خلف خلف من رام الله: تعيش دوائر صنع القرار في إسرائيل حالة من القلق بعد حصولها على معلومات تتحدث عن تطوير الصين لمنظومة صاروخية مضادة للطائرات قد تضع سلاح الجو الإسرائيلي في دائرة الخطر المحدق، والمخاوف الإسرائيلية تستمد مقوماتها من إمكانية حصول إيران على هذه المنظومة من الصواريخ من نوع ارض- جو، والتي تشابه إلى حد ما المنظومة الروسية الذكية من طراز اس 300. وقد عبرت تل أبيب مرات عدة في السابق عن مخاوفها من إمكانية تزود طهران بصواريخ متطورة من شأنها إحباط أي ضربة عسكرية جوية إسرائيلية توجه إلى المفاعل النووي الإيراني.
ويعترف قادة إسرائيل، وبخاصة العسكريين منهم، أن العمل العسكري الموجه الى المنشآت النووية في ايران سيكون اشكاليًا، ومعقدًا ويوجب ظروفا خاصة، لكنهم في الوقت ذاته، يؤكدون أنه ممكن، وستضطر اسرائيل الى القرار في المسألة بعد أن يُستنفد الاجراء السياسي. ويبرر هؤلاء تقديراتهم من نظرة مفادها أن السلاح النووي في يد إيران سيُحدث تهديدا وجوديا لاسرائيل وبخاصة مع وجود نوايا معلنة لقادة النظام الايراني للقضاء على اسرائيل. ومع ذلك يرى بعض المحللين الإسرائيليين إنه يمكن لعدة اسباب أن تضائل امكانية أن تستعمل ايران السلاح النووي ضد اسرائيل، ومن هذه الأسباب، الفرض المعقول أن ايران تطور السلاح الذري من اجل الردع والدفاع قبل كل شيء، وأنها لا ترى إسرائيل تهديدا أول، وأن إيران تدرك القدرة الردعية الذرية الإسرائيلية والأميركية.
وبحسب المعلومات التي نشرتها صحيفة معاريف، الصادرة اليوم الخميس فإن المنظومة الصينية هي من طراز 2000FD-، وباستطاعتها تشكيل تهديدا مباشرا على الطائرات الحربية التي تحلق على ارتفاع 125 كم، ولكن الصحيفة تبين في الوقت ذاته، أن هذه المنظومة ليست بالكفاءة ذاتها التي تتمتع بها المنظومة الروسية من طراز اس 300، حيث إن الأخيرة تعترض الطائرات على ارتفاع 195كم، وهي أكثر تحسينًا ودقة من المنظومة الصينية التي يجري تطويرها في الوقت الراهن.
إسرائيل كذلك تدرك مليًا أن مهاجمتها لإيران تحمل الكثير من العواقب، ولذلك فهي تحاول إلقاء هذا الملف في ملعب الولايات المتحدة، ويعتقد الكثير من المراقبين الإسرائيليين إن سياسة طهران وسلوكها، ومسار تقدم التهديد الذري الذي تُطور الجداول الزمنية لنضجه، سيتأثر أكثر من كل شيء باجراءات الولايات المتحدة وسلوكها - وهي القوة العظمى الوحيدة، بل الوحيدة التي تحصر في يديها القوة المطلوبة لاحداث ضغط وتضييق فعال - سياسي وعسكري - على ايران، ويؤكد هؤلاء أن موقف واشنطن الحالي في القضية يقول إنه يجب استنفاد الاجراءات الدبلوماسية والسياسية في محاولة لوقف البرنامج الذري الايراني.
في الوقت نفسه، تلمح قيادة الادارة الأميركية دائماً أنه في اطار معالجة القضية الذرية الايرانية، quot;جميع الخيارات موضوعة على الطاولةquot;. ومن الواضح أن هذه الجملة ترمز الى خيار عسكري، برغم أن الادارة في واشنطن تُبين أنها ترى استعمال القوة آخر ملاذ يُلاذ به اذا ما فشلت سائر الخيارات، وأهمها الدبلوماسية.