر تضغط على شيخ الأزهر لإصدار فتوى ضد حسن نصر الله أو أن عناصر الموساد تقوم بالتحقيق مع الضالعين في الأحداث وخلية حزب الله ، وقال الزرقاني إن ما ورد في وسائل الإعلام الإيرانية بشأن هذه القضايا، هو أمر غير مقبول بل ومرفوض تماما من جانب مصر، ويعد تكريسًا لتصميم إيران على التدخل في الشؤون الداخلية المصرية .