مبارك وميدفيديف يوقعان اتفاقية الشراكة الإستراتيجية

مدفيديف يستهل أولى جولاته الأفريقية بزيارة القاهرة

موسكو: تكللت محادثات جرت في القاهرة يوم 23 يونيو بين الرئيس المصري حسني مبارك والرئيس الروسي دميتري ميدفيديف خلال ساعتين، بتوقيع اتفاقية الشراكة الإستراتيجية. وقال الرئيس الروسي في مؤتمر صحفي إن هذه الاتفاقية تفتح آفاقا طويلة الأجل لتطور العلاقات الروسية المصرية.

وذكرت صحيفة quot;فريميا نوفوستيهquot; أن الآفاق أمام تطور العلاقات الإستراتيجية بين روسيا ومصر فتحها فلاديمير بوتين قبل ما يزيد على أربعة أعوام حينما قام بزيارة وصفت بالتاريخية إلى مصر. وكان بوتين أول زعيم روسي زار القاهرة منذ عام 1964. أما موسكو فقد استقبلت الرئيس المصري حسني مبارك أكثر من مرة.

وأعلن بوتين حينذاك عن طرح فكرة عقد مؤتمر دولي كبير خاص بالشرق الأوسط في العاصمة الروسية. وقال ميدفيديف في المؤتمر الصحفي أمس (23 يونيو) إن ثمة نية لعقد هذا المؤتمر قبل نهاية هذا العام.

وليس مستبعدا ألا يعقد مؤتمر موسكو في هذا العام علما بأن روسيا تريد أن تحتضن مؤتمرا يمثل quot;خطوة إلى الأمامquot; على طريق إنهاء النزاع العربي الإسرائيلي وليس quot;حلما وردياquot;. وشدد ميدفيديف في مؤتمره الصحفي في القاهرة على وجوب أن تؤدي عملية السلام التي تعتزم موسكو عقد المؤتمر من أجل تحريكها إلى إقامة دولة فلسطينية عاصمتها شطر القدس الشرقي.

وتدعو اتفاقية الشراكة الإستراتيجية بين روسيا ومصر إلى تطوير العلاقات بين البلدين في المجالات كافة بما فيها التعاون العسكري الفني. وكانت مصر أهم مستورد للأسلحة الروسية في الخمسينات والستينات والسبعينات من القرن العشرين. وحاليا تستورد مصر معظم احتياجاتها من الأسلحة من الولايات المتحدة الأمريكية ولهذا لا ينتظر المحلل الإستراتيجي كونستانتين ماكيينكو أن تستورد مصر الكثير من الأسلحة الروسية.

وقالت صحيفة quot;فيدوموستيquot; إن مصر تعاقدت في عام 2008 على شراء 14 مروحية روسية من طراز quot;مي-17quot; وتجري حاليا مفاوضات مع روسيا لشراء غواصتين. كما تناولت المباحثات الروسية المصرية مشاركة روسيا في البرنامج المصري لاستخدام الطاقة النووية والذي يتضمن إنشاء محطة كهرذرية في مصر.

وكانت السلطات الروسية والمصرية المختصة قد توصلت إلى اتفاق ينهي موضوع quot;القمح الروسيquot; ويمهد الطريق لاستمرار واردات القمح الروسي إلى مصر. وقد ضبطت النيابة العامة المصرية كمية من quot;القمح الروسي الفاسدquot;. وتبين من التحقيقات أن هذه الكمية كانت مملوكة للتجار من بلدان أخرى غير روسيا ومصر ولم يكن ملكا للشركات الروسية.

وأشاد الأكاديمي ألكسي فاسيلييف، المبعوث الخاص للرئيس الروسي للاتصال مع الزعماء الأفارقة، في مقابلة مع صحيفة quot;كوميرسانتquot; بأهمية اتفاقية التعاون مع مصر في استكشاف الفضاء، مشيرا إلى أنه اتفاق التعاون في مجال التكنولوجيا الراقية.