طلال سلامة من روما: يتوقف البابا راتسينغر اليوم في إسرائيل، في زيارة تحمل معها معان كثيرة لا سيما بسبب لقاء بابا الفاتيكان مع الرئيس الإسرائيلي بيريش. ويسعى البابا الى التأكيد أمام الإسرائيليين أن المسيحيين أصدقاء لهم، في السراء والضراء، ولا داع لبناء جدار مماثل لجدار برلين بين ديانتين سماويتين. في هذا الصدد، أجرت quot;ايلافquot; حواراً هاتفياً مع الكاتب الإسرائيلي آموس أوز (Amos Oz) لمعرفة ردود الفعل الإسرائيلية على زيارة استثنائية للبابا في أرض فلسطين المقدسة. في ما يلي نص الحوار الذي أجراته إيلاف
هل يبدي المواطنون الإسرائيليون اهتماماً وشغفاً بزيارة البابا راتسينغر؟
ان العلاقات بين اليهود والكاثوليكيين لم تكن بسيطة أبداً. لكن، وفي السنوات الأخيرة، تم رصد تحسن في هذه العلاقات. ان استقبال إسرائيل للبابا راتسينغر وترحيب سلطات تل أبيب، الدينية والسياسية، به أمر جيد. فبابا الفاتيكان شخصية دولية أساسية.
ما هو الحكم المسبق، للكاثوليكيين حيال اليهود، الذي يجرحكم أكثر؟
انه سؤال صعب. في حال قررنا محادثة الضمير، قبل إطلاق الكلمات من الفم، فإنني أدعو كل كاثوليكي الى مراجعة ضميره قبل الحكم على اليهود. كما أدعو اليهود ليفعلوا نفس الشيء مع الكاثوليكيين. يكفي روح العقلانية والانفتاح!
هل ثمة العديد من الأحكام المسبقة لليهود على الكاثوليكيين؟
ان العديد من اليهود ينطلقون، في أحكامهم المسبقة، من منصة موحدة هي أن المسيحيين يخبئون في أنفسهم شعوراً يكره السامية بعمق. وهذا منطق يهودي مريض على المجتمعات الدولية أن تحاربه بشتى الوسائل. فهذا الكره المسيحي لليهود لا جذور له. على العكس، فان العديد من المسيحيين يعبرون عن إعجابهم بسلة من القيم في عالمنا اليهودي.
ينتقد المسيحيون اليهود والمسلمين بشأن عدم قدرتهم على المغفرة وعلى العثور على نقاط مشتركة بينهم. ما هو تعليقكم؟
ان تراجيديا الشرق الأوسط لا علاقة لها بمفهوم المغفرة المسامحة. دعنا نتحدث عن درب التوصل الى تفاهم من طريق التسوية، للتعايش بسلام. ان مبادئ التفاهم تعكس قيماً قوية لدينا وهذا ما سمح لنا البقاء على الكرة الأرضية منذ آلاف السنين.
وجد البابا راتسينغر، بالأردن، شخصيات منفتحة في البيت الملكي. من هو رجل الحوار مع المسيحيين بإسرائيل؟
نجد هنا الرئيس شيمون بيريش ورئيس الوزراء بنيامين نتانياهو. إذ لديهما أحاديث هامة مع بابا الفاتيكان. فعملية السلام شرق الأوسطية تمر بهما. أنا أعتقد أن لقاء بيريش بالبابا سيكون مليء بالمعاني. فالاثنين شخصيتين تأتيان من ماض عظيم حافل بالعبر.
ان موقف الفاتيكان بعيد جداً عن موقف نتانياهو. هل هذا صحيح؟
نعم. لكنني أنتظر أن تؤول محادثات البابا هنا الى التأكيد على اختلاق دولتين لشعبين، هما الشعبين الفلسطيني واليهودي.
أنتم من بين الكتاب الإسرائيليين القلائل الذين انتقدوا الحرب على قطاع غزة في الشهور الماضية. هل تعتقدون أن زيارة البابا لهذا القطاع واجب؟
ثمة عدة جهات ضغطت على البابا راتسينغر للتوجه الى هناك. لا أعلم ان كانت السلطات الإسرائيلية تسمح له بزيارة غزة أم لا. لكنني أتصور أن الأسباب الأمنية طغت على أي شيء آخر. لذلك، فضل راتسينغر الابتعاد عن وجع رأس لا سيما ان رأى الأوضاع المأساوية التي يعيشها سكان غزة.