الناصرة: دعا البابا بنديكتوس السادس عشر الخميس الى نبذ quot;الكراهية والاحكام المسبقةquot; والى تعايش سلمي بين المسلمين والمسيحيين في الناصرة، خلال قداس احياه في هذه المدينة الواقعة في الجليل. وقال بنديكتوس السادس عشر مخاطبا ما يزيد عن اربعين الف مصل تجمعوا في مدرج شيد في الهواء الطلق على جبل القفزة في الناصرة quot;لينبذ كل واحد القدرة المدمرة للكراهية والأحكام المسبقة التي تقتل النفس البشرية قبل الجسدquot;.

وتابع متدثا في كبرى مدن اسرائيل العربية البالغ عدد سكانها ستون الف نسمة 30% منهم مسيحيون quot;للأسف، كما يعلم العالم، اختبرت الناصرة توترات في السنوات الأخيرة أضرت بالعلاقات بين الجماعتين المسلمة والمسيحيةquot;. وقال quot;ادعو الاشخاص ذوي الارادة الطيبة في كلا الجماعتين المسلمة والمسيحية الى تصحيح الضرر الذي حصل والعمل لبناء الجسور وايجاد طرق لتعايش سلميquot;.

من جهة اخرى، دعا البابا مجددا الى وحدة الكنيسة في هذه المنطقة التي تضم ما لا يقل عن ست طوائف كاثوليكية وقال quot;اننا مدعوون إلى العيش بانسجام وسلام الواحد مع الآخر والمسامحة بالمحبة كرابط كمال سامquot;.

وسيلتقي البابا بعد الظهر رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو ومن ثم بعدد من قادة الطوائف والديانات المختلفة في إسرائيل. وكان البابا قد اعرب خلال زيارته لاسرئيل والاراضي الفلسطينية عن تأييده لحق الفلسطينيين في إقامة دولة فلسطينية على ارض اجدادهم. وقال في الكلمة التي القاها في المقر الرئاسي في بيت لحم مخاطبا الرئيس الفلسطيني، محمود عباس: quot;إن حاضرة الفاتيكان تدعم حق شعبكم باقامة وطن مستقل ذي سيادة في ارض اجدادكم، يعيش بامان وسلام مع جيرانه ضمن حدود معترف بها دوليا.quot;

وقال البابا إنه يصلي من أجل أن يُرفع الحصار قريبا عن قطاع غزة، وأنه يتعاطف مع ما يعانيه الفلسطينيون هناك من صعوبات وآلام. وقد زار البابا أمس مخيم عايدة للاجئين الفلسطينيين القريب من مدينة بيت لحم التي أقام فيها قداسا في ساحة المهد، وقال أمام الجدار الفاصل إن إستمرار وجود الجدار يمثل مأساة وتذكرة بالمشكلة القائمة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وقال وهو يقف امام جدار الفصل في بيت لحم: quot;رأيت الجدار الذي يقتحم اراضيكم ليباعد الجيران ويشتت العائلات. الجدران يمكن ان تبنى بسهولة لكنها ليست دائمة، ويمكن ان تسقط. يخيم فوق رؤوسنا تذكير صارخ بالطريق المسدود الذي وصلت اليه العلاقات بين الفلسطينيين واسرائيل، الا وهو هذا الجدار. نحن نصلي بصدق لأن ينتهي العداء الذي كان سبب تشييد هذا الجدار.quot;

وتابع البابا quot;من الضروري اولا ان نزيل الجدران من حول قلوبنا، وان نزيل الحواجز القائمة ضد جيرانناquot; مضيفا انه quot;ينتظر تحقيق السلام والمصالحة في هذه الاراضي المضطربةquot;. واضاف البابا quot;ساواصل الاستفادة من كل الفرص لتشجيع الذين دخلوا في مفاوضات السلام على العمل معا وصولا الى حل عادل يحترم التطلعات المشروعة للاسرائيليين والفلسطينيينquot;.

وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد أكد في كلمة ألقاها خلال استقبال البابا فى بيت لحم تمسكه بحل الدولتين وحق عودة اللاجئين وكذلك بالعيش بسلام إلى جانب إسرائيل. وقال عباس في كلمته: quot;هناك في هذه الارض المقدسة من يواصل تشييد الجدران بدل الجسور، ومن يحاول باستخدام جيوش الاحتلال لاجبار المسيحيين والمسلمين معا على مغادرة هذه الارض من اجل ان تتحول الاماكن المقدسة الى مجرد مواقع يزورها السائحون بدل ان تكون اماكن للعبادة.quot;

وقال الرئيس الفلسطيني مخاطبا ضيفه: quot;تمارس ضد المواطنين العرب - مسيحيين ومسلمين على السواء - كل اشكال القهر والظلم ومصادرة الاراضي.quot; وقاد البابا لاحقا قداسا اقيم في ساحة المهد في المدينة، زار بعدها مخيما للاجئين الفلسطينيين ثم اجرى محادثات مع محمود عباس.