لندن: زيارة البابا بنديكتوس السادس عشر الى الشرق الاوسط كانت النبأ الابرز في تغطيات الصحف البريطانية الصادرة الجمعة. من هذه الصحف الاندبندنت، التي خرجت تغطيتها تحت عنوان: البابا يذهب الى الاراضي المقدسة، لكن لا تذكروا الحرب، والمقصود هنا الحرب العالمية الثانية.
وتقول الصحيفة ان الظنون والشكوك والتساؤلات ما زالت تحوم حول ما اعتبر مهادنة من الفاتيكان لهتلر، وقد تتحول هذه الظنون والشكوك الى علامة استفهام كبيرة تلقي بظلها على زيارة البابا الاولى لاسرائيل.
وتشير الصحيفة الى ان جدول زيارة البابا يتضمن وضع اكليل من الزهور على نصب الستة ملايين يهودي الذين قضوا في تلك الحرب يوم الاثنين.
لكن الزيارة الرمزية للضريح لن تتضمن جولة في المتحف الملحق به، والذي بني قبل نحو اربعة اعوام.
الفاتيكان، حسب قول الصحيفة، يحاول تبرير عدم زيارة المتحف بانشغالات البابا (73 عاما) وجدوله المزدحم في هذه الزيارة التي طال انتظارها.
الا ان السبب الحقيقي هو حساسية الفاتيكان الاستثنائية من هذا الموضوع، بسبب الدور الذي اضطلع به خلال تلك الحرب، وهو دور أثار، وما زال، جدلا وخلافا واسعا.
ويحاول الفاتيكان، كما تقول الصحيفة، رسم صورة ان تلك الزيارة في جوهرها زيارة شخصية يزور فيها البابا للمرة الاولى الاراضي المقدسة.
ومن المنتظر ان يحضر البابا قداسات في القدس وبيت لحم والناصرة، وترى الاندبندنت انه لا بد انه سيلقى ترحيبا دافئا وكبيرا هناك.
لكنها زيارة تثير الحساسية بلا شك، حسب الصحيفة، فهناك خلافات ضريبية وعقارية بين الفاتيكان واسرائيل، وهناك الضغوط التي يتعرض لها مسيحيو اسرائيل من الفلسطينيين.
والبابا لن يقابل عددا من الشخصيات المثيرة للجدل اسرائيليا، ومنها رئيس بلدية سخنين، الذي ينتقده اليمن الاسرائيلي لمواقفه المناهضة للحرب الاسرائيلية الاخيرة على قطاع غزة.
كما الغيت زيارة البابا لمخيم للاجئين الفلسطينيين في بيت لحم خشية ان تستخدم صوره وهو بجوار الجدار الاسرائيلي العازل بين اسرائيل والضفة الغربية.
وتلاحظ الصحيفة ان من الاسباب التي تزيد من التوتر المحيط بهذه الزيارة عدم ارتياح المسلمين من خطبة للبابا القاها في عام 2006.
تلك الخطبة التي اعتبر فيها النبي محمد رجل عنف وحرب من خلال استخدامه احد النصوص.
كما يتذكر بعض اليهود ان البابا خدم في شبيبة هتلر عندما كان في مطلع حياته، وتهاونه، على الاقل في البداية، مع القس ريتشارد وليامسون، الذي ينكر حدوث المحرقة اليهودية في عهد هتلر والنازية.
انتخابات ايران
احمد نجاد ينزل الى الشارع، والعنوان في صحيفة الفاينانشال تايمز، اما التفاصيل فهي عن استعدادات الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد للانتخابات الايرانية، ومحاولاته اظهار نفسه على انه حامي حمى الشعب الايراني، من خلال الجولات التي يقوم بها في المدن والاقاليم الايرانية المختلفة، حسب تعبير الصحيفة.
ومن هذه الجولات زيارة يقوم بها احمدي نجاد الى مدينة كرج السبت، حيث سيصطف الآلاف من الايرانيين وبايديهم عرائض ينتظرون تسليمها شخصيا اليه، واغلبها طلبات للحصول على معونة مالية للخروج من ازمة هنا او لتلبية حاجة هناك.
الا ان ما يجعل هذه الزيارة استثنائية هو توقيتها، اذ تقول الصحيفة انها تجري في آخر ايام تسجيل المرشحين لانتخابات الرئاسة الايرانية، وهو الثاني عشر من هذا الشهر، في المدينة التي لا تبعد سوى 30 كم الى الغرب من العاصمة طهران.
منتقدو وخصوم احمدي نجاد يقولون ان زيارات كهذه وبتوقيت كهذا معناه ان الدولة صارت عمليا تمول حملة الرئيس الانتخابية.
ويعتبرون ان وعوده التي يطلقها في الحشود التي تتجمع لملاقاته تعتبر عمليا شراء اصوات.
الا ان الصحيفة لاحظت ان التلفزيون الايراني، وفي خطوة غير عادية، قرر عدم بث التغطية التلفزيونية لتلك الزيارة الى كرج.