نيويورك:دعا مجلس الامن الخميس مسؤولي المجموعتين القبرصيتين الى تكثيف مفاوضاتهما تحت اشراف الامم المتحدة من اجل التوصل في نهاية المطاف الى اعادة توحيد الجزيرة المقسومة منذ 35 عاما.

ورحب المجلس ترحيبا quot;حاراquot; بالتقدم الذي احرزته هذه المفاوضات حتى الان، داعيا في اعلان تلاه رئيسه لشهر نيسان/ابريل السفير المكسيكي كلود هيلر، المسؤولين القبارصة الى quot;زيادة وتيرةquot; المفاوضات.

وذكر المجلس بأن هذه المفاوضات تشكل quot;فرصة للتوصل الى تسوية شاملة على اساس فدرالية من منطقتين ومجموعتين تتمتعان بمساواة سياسية، كما تقترح ذلك القرارات ذات الصلةquot; للامم المتحدة.

وشدد على اهمية quot;التزام جميع الاطراف التزاما كاملا بمرونة وروح بناءةquot;، مشيرا الى انه quot;ينتظر تقدما حاسما في المفاوضات في مستقبل قريبquot;.

واكد المجلس ان quot;كل حل يفترض تأييد الجانبين وموافقة المجموعتين في استفتاءين منفصلين ومتزامنينquot;.

وقد انقسمت قبرص منذ اجتاحت تركيا في 1974 شمال الجزيرة ردا على انقلاب للقوميين القبارصة اليونانيين المدعومين من اثينا لالحاق الجزيرة باليونان.

وبرز تفاؤل في ايلول/سبتمبر 2008 لدى استئناف المفاوضات، جراء شخصيتي المفاوضين، الرئيس القبرصي ديمتريس كريستوفياس والزعيم القبرصي التركي محمد علي طلعت اللذين يعتبران quot;تقدميينquot; مصممين على اعادة توحيد مجموعتيهما.

لكن اي تقدم ملموس لم يعلن عنه بعد سبعة اشهر من المفاوضات وعقد 26 اجتماعا. وقد تعقدت المفاوضات الان بعد فوز القوميين في الانتخابات النيابية في شمال قبرص التي ينتشر فيها الجيش التركي.

وتريد الامم المتحدة تقليل اهمية تأثير هذه الانتخابات على العملية، وذكرت بأن طلعت الذي استأنف الحوار مع القبارصة اليونانيين والخاسر الاكبر في انتخابات 19 نيسان/ابريل امام معارضي اعادة توحيد الجزيرة، سيبقى المفاوض الاول.

لكن وسائل الاعلام ورجال السياسة في الجانب القبرصي اليوناني يقولون انهم يتوقعون مرحلة صعبة.

واعرب الموفد الخاص للامم المتحدة في قبرص الكسندر داونر الخميس في تصريح صحافي عن quot;تفاؤل حذرquot; حول امكانية حصول تقدم. ودعا هو ايضا مسؤولي المجموعتين الى quot;الاستمرار في الزخمquot; الذي اوجدته المفاوضات منذ ايلول/سبتمبر.

وقال ان quot;هذه العملية لا يمكن ان تستمر الى ما لا نهاية، واذا ما استمرت فترة طويلة فستمنى بالفشلquot;. ودعا كريستوفياس وطلعت الى التحلي quot;بروح التسويةquot;.

واضاف quot;لا يكفي ان نقول +اؤيد حلا لمشكلة قبرص لكن ذلك يجب ان يكون انتصارا شاملا لي، ولست مستعدا لتسوية مع اي كان+. هذا ليس مقبولا، ولن تتوصلوا الى حل بموقف مماثلquot;.

من جهته، اكد السفير التركي باكي ايلكين ان انقرة تريد quot;حلا عادلا ودائما يقوم على اطار العمل الذي وضعته الامم المتحدةquot; وتريد بالتالي quot;الاستمرار في دعم المفاوضاتquot;. لكنه حذر من ان المفاوضات يجب الا تستمر الى ما لا نهاية quot;لأن الهوة بين الشعبين تتسع بمرور السنينquot;.