طهران: قال رئيس مجلس الشورى الايراني الاسبق مهدي كروبي اليومالثلاثاء انه سيطلق برنامجا quot;معتدلاquot; لاصلاحات لا تثير غضب منافسيه المحافظين في حال انتخب رئيسا للجمهورية. واعرب كروبي عن اسفه لضياع quot;فرصة ذهبيةquot; للمجموعات الاصلاحية خلال عهد الرئيس السابق محمد خاتمي، مؤكدا رفضه تكرار خطأ دفع الحركات الاصلاحية نحو التشدد.

وقالquot;ساكون معتدلا واسلك الطريق الوسطيquot;. وقد وضع كروبي الذي يبلغ من العمر 72 سنة، الاقتصاد في طليعة اولوياته ووعد بتوزيع حصص من الارباح النفطية على الشعب الايراني. وتعاني ايران وهي المنتج الرابع العالمي للنفط من ارتفاع في نسبة التضخم وصلت الى 26% ونسبة بطالة تجاوزت 13% يعزوها خبراء اقتصاديون الى سياسات الرئيس محمود احمدي نجاد الرامية الى توسيع نطاق الاقتصاد.

واعتبر كروبي ان quot;الخطوة الاولى تكمن في السيطرة على الوضع المتدهورquot;، ووعد في حال فوزه بالسباق الى الرئاسة الايرانية بتعيين فريق من الخبراء لمعالجة التدهور وسط احتمال اعلان مؤسسات جديدة افلاسها في الاشهر المقبلة. ووعد باعتماد سياسة انفتاح تجاه البلدان الاخرى وفتح المجال امام الاستثمارات الخارجية واعتماد سياسة فتح الاقتصاد الايراني امام القطاع الخاص خصوصا وان القطاع العام يسيطر على 80% منه.

وقد استقبل كروبي مراسل وكالة فرانس برس في مكتبه المتواضع في شمال طهران. واكد اثناء اللقاء الذي دام ساعة، عدم انتهاج سياسات خصمه المتشدد احمدي نجاد، متهما اياه بتعطيل الاقتصاد. وقالquot; لن اتبع سياسات احمدي نجاد التي تقضي باتخاذ قرارات انفرادية ولن اتبع طريقة توزيع المال هذه وسحب مبالغ كبيرة من احتياطي العملات الاجنبيةquot;.

واشار الى التقلبات التي لم يسبق لها مثيل في الحكومة خلال عهد احمدي نجاد. وقال quot;خلال اقل من اربع سنوات تم تعيين ثلاثة رؤساء للمصرف المركزي وثلاثة وزراء للداخلية على الاقل ووزيرين للاقتصادquot;. وواجه احمدي نجاد الذي يسعى لتجديد ولايته لاربع سنوات، انتقادات بشان التغييرات التي يعتبر كثيرون انها ساهمت في تدهور الاقتصاد.

ووعد كروبي بتطبيق اصلاحات اجتماعية في دولة تسببت فيها القيود الاخلاقية بانقسامات وغضب في صفوف النساء والشباب على وجه الخصوص. وقالquot; لو انتخبت رئيسا لمنعت سيارات شرطة الاخلاق من النزول الى الشارعquot;، في اشارة الى دوريات الشرطة التي تفرض الالتزام بقواعد اللباس الاسلامي لدى النساء.

ويعطي افراد هذه الشرطة انذارات شفهية للنساء في الطريق كخطوة اولى وفي حال عدم الالتزام تساق النساء الى مركز الشرطة، قسم quot;التوجيهquot;، حيث يوقعن على تعهد بعدم تكرار الامر. ويؤدي عدم الالتزام بالتعهد الى ارسال القضية الى القضاء. ويبقى كروبي حذرا خصوصا بعد فشل السياسات الاصلاحية التي طبقت في عهد خاتمي بين الاعوام 1997 و2005.

ويقول بعض النقاد ومساعدو خاتمي بانه كان متساهلا مع المؤسسات المتشددة في الجمهورية الاسلامية مما سبب ضياعا وخيبة امل في صفوف مؤيديه الشباب. واعتبر كروبي quot;لم يكن في وسعنا استغلال الحركة الاصلاحية والا لما كان انتهى بنا الامر بهذه الطريقةquot;، مشيرا الى ان quot;السبب الرئيس يكمن في جهل بعض الاصلاحيين وعدم قدرتهم او معرفتهم في استغلال الفرصquot;.

واضاف ان quot;الحركة الاصلاحية لم تكن في يد خاتمي او في يدنا في بعض الاحيان ... كانت فرصة ذهبية ضاعت من بين ايديناquot;. واكد كروبي ان ايران ستستمر في ببرنامجها النووي الذي تخشى الدول الغربية ان يكون غطاء لانتاج اسلحة نووية. واضاف quot;ان الملف النووي هو في مجال عمل المرشد الاعلىquot;. وقال معلقا على جهود الرئيس الاميركي باراك اوباما تجاه ايران، quot;الحقيقة ان الولايات المتحدة قد اساءت الى ايران، لذلك على الطرف المسيء القيام بمبادرات حسنة للتعويض عن اساءتهquot;.