توقيع إتفاق استراتيجي إقتصادي وتنسيق لمنع نشاطات المعارضين
عطري: متمسكون بمنع تعكير الأمن العراقي لأنه مفتاح أمن المنطقة

إيلاف من بغداد:وقع العراق وسوريا اليوم إتفاقًا استراتيجيًا للتعاون بين البلدين في مجالات النفط والتجارة والطاقة والغاز كما اتفقا على تأهيل الخط الناقل للنفط عبر الاراضي السورية حيث اكد رئيس الوزراء السوري محمد ناجي عطري عقب التوقيع على الاتفاق مع نظيره العراقي نوري المالكي حرص بلاده على امن العراق واستقراره، ومنعها لمن يحاول تعكير صفو هذا الامن، مشددًا على ان امن العراق هو مفتاح لامن المنطقة... فيما تم الاعلان عن تنسيق امني بين البلدين لمنع اي نشاطات معارضة لهما انطلاقًا من اراضي كل منهما، كما صدر بيان مشترك يرسم مستقبل علاقات البلدين ومواقفهما.

وقال المالكي خلال مؤتمر صحافي مع نظيره السوري عطري الذي يزور العراق حاليا ان الحوارات بين الجانبين انتهت الى اتفاق إستراتيجي في مجالات النفط والتجارة والطاقة والغاز. واضاف ان الجانبين اتفقا أيضًا على تأهيل الخط الناقل للنفط عبر الاراضي السورية. ووصف المالكي المباحثات العراقية السورية بالجادة لانها كانت حافلة ومركزة في جميع المجالات. وقال ان المباحثات تمخض عنها توقيع مذكرة تفاهم وتم الايعاز الى الوزراء في البلدين بالمباشرة بتنفيذ بنود هذه المذكرة.وكشف عن اتفاق عراقي سوري بمنع اي نشاطات معارضة على ارض اي منهما ضد البلد الاخر وقال quot;لن نسمح بأن يتخذ من يعكر امن سوريا من العراق مسرحا لنشاطه وكذا الحال بالنسبة لسوريا.

ودعا المالكي الشركات السورية بالاستثمار والمشاركة في عملية البناء والاعمارمؤكدا انه quot;بعد النجاحات الامنية كان علينا ان ننهض بالبناء والاعمار والاستفادة من الخبرات العربية لذلك نرغب في ان يكون للاخوة السوريين دور في هذه المرحلةquot;. واوضح ان مجال النقل البري والجوي والبحري كان واحدًا من ابرز الموضوعات التي بحثت حيث تم الاتفاق على تطوير شبكات الاتصال بين البلدين من اجل تطوير حركة الاستيراد والتصدير.

ومن جهته اوضح رئيس الوزراء السوري ان العلاقات العراقية السورية مرشحة لان تكون علاقات نموذجية لانها تملك مقومات النجاح. وقال quot;ان التوجه السوري قائم على اقامة اقوى العلاقات مع الاشقاء في العراق وسياسية الحكومة السورية تسير نحو ان ما تحتاج إليه سوريا يؤخذ من العراق وما يحتاج إليه العراق يؤخذ من سورياquot;. وشدد على ان سوريا حريصة على امن العراق واستقراره quot;وستمنع من يحاول تعكير صفو الامن العراقي لان امن العراق هو امن لسوريا وهو مفتاح لامن المنطقةquot;.

واشار الى ان رغبة شعبي العراق وسوريا وارادة قيادتهما السياسية هما اللتان اعادتا الدفء والحرارة لعلاقات البلدين. وشدد على ان سوريا لن تسمح لاي شخص يقيم على اراضيها بمس سيادة وامن العراق لان هذا الامر من الخطوط الحمراء التي لاتسمح دمشق بتجاوزها. وعن نشاط مسؤول الجناح البعثي محمد يونس الاحمد المقيم في سوريا اكد عطري انه كرئيس للوزراء لايعرف هذا الشخص مجددا رفض بلاده لاي نشاط ضد العراق انطلاقا من اراضيها.

بيان مشترك عراقي سوري

وفي ختام المباحثات العراقية السورية فقد صدر في كل من بغداد ودمشق البيان التالي الذي حصلت quot;ايلافquot; على نسخة منه: في إطار العلاقات التاريخية التي تجمع جمهورية العراق والجمهورية العربية السورية وما يربط شعبيهما من أواصر الأخوة، وتجسيداً للرغبة المشتركة لتطوير هذه العلاقات وإغنائها وتعزيز التعاون في كافة المجالات، قام السيد رئيس مجلس الوزراء في الجمهورية العربية السورية الدكتور محمد ناجي عطري على رأس وفد وزاري كبير بزيارة إلى العراق للفترة من 21-22 نيسان 2009 وأجرى مباحثات مستفيضة في إطار اللجنة العليا العراقية - السورية المشتركة.

وقد ترأس الجانب العراقي دولة رئيس الوزراء السيد نوري كامل المالكي وضم عدداً كبيراً من الوزراء وكبار المسؤولين العراقيين. جرت المباحثات بأجواء ودية وهادفة، وتم الإتفاق على عدد من مذكرات التفاهم وبروتوكولات التعاون بين المؤسسات العراقية المعنية ونظيراتها السورية، كما تم التوقيع على المحضر المشترك لإجتماعات اللجنة العليا من قبل دولة رئيس الوزراء العراقي والسيد رئيس مجلس الوزراء السوري والذي تضمن التعاون في المجالات التجارية والمالية والإستثمارية، ومجالات الإقتصاد والطاقة والصناعة والزراعة والري والموارد المائية، وفي مجالات النقل والإتصالات وتقنية المعلومات والإسكان وفي مجالات الصحة والتعاون العلمي والثقافي والبيئي والعمل والشؤون الإجتماعية والتربية والتعاون في مجال الرياضة والشباب والإعلام والشؤون الفنية.

هذا وقد إستقبل فخامة رئيس الجمهورية السيد جلال الطالباني الوفد الضيف برئاسة المهندس محمد ناجي عطري، حيث نقل لسيادته رسالة أخوية مفعمة بالمودة والتمنيات من أخيه فخامة الرئيس بشار الأسد وتمنياته للشعب العراقي التقدم والإزدهار. وفي إطار بحثهما للعلاقات الثنائية بين البلدين وإستعراضهما للقضايا العربية والإقليمية والدولية ذات الإهتمام المشترك، إتفقا على ما يلي:

bull; التأكيد على عزمهما على تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين على مختلف الأصعدة على أساس المصالح المشتركة والإحترام المتبادل، وعدم التدخل بالشؤون الداخلية لكلا البلدين، وعدم إستخدام أراضيهما كساحة لأي نشاط معاد لأي منهما.
bull; أكّدت سورية دعمها لجهود الحكومة العراقية الهادفة إلى تعزيز الأمن والإستقرار والرفاه للشعب العراقي الشقيق.
bull; التأكيد على إيمانهما بالتضامن العربي والإلتزام بتعزيزه بما يحفظ الأمن القومي العربي والإستقرار ويكفل إحترام سلامة كل دولة عربية وسيادتها وحقها في الدفاع عن نفسها وعدم التدخل في شؤونها الداخلية وإحترام خيارات شعوبها في بناء مستقبلها، وتجاوز الخلافات العربية ndash; العربية عن طريق الحوار وإعتماد الشراكة في صناعة القرار العربي بعيداً عن سياسة المحاور، وتنفيذ قرارت القمم العربية ودعم مؤسسات العمل العربي المشترك، وتعزيز دور الجامعة العربية بما يمكّنها من تحقيق الأهداف التي تصبو إليها الأمة العربية.
bull; التأكيد على دعم الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإستعادة أراضيه و إقامة دولته المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف، وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أراضيهم، وإدانة إستهداف المدنيين الأبرياء، سيما العدوان الإسرائيلي الأخير على ابناء قطاع غزة الآمنين.
bull; تأكيد العراق على حق الشعب السوري في إستعادة كامل أراضيه المحتلة في الجولان حتى خط 4 حزيران 1967، وأكد الجانبان على حق الشعب اللبناني في إستعادة ما تبقى من أراضيه المحتلة.
bull;التأكيد على إدانتهما للإرهاب بكافة أشكاله وصوره بإعتباره يشكّل تهديداً للأمن والإستقرار في المنطقة والعالم، وشددا عزمهما على مواصلة التصدي له لإستئصاله والقضاء عليه.
bull;الدعوة إلى إعتماد مبدأ الحوار لحل الخلافات والنزاعات في المنطقة والعالم بعيداً عن إستخدام أساليب القوة والتهديد.
bull; كما إتفق الجانبان على إعداد مشروع إتفاق تعاون استراتيجي يحدد التكامل بين البلدين في كافة المجالات، وكلّف وزيرا الخارجية بإعداد مشروع الإتفاق وعرضه على حكومتي البلدين تمهيداً للتوقيع عليه في أقرب وقت ممكن.

وفي الختام أكّد الجانبان على التقدير العالي للروحية الإيجابية التي إتسمت بها المباحثات التي تعبّر عن الإرادة المشتركة لكلا البلدين للمضي قدماً في تعزيز علاقاتهما الأخوية و بنائها على أسس متينة و قوية في إطار اللجنة العليا. هذا وشكر السيد محمد ناجي عطري رئيس مجلس الوزراء في الجمهورية العربية السورية أخاه دولة رئيس الوزراء في جمهورية العراق السيد نوري كامل المالكي على حُسن الإستقبال وكرم الضيافة والأجواء الإيجابية التي وفرها لعقد الإجتماع والمباحثات الجادة التي أثمرت في توقيع التفاهمات العديدة ووجه السيد رئيس مجلس الوزراء السوري دعوة كريمة لدولة رئيس الوزراء السيد نوري كامل المالكي لزيارة ودية والتي قبلها بالشكر و الإمتنان.

مباحثات عطري مع الهاشمي

وفي وقت سابق اليوم بحث نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي مع عطري توسيع العلاقات بين بلديهما. وناقش الجانبان آفاق العلاقات الثنائية بينالبلدين وسبل تطويرها نحو الأفضل انطلاقاً من حرص العراق على أن تكون له علاقاتمتميزة مع دول الجوار. كما أجرى السيد النائب مع ضيفه الكريم حواراً مفيداً حولالوضع العربي والدولي.

وقال عطري في تصريحات صحافية له عقب الاجتماع quot;تهدف زيارتنا للعراق إلى تعزيز علالقات التعاون بين البلدين وإعادة الدفء والحيوية لها بما يحقق مصلحة البلدين والشعبين الشقيقين في مختلف المجالاتquot;. وأضاف quot;تأتي الزيارة فيإطار الانفتاح العربي نحو العراق وقد اتفقنا على توسيع آفاق التعاون المشترك فسوريا مستعدة لمساعدة العراق في كل ما يحتاجه وفي كل المجالات كما أبدى العراق استعداده إلى التعاون التام مع سورياquot;.

ومن جانبه قال متحدث باسم وزارة النفط العراقية اليوم ان العراق يستدرج عروضا من الشركات الأجنبية لاصلاح خط انابيب لنقل النفط الى ميناء بانياس السوري على البحر المتوسط بعد ان تخلفت شركة روسية عن البدء في العمل. وقال عاصم جهاد المتحدث باسم الوزارة ان شركة روسية تعاقدت لاصلاح خط الانابيب الذي لم يستخدم في الصادرات منذ ثمانينات القرن الماضي لكنها لم تبدأ تنفيذ المهمة حيث تبلغ طاقة الخط 300 الف برميل من الخام يوميا. واضاف ان quot;الشركة الروسية لم تنفذ المهمة ونحن الان نطلب من شركات اجنبية اخرى تقييم الاضرار واعادة بناء خط الانابيب.quot;

ويقول مسؤولون روس ان الشركة الروسية quot;استرويترانس غازquot; وقعت بروتوكولا مع العراق لاحياء خط الانابيب في مارس آذار. وليس واضحا هل وقعت عقدا رسميا ام لا ولم يحدد جهاد اسم الشركة التي يتحدث عنها. وتاتي زيارة المسؤول السوري هذه الى بغداد بعد 5 سنوات من شكوك وتبادل اتهامات تبعت مرحلة سقوط النظام العراقي السابق وتحميل بغداد لدمشق مسؤولية السماح لمقاتلين عرب بالعبور الى العراق لتنفيذ اعمال ارهابية وهو ماظلت تنفيه سوريا بشدة.

وسبق لسوريا ان أرسلت السفير نواف الفارس الى بغداد في تشرين أول (اكتوبر) الماضي بعد قرار إعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين عام 2006.. في حين عين العراق علاء الجوادي سفيرا لدى سوريا مطلع العام الحالي وهو أول تمثيل على هذا المستوى بين البلدين منذ 28 عاماً. والاسبوع الماضي اسفرت مباحثات عراقية سورية استمرت لمدة ثلاثة ايام عن توقيع اتفاق ثنائي شمل المجالات الاقتصادية والتجارية والامنية والثقافية والعلمية والصحية والموارد المائية اضافة الى المواضيع ذات الاهتمام المشترك. ووقع الاتفاق وزيرا التجارة في البلدين.

وكانت مباحثات اجراها في بغداد الشهر الماضي وزير الخارجية السوري وليد المعلم قد ازالت ما اسماها نائب رئيس الجمهورية العراقي عادل عبد المهدي quot;العراقيل والتوجسات التي كانت تعيق تطور العلاقات بين البلدينquot; حيث اكدت مباحثاته مع المسؤولين العراقيين الاخرين ان المتغيرات الراهنة على الصعيدين الدولي والعربي توفر ارضية جيدة للانطلاق نحو بناء واقامة علاقات متطورة بين البلدين اضافة لما اثمرت عنه من اتفاقات على تعاون امني وسياسي وتجاري ونفطي وتعاون مشترك من اجل دحر الارهابيين ومنع تسللهم عبر الحدود ومكافحة الارهاب الذي يهدد امن العراق وسوريا.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية هوشيار زيباري اكد المعلم استعداد بلاده لدعم جهود المصالحة الوطنية في العراق نافيا ان يكون قد حمل مقترحات بخصوصها خلال زيارته الحالية. وشدد على رغبة سوريا في تحقيق الوفاق الوطني. وفي ما يخص المصالحة الوطنية ووجود معارضين عراقيين في سوريا قال المعلم ان المصالحة شان عراقي خاص وسوريا لديها امنيات بنجاحها واستعداد لتقديم اي مساعدة لتحقيق هذا الهدف وقال ان سوريا مرتاحة لتطور العملية السياسية في العراق.