طلال سلامة من روما: قبل كل شيء علينا أن نقول ان ليبيا تسعى الى أن تكون دولة متحضرة تحترم حقوق الجميع شرط أن يبتعدوا عن ارتكاب كافة أنواع الجرائم ومنها التجارة بالبشر.. وأعضائهم! منذ سنوات طويلة، تنطلق من ليبيا زوارق المهاجرين غير الشرعيين، نحو ايطاليا، من دون انقطاع، صيفاً وشتاء، والمحزن في الأمر أن هؤلاء المهاجرين يدفعون كميات لا تحصى من الأموال للدخول الى ايطاليا ثم الى باقي الدول الأوروبية بمساعدة منظمات إجرامية لا تنظر إلا للمال. ما يضع ايطاليا والاتحاد الأوروبي وليبيا في أزمات داخلية وخارجية. اليوم، تواجه ليبيا صعوبات جدية في احتضان الآلاف منهم على أراضيها. ان المواطنين الأفارقة الذين يعيشون ويعملون بصورة شرعية بليبيا مرحب بهم. في هذا السياق، يشير السفير الليبي بروما حافظ قدور، بطل المفاوضات التي تخوضها ايطاليا وليبيا منذ سنوات عدة، الى أن ليبيا تعتزم إغلاق ملف الهجرة غير الشرعية الى ايطاليا بأسرع ما يمكن. هنا نص الحوار:

سؤال: لقد شاركتم في جميع المفاوضات التي جرت بين حكومات روما، اليسارية واليمينية، وحكومتكم. ما هو انطباعكم الشخصي؟

جواب: نحن بدانا المفاوضات حول سلة من الاتفاقيات، لمكافحة الهجرة غير الشرعية الى ايطاليا، مع إحدى حكومات برلسكوني السابقة. ثم وقع وزير الداخلية في عهد برودي، جوليانو أماتو، على صيغة من هذه الاتفاقيات في 29 ديسمبر(كانون الأول) من عام 2007 في طرابلس الغرب. بعد ذلك، وقع برلسكوني والرئيس القذافي على اتفاقية صداقة كبرى، بين ايطاليا وليبيا، كان لحكومة رئيس الوزراء الإيطالي السابق quot;دينيquot; الفضل في ابتكارها. وساهم في إنعاش هذه الاتفاقية بدورهما رئيس الوزراء السابق، البروفيسور رومانو برودي، ووزير الخارجية السابق quot;ماسيمو داليماquot;. نحن نتعاون الآن مع حكومة روما التي تمثل مصالح كافة الطبقات، السياسية والاجتماعية.

سؤال: ان معاهدة الصداقة، التي تم التوقيع عليها بين برلسكوني والقذافي، في شهر أغسطس (آب) من العام الماضي، تنص على مكافحة الهجرة غير الشرعية عن طريق تسيير دوريات بحرية مشتركة كذلك. ما هو تعليقكم؟

جواب: ان ما يجري الآن من تنسيق مشترك، بين الحكومتين، يعكس نوايا صادقة لبدء تطبيق ما تم الاتفاق عليه في عام 2007. ويشمل ذلك تسيير مثل هذه الدوريات أيضاً. ما يعني أن خفر السواحل الإيطالي سيتواجد في المياه الإقليمية الليبية. بالطبع، فان هدف هذه الحواجز البحرية يتمحور حول إعادة الزوارق غير الشرعية الى الشواطئ الليبية، ومحاربة التجارة بالبشر بهدف قطع أي صلة وصل بين ليبيا(أرض الميعاد لتجار من دون ضمير) والهجرة غير الشرعية الى أوروبا.

سؤال: تواجه ليبيا أكثر من اتهام ينوه بأنها تعامل بصورة سيئة للغاية المهاجرين غير الشرعيين المحتجزين على أراضيها. هل هذا صحيح؟

جواب: ان ليبيا دولة تحترم القوانين الدولية. نحن لن نسمح لأحد، بعد اليوم، أن ينتهك قوانيننا وأن يدخل خلسة الى أراضينا. نحن سنعمل على إعادة المهاجرين غير الشرعيين الى دولهم الأم. فالتجارة بالبشر مسألة لم نعد قادرين على تحملها. اعتماداً على البند 19 من المعاهدة التي وقع عليها وزير الداخلية السابق، جوليانو أماتو، سوية مع وزير الخارجية الليبي السابق، فان تسيير دوريات بحرية إيطالية-ليبية حقيقة لا نستطيع تجاهلها. في 4 فبراير(شباط) الماضي، وقع وزير الداخلية الإيطالي الحالي، روبرتو ماروني، على بروتوكول لتطبيقها عملياً. لذلك، سنبدأ تسيير هذه الدوريات البحرية المشتركة اعتباراً من 14 مايو(أيار) الجاري. أنا أتوقع أن تكون عمليات الطرد والترحيل الى الدول الأم للمهاجرين غير الشرعيين مكثفة أكثر من أي وقت مضى. وهذا ما تطلبه ايطاليا من ليبيا، منذ سنوات عديدة.