هافات جلعاد: يرى الحاخام ياكوف سافير ان الانتقادات الدولية للاستيطان الاسرائيلي في الضفة الغربية سخيفة لان الله هو الذي وعد اليهود بهذه الارض وعلى العرب ان يرحلوا الى مكان اخر.
وقال هذا المستوطن الذي يدير مدرسة دينية في مستوطنة هافات جلعاد الصغيرة العشوائية التي تضم نحو عشرة منازل متداعية وبعض الاحصنة والدجاج اضافة الى بعض هياكل سيارات، quot;ان هذه الارض هي ارض يهوديةquot;.
واوضح quot;انها ديارناquot; وهو يدل بحركة من يده الى المستوطنات الاخرى التي اقيمت على التلال المجاورة. ويعني بذلك القول بان الضفة الغربية التي احتلتها الدولة العبرية ابان حرب حزيران/يونيو 1967 تنتمي الى اليهود.
ويوجد في مستوطنة هافات جلعاد الواقعة في شمال الضفة الغربية نحو عشرين عائلة وهي تشكل جزءا من quot;المستوطنات العشوائيةquot; التي انشأها مستوطنون يهود متطرفون بدون اذن من السلطات الاسرائيلية خلافا للمستوطنات الاخرى.
الا ان المجتمع الدولي لا يعترف بهذا التمييز ويعتبر كافة المستوطنات غير مشروعة.
وامام ضغوط الولايات المتحدة قد تضطر اسرائيل قريبا الى تنفيذ التزامها الذي قطعته قبل ست سنوات بازالة عشرات المستوطنات العشوائية.
ولن يكون مثل هذا الاخلاء الاول بالنسبة لهافات جلعاد. فقد تم تفكيك هذه المستوطنة بعض ساعات قليلة من قيام بعض الشبان بنصب الخيم الاولى في العام 2002. لكن اعادة بنائها بدأت في اليوم التالي.
واحتمال ان تقوم الحكومة اليمينية برئاسة بنيامين نتانياهو بازالة المستوطنة يثير غضب ياكوف سافير.
وهو يقول quot;ان الشعب اليهودي يعيش هنا باسم التوراةquot;، ويضيف quot;ان اراد العرب البقاء فلن نقتلهم ولن نطردهمquot; لكنه شدد على ان quot;على العرب ان يجدوا مكانا اخر للعيشquot; غير الضفة الغربية.
في المقابل استقرت الغالبيةالعظمى من المستوطنين اليهود البالغ عددهم 280 الفا والذين يقيمون في المستوطنات ال120 التي تعتبر quot;قانونيةquot; في الضفة الغربية ليس لاسباب دينية بل بالاحرى اقتصادية اذ ان المساكن ارخص ثمنا.
وبالرغم من انهم يشكلون اقلية صغيرة بين المستوطنين فان المتطرفين امثال الحاخام سافير مقتنعون بان سكان هافات جلعاد كغيرها في المستوطنات العشوائية الاخرى quot;سيقاتلون بكل تأكيد لكل شبر من الارض. ولن يترك احد منزلهquot;.
وتقع معظم هذه المستوطنات العشوائية على بعد مئات قليلة من الامتار من المستوطنات quot;المسموح بهاquot; وتقتصر اغلبيتها على بعض الاكواخ.
وكان تقرير رسمي صدر في 2005 اشار الى ان مسؤولين اسرائيليين غضوا الطرف عن عمليات مصادرة اراض يملكها فلسطينيون من اجل اقامة مستوطنات عشوائية مع تأمين امدادها بالمياه والكهرباء.
ويعتبر الفلسطينيون ان مصادرة الاراضي تدخل ضمن خطة ترمي الى تشديد سيطرة اسرائيل على الضفة الغربية حيث يعيش 2,4 مليون فلسطيني.
وقد تعهد بنيامين نتانياهو بمواصلة البناء في المستوطنات quot;القانونيةquot; وتفكيك المستوطنات العشوائية.
لكن اليمين داخل الائتلاف الحكومي ينتقده فيما يطالب الرئيس الاميركي باراك اوباما بتجميد كامل للاستيطان.
وفي الاونة الاخيرة قامت الشرطة الاسرائيلية باخلاء مستوطنة معوز استير العشوائية التي اقيمت بالقرب من رام الله بالضفة الغربية. لكن عمليات اعادة بنائها قد بدأت.
ويقول دانييل لاندسبيرغ (20 عاما) وهو ينتمي الى مجموعة شبان قاموا ببناء منزل جديد في نقطة الاستيطان معوز استير quot;يجب ان نقيم هنا، فالله امرنا بالعيش على هذه الارضquot;.
واضاف محذرا quot;ان ازالوا سبعة منازل سنبني 14، وان دمروا 14 (منزلا) فاننا سنضاعفهاquot;.