نقد بن رجب أغضبها وإيلاف تكشف السبب
مقال مسيء لإيران يحجب أقدم صحيفة بحرينية

البحرين تحجب صدور quot;اخبار الخليجquot; اقدم صحفها

سارة رفاعي من المنامة: كشفت مصادر بحرينية تحدثت إليها إيلاف أن مقالاً للكاتبة وعضو مجلس الشورى البحريني سميرة رجب والذي نشرته أمس صحيفة أخبار الخليج وشنت فيه هجومًا على المرجعيات الشيعية في إيران كان السبب الرئيس وراء إصدار quot;السلطات المختصة البحرينيةquot; قرارها بحجب صدور الصحيفة اليوم حتى إشعار آخر، الأمر الذي اعتبرته تلك السلطات حسب المصادر إساءة لرموز دينية. وينص الدستور البحريني في المادة 23 ان quot; حرية الرأي والبحث العلمي مكفولة، ولكل إنسان حق التعبير عن رأيه ونشره بالقول أو الكتابة أو غيرهما، وذلك وفقًا للشروط والأوضاع التي يبينها القانون، مع عدم المساس بأسس العقيدة الإسلامية ووحدة الشعب، وبما لا يثير الفرقة أو الطائفيةquot;. وتنص المادة 24 quot; مع مراعاة حكم المادة السابقة تكون حرية الصحافة والطباعة والنشر مكفولة وفقًا للشروط والأوضاع التي يبينها القانونquot;. من جانبه قال رئيس تحرير اخبار الخليج في تصريح مقتضب بثته خدمة زاجل الاخبارية البحرينية ان السلطات اوقفت الصحيفة لأجل غير معلوم بسبب موقفها من إيران.

وشنت بن رجب في مقالها هجومًا شرسًا على الجمهورية الإسلامية الإيرانية وثورتها ومرجعياتها حيث قالت انه quot; لربما لو كانت الثورة والجمهورية ملتزمتين بحجمهما الطبيعي، ودورهما الدنيوي، ولم تأخذا هذا البعد الإلهي والدور التبشيري الديني السياسي خارج حدودهما لما كان الشأن الإيراني من اهتماماتنا.. ولكن بكل ما تدّعيانه من أبعاد ميتافيزيقية، وما تمارسانه من أدوار ثيوقراطية تبشيرية (تصديرية) في كل مجتمعاتنا العربية والإسلاميةquot;

واضافت quot; إن الاهتمام بالشأن الإيراني، وتنوير الرأي العام بالحجم والبعد والدور الحقيقي لهذا النظام الذي يديره رجال دين، يعدان من صميم أدوارنا كإعلام عربي وسياسة إقليمية.. ومن هذا المنطلق نتابع أحداث إيران اليوم وأمس وغداً.. حاولوا قمع كل صوت يمس الجمهورية quot;المقدسةquot; التي يحكمها quot;قدّيسونquot;..قلّدوا زعماء الحكم في الجمهورية quot;المقدسةquot; وسام العصمة.. جعلوا آباء الثورة quot;الإسلاميةquot; ممثلي الله في الأرض.. منحوا زعيمهم سلطات الله المطلقة.. وأعدوا جمهوريتهم quot;المقدسةquot; لاستقبال quot;الإمام المنتظرquot; الذي توقّع quot;الرئيسquot; في عام 2006، ظهوره خلال سنتين..خرّجوا من quot;الحوزاتquot; الدينية، الموالية لهم، مئات الألوف من لابسي الجلابيب والعمائم الدينية ليبثوا ادعاءات قدسية الجمهورية، وعصمة مؤسسيها، وولاية الزعيم المقدس.. رفعوا راية جمهورية الخلافة الإسلامية، ونشروا حملات التبشير في أرجاء المعمورة لنشر دعوتهم quot;المقدّسةquot; ومبادئ ثورتهم quot;الإلهيةquot;..وزعوا أموالهم quot;الطاهرةquot; على مواليهم واتباعهم في بلداننا لكسب المؤيدين، وزعزعة الأمن..ولأن المعصومين لا يخطأون ولا يكذبون ولا يُحاسبون كسبوا الأنصار.. ولأن المال يعمي البصيرة والابصار، كسبوا به المؤيدين والدعاة.. ولأن الدين والمذهب يعدان سلاحاً لا يُقهر، تحصنوا بهما في بلادهم وبلداننا..مدة ثلاثين عاماً، هو عمر الثورة quot;المقدسةquot; وجمهورية quot;الإمام المنتظرquot; وحكم القادة quot;المعصومينquot; ونظام الديمقراطية quot;الإسلاميةquot;.

وقالت quot; وفجأة، بعد ثلاثين عاماً، انكشف المستور عن زيف تلك المقدسات والعصمة والمعصومين،، وتجلت الديمقراطية (الإسلامية) بأبشع صورها الديكتاتورية، ووقعت ورقة التوت لتفضح أكبر كذبة سياسية باسم الدين في التاريخquot; ، مضيفة quot; أحداث الانتخابات الرئاسية الأخيرة في إيران (12 يونيو 2009)، وما تبعها من صور القمع الوحشي، كشفت الوجه الخفي للجمهورية quot;الإسلاميةquot;، وظهر للعلن زيف القدسية والحقيقة الدموية للجمهورية ونظامها الحاكم.. وإذ بالثورة quot;الطاهرةquot; تكشف عن أنيابها القمعية، والجمهورية quot;المقدسةquot; لا تملك حتى فضيلة الصدق، والمعصومون يمارسون الكذب والتزوير والاعتقال والتعذيب، للحفاظ على مصالحهم.. هذه هي جمهورية إيران quot;الإسلاميةquot; اليوم مكشوفة أمام العالم، بعد أن تخطت النخبة الحاكمة حدودها في الكذب والتدليس والأنانية وصراع المصالح الذاتية، باسم الإسلام وولاية الله في الأرضquot;.

وذكرت quot; للمرة الأولى يطعن قادة الثورة الإيرانية في أصول بعضهم الدينية والمذهبية، عندما تعّرض مهدي كروبي في مناظرة انتخابية على شاشات الفضائيات إلى جذور quot;الرئيسquot; نجاد قائلاً: أنا اسمي الكامل مهدي بن فلان بن فلان كروبي، فما هو اسمك الكامل، فجاء جواب الطرف الثاني ليقول quot;أنا محمود أحمدي نجادquot; متفادياً ذكر اسم عائلته التي يعرفها الإيرانيون انها عائلة يهودية الأصل والاسم، وكان مهدي كروبي يحاول كشفه أمام الجماهيرquot;.

وبينت quot; والأهم من كل هذا هو ما انكشف، خلال أحداث إيران الأخيرة، من أكاذيب وادعاءات كان يمارسها رجال هذا النظام جميعاً، بهدف تشكيل هالة من القدسية حول شخوصهم ونظامهم.. وإذا بهم بشر عاديون، يمارسون ما يمارسه بني البشر من ضغائن ومصالح وصراعات، وفساد وكذب وتزوير، وقمع وقتل وتعذيب.. وأصبح آيات الله خارج العصمة الدينية.. وسقط تابو القدسية وتحريم محاسبة وانتقاد (ورسم) المرجعيات التي تمارس السياسة بكل رذائلها وأطماعها الدنيويةquot;.

واختتمت مقالها قائلة quot; لا يفوتنا هنا أن نذكر كم كان مؤسفاً مشاهدة المرشد الأعلى ينهي خطابه السياسي (يوم الجمعة 19 يونيو 2009 في المصلين بجامعة طهران) بفصل من البكائيات عندما قال بالفارسية quot;مَن جان ناقابَلِي دارَم... مَن جسم ناقصي دارَمquot;، أي (أنا روحي فداؤكم، رغم اني أملك جسما ناقصا وضعيفا)، في محاولة فاضحة لاستدرار العطف والتعاطف الديني معه، بعد فاصل خطابي كان يحوي الكثير من التهديد والوعيد للمعارضين، فقابله المصلون بالبكاء في مشهد مسرحي مترادفquot;.

وكانت السلطات البحرينية المختصة أوقفت للمرة الثانية فجر اليوم صحيفة quot;أخبار الخليجquot; اقدم صحيفة محلية عن الصدور. وذكر موقع الصحيفة في وقت مبكر انه quot; على ضوء أوامر من السلطات المختصة تم ابلاغها إلى الأستاذ أنور عبدالرحمن رئيس تحرير quot;أخبار الخليجquot; بعد منتصف ليلة أمس تقرر وقف صدور جريدة quot;أخبار الخليجquot; حتى اشعار آخر لأمور لها علاقة بمخالفة قانون المطبوعاتquot;. واضافت الصحيفة quot; وعلى ضوء ما تقدم تم حجب الجريدة عن الصدور ليلة أمس بعد أن كان العدد الذي من المفترض أن يصدر صباح اليوم على وشك الطبع.

الخبر الرسمي الصادر عن وكالة انباء البحرين لم يحدد سبب حجب الصحيفة عن الصدور واكتفى بذكر بانه توجيهات من السلطات المختصة، ولم تتضح بعد تفاصيل الوقف الذي يعد الثاني من نوعه في تاريخ الصحيفة حيث سبق وان اوقفت سابقا لعدة ايام.

وصدرت اخبار الخليج والتي تحظى بدعم حكومي في فبراير 1976 كمحاولة لإصدار صحيفة يومية استمرت في الصدور حتى يومنا هذا وقد أسسها محمود المردي وتغطي الأخبار الرسمية المحلية التي تصدر عن مختلف الجهات الحكومية بالاضافة إلى مواكبة الاحداث الاقليمية والعالمية، وتصدر الصحيفة عن دار اخبار الخليج للصحافة والنشر ويرأس مجلس إدارتها وفي نفس الوقت يرأس تحريرها حاليا أنور محمد عبدالرحمن.

مؤسس صحيفة اخبار الخليج المرحوم محمود المردي كانت له تجربة مع الايقافات حيث أسس مع بعض أصدقائه أول مجلة سياسية وثقافية في البلاد بعنوان ''صوت البحرين'' العام 1950، العام 1952 صدرت جريدة (القـــافلة) وبعد توقفهـــا أصــدرت نفس المجمـــوعة جــريدة (الوطــن) العـــام 1955 لكنهـــا توقــفت عـن الصــدور بعد عــام واحـــد، وبذل المـــردي محـــاولة أخـــرى في العمل الصحافي ليصدر جريدة (الشـــعلة) ولكنها اوقف صدورها من قبل السلطات البريطانيــــة فعاد المردي ليصدر جريدة (الأضواء) الأسبـــوعية التي استمرت إلى العام 1993 / ومع بداية السبعينات خاض تجربة صحافية مع جريدة يومية (أضواء الخليج) وواصل تقدمه بإصدار (أخبار الخليج) كأول جريدة يومية في البحرين.

يشار هنا إلى ان البحرين سبق وان احتجت على تصريحات إيرانية ادعت ان البحرين جزء من إيران ، وادى ذلك إلى توتر سرعان ما حسم بتصريحات القادة الإيرانيين باحترامهم واعترفهم بسيادة البحرين الكاملة لأراضيها.

رابط المقال الذي اثار حفيظة طهران:
http://www.akhbar-alkhaleej.com/ShowArticle.asp