الإضطرابات مرشحة للتصاعد والهدف ضرب نظام ولاية الفقيه وليس أحمدي نجاد
خبراء : الأزمة الإيرانية تعيد رسم خريطة التوازنات الإستراتيجية في المنطقة
لماذا تهاجم إيران بريطانيا وتتغاضى عن أميركا؟بريطانيا تسحب أسر موظفي سفارتها في إيراننحو ألف متظاهر إيراني يتجمعون في وسط طهران دبلوماسيون ايرانيون مدعوون للعيد الوطني الأميركي |
محمد حميدة من القاهرة: توقع خبراء مصريون أن تلقى أزمة الانتخابات الرئاسية التي إنتهت بفوز الرئيس محمود احمدي نجاد متفوقًا على أبرز منافسيه المهندس الإصلاحي مير حسين موسوي، والتي تعيش إيران تبعاتها هذه الأيام، بتأثراتها وظلالها على دور إيران المتمدد بالمنطقة العربية والصفقات التي ينتظرها العالم منذ تولي الرئيس باراك اوباما منصبه بالبيت الأبيض، إضافة أيضًا إلى إعادة رسم خريطة التوازنات الإستراتيجية بالمنطقة التي تمتد من باكستان إلى اليمن .
ومن جانبه يرى الكاتب والمحلل ياسين عز العرب ان القضية ليستحول من سيفوز بالانتخابات التي باتت شبه محسومة لـ quot;احمدي نجادquot; , ولكن القضية في الثمن الذي سيدفعه النظام امنيًا وسياسيًا من اجل تمرير هذا الفوز وتكميم أفواه المعارضة. وتوقع عز العرب ان تؤثر الاضطرابات الجارية على قدرة إيران على إدارة المفاوضات حول دائرة نفوذها الاستراتيجي،مشيرًا إلى ان النظام السياسي الإيراني تلقى ضربات موجعة في هذه الأزمة وسيحتاج إلى فترة لامتصاص آثارها، بدءًا برئيس الجمهورية احمدي نجاد مرورًا برئيس مجلس الخبراء هاشمي رافسنجاني الذي اتهم بالفساد من قبل نجاد،انتهاءً بالمرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي الذي تعرض لتحدٍّ غير مسبوق ورفض المتظاهرون وعلى رأسهم المرشح الاصلاحي المهزوم مير حسين موسوي الانصياع لأوامره .
وجاءت هذه الضربات للنظام السياسي الايراني بالتوازي مع الضغط الأمني والسياسي الممثل في سلسلة الأعمال الإرهابية والتخريبية التي طالت البلاد وأسفرت عن مقتل وإصابة العشرات .ويأتي ذلك قبل المفاوضات المرتقبة المتوقع ان تستأنف في سبتمبر المقبل حول البرنامج النووي الايراني على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، ومفاوضات إيران - أميركا المتوقع ان تبدأ نهاية العام الجاري على صعيد العديد من الملفات من قضية السلاح الى النفوذ الايراني في المنطقة ما بين اليمن وأفغانستان مرورًا بالعراق والخليج ولبنان وفلسطين .
ويتوقع عزب العرب ان يؤثر ذلك على مفاوضات ايران مع الغرب ويؤشر لصفقة أميركية إيرانية قادمة بمقتضاها تقلص إيران من مساحة تحركها في المنطقة ما بين اليمن وأفغانستان نظير اعتراف غربي بدورها ونفوذها في منطقة سترسم حدودها المفاوضات القادمة ربما تتضمن بيع إيران لبعض حلفائها في المنطقة العربية. ويرى ان التمدد الاستراتيجي الإيراني الزائد الذي ظهر في الآونة الأخيرة بما يفوق موارد وإمكانية النظام الطهراني حدثت له quot;عملية تقليم أظافرquot; بما حدث لحلفاء إيران في الانتخابات العراقية واللبنانية والكويتية , وهو ما سيؤثر بدوره ايضًا على قدرة المفاوض الايراني على مائدة المفاوضات .
ومن جانبه توقع صلاح بدر خبير سياسي ومتخصص شؤون عربية ان يمتد تأثير دراما ما بعد الانتخابات الى النفوذ الايراني في المنطقة والمد الشيعي، متفقًا مع عز العرب في احتمالية ان تتضمن الصفقة الإيرانية القادمة مع العالم الغربي خصمًا من مناطق تقع في صميم امن السيادة العربية .
واعرب ان الأزمة مرشحة للتصاعد وخاصة بعد خطاب خامنئي وتأكيده قبوله بنتائج الانتخابات ورفضه التشكيك فيها وهو ما اعتبره المعارضون طرفا فى المشكلة وليس حكما وشددوا الحملة ضده لدرجه انه أصبح مهددًا في صلاحياته على الأقل وليس الرئيس نجاد . مضيفًا ان تطورات الأحداث والمصادمات الحاصلة الآن لا تنفصل عن ارادة شعبية غير معلنة بإعادة النظر في نظام ولاية الفقيه بصورة جذرية والإتيان بالبديل الوطني الديمقراطي الذي يحقق المشاركة ويطلق الحريات لكافة شعوب وقوميات إيران ويحترم هوياتها ومطالبها المشروعة في تقرير مصيرها ضمن الاتحاد الاختياري الإيراني .
التعليقات