واشنطن: واصل نائب الرئيس الأميركي السابق، ديك تشيني، انتقاداته العنيفة على الرئيس الأميركي، باراك أوباما، محذراً من أن سياسته ستجعل من العالم مكاناً أقل آمناً. ولفت إلى الانعكاسات السلبية، التي ستنجم عن إلغاء أوباما سياسات سلفه إزاء معتقل غوانتانامو العسكري وأساليب استجواب معتقلين مشتبهين بالإرهاب، المثيرة للجدل. وقال الرجل الثاني في الإدارة الأميركية السابقة، في حديث لشبكة quot;ABCquot;: في المستقبل لن نحظى بذات الأمن الذي نعمنا به خلال السنوات الثمانية الماضية.quot;

وواصل كيل انتقاداته لسياسات الإدارة الراهنة: quot;تحركوا لإبطال تلك السياسات التي صغناها للحفاظ على أمن البلاد لقرابة ثمانية أعوام من هجمات مماثلة لهجمات 11/9.quot; وحول إمكانية إغلاق غوانتانامو ونقل المعتقلين إلى سجون عسكرية في الأراضي الأميركية، وهي إحدى الخيارات التي تدرسها إدارة أوباما، قال تشيني إن الحكومة ستجد صعوبة في ترويج هذا الخيار.

وأردف quot;لا أعتقد أن أي مقاطعة أميركية سترحب باستقبال إرهابيي القاعدة.quot; ودفعت انتقادات المسؤول الأميركي السابق، الذي عرف بتجنبه الأضواء إبان توليه منصب نائب الرئيس، بمستشار الأمن القومي الأميركي، جيمس جونز، لتفنيد تلك المزاعم. وقال جونز: quot;لا أعتقد ذلك.. إدارة أوباما ورثت وضعاً لا يطاق في غوانتانامو.quot;

وبدوره عقب الرئيس السابق لمجلس النواب الأميركي، نويت غينغريش، بالقول: quot;هذا جنون مطلق.. هؤلاء ليسوا من رعايا الولايات المتحدة.. ونحن غير ملزمين بإبقائهم هنا.quot; وخلال الأسابيع القليلة الماضية، أطلق نائب الرئيس الأميركي السابق ما يشبه الحملة المناوئة لأوباما، وانتقد الشهر الماضي، نبرة سياسته الخارجية التي قد تؤثر على مكانة أميركا كأعظم قوة بالعالم، بعد أن حمل، في وقت سابق، على سياسته الداخلية التي قال إنها تزيد إمكانية تعريض البلاد للخطر.

وقال تشيني في مقابلة مع شبكة quot;فوكسquot; الإخبارية: quot;أنا قلق من الطريقة التي نُمثل بها في الخارج.quot; وأبدى quot;انزعاجهquot; من جولات أوباما الخارجية واعتذاره عن السياسات الأميركية السابقة، ونوه: quot;عليك الحذر للغاية.. العالم الخارجي، الأصدقاء والأعداء، على حد سواء، قد يسارعون لانتهاز وضع يعتقدون فيه بأنهم يتعاملون مع رئيس ضعيف، أو شخص قد لا يهب واقفاً للدفاع عن مصالح أميركا بشراسة.quot;

وتابع: quot;للولايات المتحدة دور ريادي في العالم توليناه منذ وقت طويل.. ولا أعتقد أن هناك الكثير لنعتذر عنه.quot; وتعهد الرئيس الأميركي، الذي رفعت حملته الانتخابية شعار التغيير، بتبني سياسات مغايرة عن تلك التي انتهجتها إدارة سلفه، جورج بوش. وأعلن خلال جولة أوروبية في مطلع الشهر عزمه تقليص ترسانة بلاده النووية خلال أربعة أعوام، قائلاً إن الولايات المتحدة ستقود مشروعاً للحد من انتشار الأسلحة النووية، إلا أنه حذر، وفي ذات الوقت، من أن بلاده ستمتلك قدرات نووية آمنة quot;تمكنها من ردع الأعداء وطمأنة الحلفاء.quot;

وقال إن إدارته ستتبنى الدبلوماسية لحل الأزمة النووية مع إيران وكوريا الشمالية. أشار إلى إن الولايات المتحدة تسعى إلى quot;بداية جديدةquot; في علاقاتها مع كوبا الشيوعية، كما قام بمصافحة نظيره الفنزويلي، هوغو شافيز، الذي عرف بعداوته اللدودة لبوش وذهب إلى وصفه بالشيطان.

ووصف نائب الرئيس الأميركي السابق مشاهد المصافحة بين أوباما وشافيز، وتلقي الأول كتاباً كهدية من الثاني بأنه quot;أمر لا يساعد.. أعتقد أنها تضع معايير خاطئة.quot; وواصل انتقاده: quot;يجب القيام بذلك في ظل ظروف صحيحة.. وعليك أن توضح قدرتك على التمييز بين الأشخاص الطيبين والسيئين، بين أولئك الذين يؤمنون بالديمقراطية، وبين الأصدقاء وحلفاء الولايات المتحدة، ومن هم غير ذلك.quot;

وحول قرار أوباما الكشف عن مذكرات وكالة الاستخبارات الأميركية عن أوضاع اعتقال كبار المشتبهين بالإرهاب وكيفية استجوابهم، رد تشيني بالكشف بأنه طالب الجهاز التجسيي نشر المزيد من المعلومات بشأن برنامج الاستجواب، الذي استحدثته إدارة بوش. وأضاف: quot;لم يكشفوا عن المذكرات التي تظهر نجاح جهودنا.. هناك تقارير تبين تحديداً المكاسب المحققة نتيجة هذا النشاط، لم يزاح عنها طابع السرية، وأنا أطلب رسمياً القيام بذلك الآن.

ودافع تشيني عن تقنيات استجواب قاسية استحدثتها إدارة بوش، لاستخلاص اعترافات المشتبهين بالإرهاب، وبرنامج التصنت الإلكتروني، قائلاً إنها quot;ضرورة مطلقةquot; للحيلولة دون وقوع هجمات إرهابية على غرار عمليات 11/9 عام 2001.