واشنطن: أعلن الرئيس الاميركي باراك أوباما الثلاثاء انه يريد مواصلة مساعي الحوار مع ايران مشيرا الى ان الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الذي وجه مجددا انتقادات عنيفة الى اسرائيل الحليف الاساسي للولايات المتحدة ليس صاحب القرار الاخير. وقال أوباما غداة الخطاب الناري المعادي لاسرائيل الذي القاه الرئيس الايراني quot;للاسف هذا الخطاب ليس جديدا. انه نوع الخطاب الذي تعودنا على انتظاره من جانب الرئيس احمدي نجادquot;.

وتابع الرئيس الاميركي quot;عندما كنت اقول خلال الحملة (الانتخابية) وعندما كررت بعد الانتخابات اننا جادون عندما كنا نتحدث عن الحوار مع ايران، لم تساورني اي اوهامquot;. واضاف عقب محادثات مع العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني الذي تطرق معه على الارجح الى هذه المسالة، quot;قلت بوضوح شديد انني اجد تصريحات كثيرة للرئيس احمدي نجاد رهيبة وتستحق الاستنكار وخصوصا تلك الموجهة ضد اسرائيلquot;.

وقد انتقد الرئيس الايراني انشاء دولة اسرائيل التي حرمت quot;امة كاملة من اراض بحجة المعاناة اليهوديةquot;، متجاهلا دعوة شخصية من الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ومعطيا بذلك عن غير عمد الحق للولايات المتحدة التي قررت عدم المشاركة في مؤتمر جنيف. واتهم احمدي نجاد الذي دعا مرارا في الماضي الى quot;ازالةquot; اسرائيل من الخارطة، الحلفاء بعد الحرب العالمية الثانية بquot;ارسال مهاجرين من اوروبا والولايات المتحدة وعالم الهولوكوست (المحرقة) لاقامة حكومة عنصرية في فلسطين المحتلةquot;.

وقد اثارت هذه العبارات الاستنكار في الغرب. واعتبرت الولايات المتحدة انها تطرح مسألة صوابية اقامة حوار مع ايران كما يريد أوباما بعد ثلاثين سنة من العداء، للتأكد بالدرجة الاولى من ان الجمهورية الاسلامية لا تصنع القنبلة الذرية. وتعتقد اسرائيل انها ستكون المستهدف الاول ان اقتنت ايران السلاح النووي، فيما تؤكد طهران ان انشطتها النووية هي لغايات سلمية محضة.

وقال أوباما الثلاثاء quot;سنستمر في مقاربتنا بالاقرار بضرورة انتهاج دبلوماسية مباشرة وحازمة بدون استبعاد جملة من الخيارات الاخرىquot;. وراى أوباما الذي قام في اذار/مارس بمبادرة تاريخية بالتوجه مباشرة الى القادة الايرانيين، ان تصريحات احمدي نجاد quot;تسيءquot; الى فرص الحوار كما تسيء الى quot;مركز ايران في العالمquot;. واكد مع ذلك quot;سنواصل السعي الى تحسين علاقاتنا وحل بعض المسائل الاساسية التي لا نتفق عليها وخصوصا المسالة النوويةquot;.

وفي اذار/مارس الماضي وجه أوباما عرض الحوار الى quot;الشعب وقادة الجمهورية الاسلاميةquot; لكن ليس الى اي منهما بشكل خاص. والامر الاستثنائي منذ ان اصبح رئيسا لفت أوباما الى ان احمدي نجاد ليس سوى واحد من صناع القرار في quot;بلد معقد جدا مع مراكز سلطة مختلفةquot; وان هذه السلطة هي في المرجع الاخير بين ايدي المرشد الاعلى للجمهورية اية الله علي خامنئي.

يبقى ان العنصر المجهول بالنسبة للولايات المتحدة هو ما ستتمخض عنه الانتخابات الايرانية المقررة في 12 حزيران/يونيو. ويرى خبراء في التصريحات الاخيرة لاحمدي نجاد والتي تنطوي على لهجة مصالحة على ما يبدو، حول السياسة الجديدة التي تنتهجها الولايات المتحدة حيال ايران او بشأن مصير الصحافية الايرانية الاميركية روكسانا صابري، دليلا محتملا عن رغبة في الحفاظ على المستقبل في حال اعادة انتخابه.