بروكسل: في الوقت الذي ترسل الولايات المتحدة المزيد من القوات الى أفغانستان وتعزز دورها في الكيان القيادي لقوات حلف شمال الاطلسي تحاول واشنطن أن تؤكد لحلفائها انها ما زالت تريد أن تكون الحرب جهدا مشتركا. ويقول مسؤولون أميركيون انهم يريدون الالتزام مع حلف شمال الاطلسي في أفغانستان لاسباب سياسية وعملية. وفي محاولة لتحويل التيار ضد حركة طالبان تنشر واشنطن أكثر من 30 ألف جندي في أفغانستان العام الحالي لكي يصل اجمالي عدد قواتها الى 68 ألفا بحلول فصل الخريف وهذا العدد هو ضعف عدد قوات كل الدول الاعضاء الاخرى بحلف شمال الاطلسي.

وأطاحت القوات بقيادة الولايات المتحدة بحركة طالبان من السلطة عام 2001 بعد هجمات 11 سبتمبر ايلول على نيويورك وواشنطن والتي يقول مسؤولون أمريكيون انه جرى التخطيط لها من الملاذات الامنة لتنظيم القاعدة على الاراضي الافغانية. ومع بلوغ العنف أسوأ مستوياته اعترف مسؤولون أميركيون بأنهم لا يكسبون الحرب في أفغانستان وأعلنت الادارة الاميركية الحرب في أفغانستان أولويتها العسكرية الاولى. وكان وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس حريصا على ابداء التفاؤل بعد اجتماعه مع وزراء الدفاع بالدول الاعضاء في حلف شمال الاطلسي في بروكسل يوم الجمعة.

واتفق الوزراء خلال الاجتماع على كيان قيادي جديد للقوة سيزيد من نفوذ الجنرالات الاميركيين. وبينما احتفظت الولايات المتحدة بمركز القيادة لسنوات فان الخطة الجديدة ستؤدي الى تشكيل مقر اضافي يقوده جنرال أمريكي للاشراف على العمليات اليومية. وسيشكل الحلف أيضا بعثة لتدريب قوات الامن الافغانية بقيادة جنرال أميركي اخر يدير بالفعل عملية مشابهة. وبالرغم من أن واشنطن تلعب بشكل واضح دورا مهيمنا بشكل متزايد أكد مسؤولون أميركيون أنهم يختارون العمل داخل كيان حلف الاطلسي لا العمل بمفردهم.

وفي بادرة تهدف الى التأكيد على احترام الولايات المتحدة لحلفائها بحلف الاطلسي وجه جيتس الدعوة للجنرال ستانلي ماكريستال بالجيش الاميركي الذي سيتولى قيادة القوات الاميركية وقوات حلف الاطلسي وقوات التحالف في أفغانستان لحضور الاجتماع مع الوزراء يوم الجمعة. وكثيرا ما أبدى مسؤولون أميركيون شعورهم بالاحباط لان حلفاءهم في الحلف لا يرسلون المزيد من القوات الى أفغانستان ولان العديد من الدول تضع قيودا على قواتها تحول دون مشاركة مثل هذه القوات في مهام أكثر خطورة.