القاهرة: قال جمال مبارك، نجل الرئيس المصري حسني مبارك، وأحد أبرز اللاعبين السياسين في البلاد، إن ثمار الإصلاح الاقتصادي وصلت خلال الأعوام الماضية إلى شرائح دنيا لم تكن تستفيد منها من قبل، مضيفاً أن التوزيع غير العادل للثروة هو أفضل من التوزيع العادل للبؤس.
وعن آفاق السلام بالشرق الأوسط، قال جمال مبارك، في حديث لبرنامج quot;أسواق الشرق الأوسط CNNquot; إن القاهرة والرياض ودول أخرى ستدعم جهود واشنطن للوصول إلى السلام، غير أنه ندد برفض رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لحل الدولتين، منتقداً التغييرات الحكومية التي تأخذ الجميع quot;رهائنquot; لمواقفها المتبدلة.
وقال مبارك، الذي يشغل أيضاً منصب الأمين العام المساعد وأمين السياسات للحزب الوطني الديمقراطي الحاكم: quot;في السنوات الثلاث أو الأربع الأخيرة من الإصلاح، رأينا أن فوائد الإصلاح وصلت إلى شرائح دنيا لم تكن تستفيد من قبل، لكن من الصحيح أن الفائدة لم تعم الجميع، وأن هناك توزيعاً غير عادل للثروة، لكن ذلك أفضل من وجود توزيع عادل للبؤس.quot;
وتابع: quot;في التحديات الجديدة التي نواجهها، وكنتيجة للإصلاحات التي تم إقرارها في السابق، نجد أن هناك هامشاً مالياً جديداً بين أيدينا، وهذا الهامش المالي سنوجهه إلى زيادة الإنفاق الحكومي والاستثمار بقطاع البنية التحتية بالخدمات التي تمس بشكل أساسي بالفقراء.quot;
وعن الأزمة الاقتصادية العالمية ومساراتها المتوقعة، قال مبارك إنه من الصعب معرفة ما إذا كان العالم قد تجاوز المرحلة الأسوأ، غير أنه شدد على أن تداعيات ما حصل على المستوى المالي، والتي بدأت تظهر على مستوى الاقتصاد الحقيقي ستستمر.
وأضاف قائلاً: quot;من وجهة نظري، ورغم أن هناك مؤشرات إيجابية فإن علينا التوقع بأن البطالة مثلاً ستزداد، وقد رأينا تزايد البطالة خلال الربعين الأخيرين في مصر، وأظن أن ذلك سيستمر خلال الفترة المقبلة، حتى وإن كان الاتجاه العام التراجعي قد انتهى.quot;
وعن توقعاته لزيارة الرئيس الأميركي، باراك أوباما، إلى مصر، واجتماعاته مع المسؤولين الإسرائيليين والفلسطينيين لبحث عملية السلام قال مبارك: quot;مبادئ السلام وقيام الدولتين معروفة للجميع، وما نحتاج إليه هو العودة إلى عملية جدية وذات مصداقية، تلتزم جميع الأطراف فيها بواجباتها.quot;
ولم يخف مبارك قلقه حيال فشل التوصل إلى تقدم على صعيد عملية السلام خلال الأشهر التسعة المقبلة، وإمكانية أن يؤثر ذلك على موقف الإدارة الأميركية بالمنطقة، مشيراً إلى أن هذه الاعتبارات هي ما يدفع الدول الكبرى بالمنطقة، وبينها مصر، إلى دعم الولايات المتحدة بقوة.
وشرح مبارك قائلاً: quot;يجب أن نفهم أننا نتحدث عن عملية كانت معطلة طوال سنوات الثماني الماضية، والتوقعات، وبمعزل عما تقوله الإدارة الأميركية، هي متدنية، ولكنها قد ترتفع مع وجود قيادة جديدة بالبيت الأبيض، والضغط السياسي الذي تحاول ممارسته، وستجد أن السعودية ومصر وكل اللاعبين الكبار على استعداد لممارسة دور سياسي ودعم واشنطن للسير قدماً.quot;
وعن مواقف نتنياهو الرافضة لحل الدولتين قال مبارك إن إسرائيل سبق لها أن التزمت بهذا المقترح ووقعت على اتفاقيات ومبادرات تصب في هذا الإطار، ولكنه حذّر من عدم إحراز أي تقدم: quot;إذا كنا سنصبح كل بضع سنوات رهائن تغيير الحكومات لدى أي من الطرفين، والتي تقرر تبديل مواقفها ورفض ما سبق الاتفاق عليه وطلب العودة إلى نقطة الصفر.quot;
وانتقد نجل الرئيس المصري، الذي تحدث قبل فترة وجيزة من وفاة محمد ابن شقيقه علاء، ما أدخل العائلة في حالة من الحداد، مقترحات نتنياهو الرامية إلى التركيز على الشق الاقتصادي بالضفة وسواها، نافياً أن تكون خطوة جيدة في إطار العمل للسلام.
وختم مبارك حديثه بالقول: quot;أرى أننا إن لم نمنح الفلسطينيين الأمل بعملية تساعدهم على تحقيق طموحاتهم، وطموحات الإسرائيلين بالعيش بأمان والحصول على تقبل الدول العربية والكثير من دول العالم التي ما تزال ترفضهم، فلن نكون أمام بداية مشجعة على الإطلاق.quot;
يُشار إلى أن جمال مبارك هو أحد أبرز مهندسي الإصلاحات الاقتصادية في مصر، ويعتقد عدد من الخبراء أنه أبرز الشخصيات المرشحة لخلافة والده في سدة الرئاسة.
التعليقات