اسلام اباد: قال رئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني ان باكستان ستهزم طالبان عسكريا لكنها قد تفقد معركة العلاقات العامة اذا أخفقت في مساعدة مئات الالاف من النازحين بسبب القتال.

وشن الجيش هجوما في وادي سوات شمال غربي إسلام أباد في الأسبوع الماضي بعد ان اتهمت الولايات المتحدة باكستان المسلحة نوويا quot;بالإذعانquot; للمتشددين.

وفر 830 الف شخص على الأقل من منازلهم وانضموا الى أكثر من 500 الف نازح من القتال السابق في الشمال الغربي.

وقال المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين انطونيو جوتيريس لدى زيارته لمعسكر للنازحين ان باكستان تحتاج الى مساعدة دولية هائلة من أجل تفادي وقوع مأساة إنسانية.

وقال جيلاني ان الحكومة تعتزم عقد مؤتمر للمانحين لكنه قال انه يتوقع أيضا ان يقدم الشعب الباكستاني يد المساعدة.

وقال جيلاني أمام الجمعية الوطنية quot;سنفوز عسكريا لكن سيكون من دواعي الاسف ان نفقد الحرب إعلاميا.quot;

وتؤيد غالبية الأحزاب السياسية ومعظم الباكستانيين الهجوم بالرغم من شكوك منتشرة على نطاق واسع بشأن التحالف الوثيق مع الولايات المتحدة في حملتها ضد التشدد.

وبدأ الهجوم عندما كان الرئيس آصف علي زرداري في واشنطن يطمئن الولايات المتحدة بان حكومته ليست على وشك الانهيار وانه ملتزم بالقتال ضد التشدد.

لكن المعارضة ستزداد اذا قتل الكثير من المدنيين في المعارك أو اذا عانى النازحون من مصاعب مستمرة.

وتعد العمليات الباكستانية ضد المتشددين في الشمال الغربي أساسية للجهود الأميركية الهادفة لهزيمة تنظيم القاعدة واعادة الاستقرار الى أفغانستان المجاورة.

وقال الجيش ان حوالي 15 ألفا من قوات الأمن يواجهون حوالي 5000 من المتشددين في منطقة سوات.

وقال الجيش ان هناك قتال عنيف في معقل طالبان بوادي بيوشار وهو واد جانبي يمتد الى الشمال الغربي من وادي سوات الرئيسي وفي المنطقة القريبة من بلدة مينجورا الرئيسية التي لاتزال حركة طالبان تسيطر عليها.

وقال المتحدث باسم الجيش الجنرال أطهر عباس في إفادة صحفية quot;العملية تسير قدما بصورة طيبة. وحققنا تقدما كبيرا.quot;

وقال عباس ان 54 من المتشددين وتسعة جنود قتلوا في الساعات الاربع والعشرين الماضية. وهذا ما رفع عدد القتلى الى اكثر من 800 متشدد و45 جنديا. وغادر الصحفيون سوات ولم يعد هناك تأكيد مستقل للمعلومات الخاصة بالضحايا.

وقال الجيش انه لا توجد تقارير عن سقوط ضحايا بين المدنيين في هذه العمليات حيث يستهدف الجنود المتشدين في الجبال و لم تبدأ بعد حرب المدن. وقال عباس انها ستأتي.

وقال الجيش ان قائده الجنرال اشفق كياني زار الجنود في وادي سوات وكرر تصميم الجيش على اخراج التشدد من المنطقة وهزيمة المسلحين.

وهناك مخاوف من ان يصعد المتشددون هجماتهم في أماكن أخرى ردا على هذا الهجوم. وقال مسؤولون امنيون ان مسلحين نصبوا كمينا لقافلة تابعة للجيش في شمال وزيرستان على الحدود لافغانية باستخدام القنابل والاسلحة النارية وقتل جنديان وأحد المتشددين.

وبدأ السكان يفرون في اواخر الشهر الماضي عندما هاجم الجيش طالبان في منطقتين قرب سوات كانت طالبان احتلتهما في انتهاك لاتفاق السلام الموقع في فبراير شباط والذي كان يهدف الى إنهاء العنف في الوادي السياحي سابقا.

وقال جيلاني ان النزوح لم يسبق له مثيل في تاريخ البلاد وان على الحكومة ان تكسب قلوب وعقول الاشخاص الذين ارغموا على ترك ديارهم.

وقالت المفوضية السامية لللاجئين التابعة للامم المتحدة ان حوالي 80 الفا فقط من النازحين يقيمون في معسكرات والباقي لدى أصدقاء أو أقارب أو في أماكن مستأجرة أو في quot;مستوطنات وقتيةquot; تنتشر بسرعة.

وقال جوتريس للصحافيين في معسكر يار حسين وهو يدعو الى تقديم مساعدات دولية انه يناشد quot;الاهتمام الذاتي المستنيرquot; للمجتمع الدولي.

وقال quot;الشيء الذي اشعر بالقلق تجاهه هو انه اذا لم تأت استجابة ايجابية من المجتمع الدولي لدعم الشعب الباكستاني فان الوضع في البلاد سيصبح مأسويا من جميع الجوانب.quot;

ولدى باكستان خبرة في التعامل مع أعداد كبيرة من المشردين بالتعاون مع منظمات الإغاثة.وفقد حوالي 3.5 مليون شخص منازلهم في زلزال عام 2005 في المناطق الجبلية الشمالية وقاد الجيش عملية ناجحة لتوفير الغذاء والمأوى للضحايا في أجواء الشتاء القارس.