المراقب العام لجماعة الأخوان لإيلاف: زيارة البابا غير مرحب بها
الحبر الأعظم في الأردن والملك عبدالله يشدد على دعمالسلام

: اكد العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني الجمعة موقف الاردن الداعم لتحقيق السلام والاستقرار في الشرق الاوسط وفقا لحل الدولتين، بحسب ما افاد بيان صادر عن الديوان الملكي. وقال البيان ان الملك عبد الله شدد خلال استقباله البابا بنديكتوس السادس عشر في المكاتب الملكية بمنطقة مسجد الملك الحسين بن طلال غرب عمان، quot; موقف الاردن الداعم لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة وفقا لحل الدولتين وفي اطار سلام اقليمي شامل quot;، مشددا على quot; اهمية الرسالة التي يحملها قداسته للمنطقة التي عانت لسنوات طويلة من ويلات الحروب والصراعات quot;.

كما تم خلال اللقاء بحث quot;العلاقات بين الاردن والفاتيكان وسبل تعزيزها في مختلف المجالاتquot;، واكد الملك والبابا ضرورة quot;العمل على تعميق وادامة التواصل بين العالمين الاسلامي والمسيحي من خلال استمرار الحوار والتعايش وتعظيم القواسم والقيم المشتركةquot;.

وكان قد وصل البابا بنديكتوس السادس عشر اليوم الجمعة الى الاردن، المحطة الاولى في رحلته الى الارض المقدسة التي تستغرق اسبوعا وتقوده ايضا الى اسرائيل والاراضي الفلسطينية. وحطت طائرة الايرباص ايه-320 التابعة لشركة quot; اليطاليا quot; التي تقل البابا في مطار الملكة علياء الدولي عند الساعة 14:25 بالتوقيت المحلي ( 11:25 ت غ ) حيث كان العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني وعقيلته الملكة رانيا على رأس مستقبليه.

ودعا العاهل الاردني البابا الى بدء حوار جديد بين المسيحيين والمسلمين والعمل quot; معا من اجل تجديد الالتزام بقيم الاحترام المتبادل quot;. وقال الملك عبد الله في كلمة له في مطار الملكة علياء الدولي خلال استقباله الحبر الاعظم الذي بدأ زيارة للمملكة في مستهل رحلته للاراضي المقدسة quot; يجب ان نجدد اليوم التزامنا معا بقيم الاحترام المتبادل. ويجب ان نؤسس، هنا والآن، حوارا عالميا جديدا، قوامه التفاهم والنوايا الطيبة quot;. من جانبه قال البابا ان quot;حرية المعتقد حق انساني اساسيquot; وعبر عن احترامه quot;الشديد للعالم الاسلاميquot;. وقال البابا في كلمة القى بها لدى وصوله ان quot;زيارتي الى الاردن تمنحني فرصة للحديث عن عميق احترامي للمجتمع الاسلاميquot;.

ومع انتشار المظاهر الإحتفالية في الشوارع الاردنية ترفض الحركة الإسلامية هذه الزيارة وتعلن مقاطعتها. وتُرجم موقف الشخصيات الإسلامية عبر صياغة وثيقة إعلامية بعنوان quot; أوصل صوتك إلى البابا quot; تسلمها الناطق الرسمي لزيارة البابا الأب رفعت بدر ليقوم بإيصالها إلى السفارة البابوية في عمان.

وقال رئيس مجلس إدارة مجموعة الحقيقة الدولية الإعلامية الدكتور زكريا الشيخ لإيلاف quot; إن على البابا الاعتذار لما صدر عنه من إساءة صريحة للإسلام في عام2006quot;. ويضيف quot; أننا كمسلمين وبحكم علاقتنا الأخوية مع المسيحيين نرحب بضيف الأردن والملك لكن نرفض المشاركة في برنامج وحضور فعاليات الزيارة ونعلن المقاطعة لهاquot;.

من جانبه، إعتبر المراقب العام لجماعة الأخوان الدكتور همام سعيد لإيلاف أنquot;زيارة البابا غير مرحب بهاquot;. وأكد مقاطعة كل النشاطات الواردة في البرنامج خصوصا زيارة مسجد الملك حسين بن طلال واصفاً هذه الزيارة quot;بإساءة أخرىquot;. ووفق الدكتور همام سعيد فان البابا quot;غير مرغوب فيهquot; لعدة أسباب منها حسب قوله quot;الإساءة المباشرة والصريحة للنبي وهذا يتطلب منه اعتذارا رسميا عند وصوله إلى الأراضي الأردنيةquot;. معتبرا ان quot;مسلسل الإساءات مستمر من خلال زيارته إلى إسرائيل التي اغتصبت الأراضي وحقوق الشعب الفلسطيني مطالبا إياه quot;بضرورة رفع الظلم وإدانة العدوان على الشعب الفلسطيني خصوصا في أحاديث غزة الأخيرةquot;.

وحول زيارة البابا إلى مسجد الحسين غداً يقول الناطق الرسمي باسم الزيارة الأب رفعت بدر انها quot;تشكل محورامهما ولها خصوصية إذ سيقوم الحبر الأعظم بالدخول إلى المسجد وسيقوم كذلك بنزع حذائه احتراما وتقديرا للمكان وطقوسهquot;. إضافة إلى انه سيلقي كلمة خاصة ذات محاور تتركز بحسب توقعات الأب رفعت حول المنتدى الكاثوليكي الإسلامي والرسالة المفتوحة المسماة quot;كلمة سواءquot; ليكون انطلاقة لحوار بين الديانات والتعايش تحت عناوين مختلفة.

وتحظى زيارة الحبر الأعظم اليوم بمراسيم احتفالية وتحضيرات إعلامية، وإجراءات أمنية مشدّدة لضمان نجاح الزيارة. وعلى طول الطريق المؤدي الى مطار الملكة علياء الدولي (30 كلم جنوب عمان) رفعت الاعلام الاردنية واعلام دولة الفاتيكان بينما وضعت قوات الحرس الملكي النخبة على أهبة الاستعداد على جانبي الطريق وفي مفترق الطرق مع سيارات عسكرية مصفحة من طراز quot;هامفيquot;.

وسيكون العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني وعقيلته الملكة رانيا على رأس مستقبلي البابا في المطار. وشوهدت العديد من الباصات وهي مليئة بالطلاب بمن فيها طالبات محجبات وهي تتجه الى المطار للمشاركة في استقبال الحبر الاعظم.

ويوما الجمعة والسبت هما عطلتان رسميتان في المملكة الا ان رئيس الوزراء نادر الذهبي قرر في بيان quot;السماح لمن يرغب من الموظفين المسيحيين العاملين في الوزارات والدوائر الرسمية والمؤسسات العامة بمغادرة مواقع عملهم يوم الاحد المقبل للمشاركة في القداس الذي سيقيمه البابا في مدينة الحسين للشبابquot;. وقررت مدارس خاصة غلق ابوابها الاحد بينما اعلنت مدارس اخرى انها ستضع شاشات كبيرة في مكتباتها كي يكون بإمكان طلبتها متابعة زيارة قداسة البابا على الهواء مباشرة.

ويبدأ البابا رحلته الاولى الى الارض المقدسة في الاردن من 8 الى 11 آيار/مايو حيث يحيي قداسا الاحد قبل التوجه الى اسرائيل التي يغادرها في 15 ايار/مايو. وسيزور البابا خلال وجوده في الاردن موقع المعمودية-المغطس وجبل نبو في محافظة مادبا. والمغطس الذي يقع في غور الاردن على بعد 60 كلم غرب عمان، هو المكان الذي كان يوحنا المعمدان يعمد المسيحيين فيه.

اما جبل نبو الذي يقع على ارتفاع 800 متر عن مستوى سطح البحر وعلى مسافة نحو 40 كلم (جنوب-غرب عمان) فتحدثت عنه التوراة حيث شاهد النبي موسى من على قمته ارض الميعاد. ويطل الجبل الذي سبق ان زاره البابا يوحنا بولس الثاني عام 2000 على الاراضي الفلسطينية ويستطيع المرء من على قمته ان يرى قبة مسجد الصخرة وقبب الكنائس في مدينة القدس.

وشيدت على قمة الجبل كنيسة انشأها الرهبان الفرنسيسكان بين القرنين الرابع والسادس بعد الميلاد. وبحسب السلطات الاردنية فان نحو 600 صحافي حضروا ايضا الى المملكة من اجل تغطية هذه الزيارة. ويشكل المسيحيون في الاردن 5% من تعداد السكان البالغ نحو ستة ملايين نسمة اي ما يقارب 300 الف نسمة، 118 الفا منهم من رعايا الكنيسة الكاثوليكية.

:

الأردن: دعوة للاسلاميين للمشاركة باستقبال البابا

البابا بنديكتوس في عمان آيار المقبل وإيقاع الزيارة سياسي وديني

البابا يزور مسجد الحسين بن طلال للدلالة على التسامح

الاخوان المسلمون: توضيح البابا ليس اعتذارا

زيارة البابا لإسرائيل سابقة لأوانها بنظر المراقبين

رانيا تادرس من عمان، وكالات