هانوي: بكين تتخذ التدابير quot;المناسبةquot; في شينجيانغ |
اورومتشي، وكالات: تخلى الرئيس الصيني هو جين تاو عن خطط لحضور قمة مجموعة الثماني في ايطاليا اليوم الاربعاء وغادر مبكرا عائدا الى بلاده لمعالجة اشتباكات عرقية خلفت 156 قتيلا على الاقل في اقليم شينجيانغ بشمال غرب الصين. وقالت وزارة الخارجية الصينية في موقعها على الانترنت ان هو غادر ايطاليا عائدا الى الصين quot;بسبب الوضعquot; في شينجيانغ على الحدود مع اسيا الوسطى حيث اصيب 1080 شخصا بجروح والقي القبض على 1434 شخصا في اضطرابات بين الهان الصينيين والمسلمين اليوغور منذ يوم الاحد.
واضافت الوزارة ان داي بينغ قوه عضو مجلس الدولة سينوب عن هو في حضور قمة مجموعة الثماني. وستبدأ القمة اعمالها في مدينة لاكويلا في وسط ايطاليا في وقت لاحق من يوم الاربعاء وكان من المقرر ان ينضم الرئيس الصيني الى المحادثات يوم الخميس. ووصل هو الى ايطاليا يوم الاحد وزار فلورنسا يوم الثلاثاء.
واستيقظت مدينة اورومتشى عاصمة شينجيانغ اليوم على أعمال عنف جديدة عندما هاجم رجال من الهان اخرين من الاويغور. وقام نحو 20 من اتنية الهان التي تشكل الغالبية في الصين وبعضهم يحمل عصي بركل الرجل ولكمه. وسارع جنود كانوا على بعد 200 متر عند حاجز يمنع الدخول الى حي للاويغور، الى التدخل لتفريق الحشد واجلاء الجريح.
واكدت شاهدة من الهان في العشرين من العمر ان quot;الرجل الذي تعرض للهجوم من الاويغورquot;. وفي حادث ثان، قامت مجموعة من الهان الذين كانوا يقرأون اخبار الاضطربات في احدى الصحف بمطاردة ثلاثة من الاويغور. وتمكن اثنان فقط من الفرار. اما الثالث فتعرض لضرب مبرح من قبل رجال ونساء بينما هتف الحشد quot;اضربوا، اضربواquot; لنحو عشرين ثانية قبل وصول الشرطة. وكان وجه الرجل مضرجا بالدماء عندما ابعدته الشرطة.
وشينجيانغ بؤرة منذ أمد بعيد للتوتر العرقي. ويعزز ذلك الفجوة الاقتصادية الاخذة في الاتساع بين اليوغور والهان وايضا القيود الحكومية على الدين والثقافة وتدفق المهاجرين من الهان الصينيين الذين باتوا يشكلون الان الاغلبية في معظم المدن الكبيرة. وقدمت بكين المال لاستغلال مخزون الطاقة الموجود في شينجيانغ وتعزيز قبضتها على المنطقة الحدودية المهمة استراتيجيا.
لكن اليوغور الذين شنوا سلسلة من الهجمات تزامنت مع الاستعدادات لدورة الالعاب الاولمبية التي اقيمت في بكين العام الماضي يقولون ان المهاجرين الهان هم أكبر المستفيدين من تلك الاستثمارات. وأخلى اليوغور شوارع أورومتشي في ساعة متأخرة يوم الثلاثاء مع تزايد عدد المحتجين من الهان وعنفهم. لكن في وقت سابق خرج المئات للاحتجاج على الحملة التي تشنها الحكومة في غمرة أعمال الشغب التي وقعت يوم الاحد والتي يقولون انها شملت تطهيرا عشوائيا لمناطق اليوغور.
وكان كثير من المحتجين من النساء اللاتي كن يبكين ويحملن بطاقات هوية أزواجهن أو أبنائهن الذين قلن انهم اعتقلوا بطريقة تعسفية في رد فعل مبالغ فيه على اعمال الشغب التي وقعت يوم الاحد في اورومتشي. وقالت امرأة quot;الشرطة القت القبض على زوجي أمس. لم يذكروا اي سبب. اقتادوه دون ان يقولوا شيئا.quot;
وحذرت منظمات حقوق الانسان من ان الحملة الصارمة ضد اليوغور عشية اعمال العنف التي وقعت يوم الاحد يمكن ان تفاقم من المظالم التي أذكت التوترات. ونحو نصف سكان شينجيانغ البالغ عددهم 20 مليونا هم من اليوغور فيما يشكل الهان الاغلبية في مدينة أورومتشي الواقعة على بعد 3300 كيلومتر غربي بكين. وقالت نافي بيلاي مفوضة الامم المتحدة السامية لحقوق الانسان ان المتظاهرين لهم الحق في الاحتجاج سلميا وان الذين اعتقلوا يجب ان يعاملوا بما يتفق مع القانون الدولي.
وطالبت باجراء تحقيق كامل في اسباب أعمال الشغب. وقالت في بيان quot;احث القادة المدنيين للهان واليوغور والسلطات الصينية على جميع المستويات على ممارسة قدر كبير من ضبط النفس حتى لا تقع المزيد من اعمال العنف وتزهق ارواح.quot; وأضافت قائلة في بيان quot;انها مأساة كبرى.quot;
ودافع زعيم الحزب الشيوعي في أورومتشي لي جي عن الحملة الامنية. وقال في مؤتمر صحفي quot;لا بد من القول انهم كانوا جميعا عناصر عنيفة تحمل الهراوات وهشمت ونهبت وأحرقت بل وقتلت.quot; وحمل مسؤولون صينيون الجماعات الانفصالية في الخارج المسؤولية عن الاضطرابات ويقولون انها تسعى من أجل اقامة وطن مستقل وتقودها سيدة الاعمال ربيعة قدير. لكن تلك الجماعات رفضت هذا الاتهام قائلة ان اعمال العنف كانت انفجارا عفويا سببه الاحباط المتراكم.
فراتيني يقول ان على أوروبا اتخاذ موقف موحّد
بدوره قال وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني اليوم الأربعاء ان على أوروبا اتخاذ موقف موحّد إزاء ما يجري في إقليم تشينغيانغ، داعيا الى أن يكون حق التظاهر محترماً. ونقلت وكالة quot;آكيquot; الايطالية للأنباء عن فراتيني قوله في تصريح إذاعي اليوم، quot;يمكنني أن أكرّر ما قاله البيان الأوروبي بالأمس (الثلاثاء) والذي ساهمنا فيه بشكل نشطquot;، مضيفا quot;لنقل أن على أوروبا أن تتكلم بصوت واحد دائماً وهذه فرصة طيبة للقيام بذلكquot;.
وكانت الرئاسة السويدية للاتحاد الأوروبي أعربت أمس الثلاثاء في بيان، عن quot;قلق شديدquot; من الاضطرابات الإثنية في إقليم تشينغيانغ الصيني، ودعت quot;جميع الأطرافquot; إلى ضبط النفس. وقال فراتيني quot;ذكرنا بكل وضوح اننا نعرب عن قلقنا إزاء العنف الدائر (...) وبالطبع نأمل بأن تعود جميع الأطراف، أي مختلف المجموعات العرقية التي تشارك لسوء الحظ في مواجهات عنيفة للغاية في الشوارع إلى سبيل السلامquot; في الصين. وقال وزير الخارجية الايطالي quot;نطلق نداءً قوياً كي يكون حق التظاهر محترماً (...) هذا هو صوت أوروبا الموحّد ومن الواضح أن ايطاليا تلتزم بهquot;.
متظاهرون احتجاجاً على الاضطرابات
كما تجمع اليوم الأربعاء متظاهرون ايغور امام مقر القنصلية الصينية في أستراليا مطالبين بالحرية والعدالة للمسلمين في الصين، وأفادت وكالة quot;إيه إيه بيquot; الاسترالية اليوم ان المتظاهرين حملوا لافتات كتب عليها quot;أسمع صرختنا يا أيها العالمquot;، ورددوا شعارات quot;الحرية للويغورquot; وquot;عار على القتلةquot; أمام مقر القنصلية الصينية في كامبيرتاون في أستراليا.
وقال الناطق باسم جمعية الأيغور في أستراليا كوراندا سييت أن quot;تجمع اليوم سلميquot;، مطالباً quot;بالحرية والحقوق الديمقراطية للتعبير عن غضبنا وخيبتنا من السلطات الصينيةquot;.
وأضاف quot;لا أحد يطلق علينا النار أو يضربنا بالعصي، هكذا يكون المجتمع المنفتح والحرن وهذا ما نريده في الصين لشهب الأيغورquot;. إلا ان الشرطة الأسترالية أوقفت متظاهراً رشق مقر القنصلية بالبيض.
وعُزي التوتر إلى صدامات حصلت مع الشرطة خلال تظاهرة نظمها أتباع إثنية الويغور احتجاجاً على مقتل اثنين منهم في إشكال وقع في مصنع مع أشخاص من اثنية الهان، الذي يعد أتباعها غالبية في الصين.
التعليقات