موسكو، يريفان: يعكف الجانب الروسي، كما أعلن سيرغي بريخودكو، مساعد الرئيس الروسي، على التحضير لعقد لقاء جديد للرؤساء الروسي والأرمني والأذربيجاني في أقرب وقت ممكن. فقال بريخودكو: quot;إننا نعمل على التحضير للقاء ثلاثي جديد، ومن الممكن أن يجري في موسكوquot;، مضيفا في غضون ذلك، أن احتمال إجراء هذا اللقاء في أواسط يوليو كبير جدا.

ولفت بريخودكو الانتباه إلى الجهود الحثيثة التي تبذلها روسيا في الأشهر الأخيرة بصفتها جهة وسيطة في التسوية وأحد المشاركين في فريق مينسك. وأشار مساعد الرئيس الروسي إلى أنquot;النتائج التي تمخض عنها لقاء موسكو الثلاثي كانت إيجابية. كما أعطى اللقاء غير الرسمي لقادة البلدان الثلاثة، أرمينيا وأذربيجان وروسيا، على هامش منتدى بطرسبورغ الاقتصادي، ثماره. وإننا لمسنا رغبة سواء الزملاء الأذربيجانيين أو الأرمن في مواصلة روسيا جهودها النشطةquot;. وأضاف: quot;إننا لا نستبعد عقد الرؤساء الروسي والأرمني والأذربيجاني لقاء ثلاثيا جديدا، وسنواصل فيه مناقشة الجهود والخطوات الممكنة الضرورية لحل قضية قره باخ بأسرع وقتquot;.

وفي السياق نفسه أعلن مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية جيمس ستينبيرغ يوم السبت الماضي في يريفان أن الولايات المتحدة تتوقع حدوث تقدم في تسوية نزاع قره باخ نتيجة لقاء الرئيسين الأرمني والأذربيجاني في موسكو. ووصل ستينبيرغ إلى العاصمة الأرمنية قادما من باكو في إطار جولة في المنطقة.

فأعلن ستينبيرغ في مؤتمر صحفي له في يريفان: quot;إننا ننتظر بفارغ الصبر لقاء الرئيسين الأرمني والأذربيجاني في موسكو. وإن الولايات المتحدة على استعداد لدعم جهود الرئيسين الرامية إلى التوصل إلى حل بناء لنزاع قره باخquot;. وقال إنه نشأ لديه انطباع راسخ من اللقاءات في باكو ويريفان، بأن طرفي النزاع على استعداد لحل النزاع على أساس مبادئ مدريد.

وأعلن وزير الخارجية الأرمني أدوارد نالبانديان بدوره في المؤتمر الصحفي نفسه أن أرمينيا تؤيد بيان رؤساء البلدان الثلاثة (روسيا، الولايات المتحدة وفرنسا) التي تترأس فريق مينسك الخاص بتسوية نزاع قره باخ، المنبثق عن منظمة الأمن والتعاون الأوروبي. فأضاف نالبانديان قائلا: quot;إن الشيء الرئيسي بالنسبة لنا، هو احتواء البيان على البنود، مثل ضمان أمن سكان قره باخ، وتحديد الصفة القانونية للإقليم على أساس استفتاء، وفتح ممر بين أرمينيا وقره باخ. وكل هذا هام جدا بالنسبة لناquot;.

فقد أصدر رؤساء البلدان التي تترأس فريق مينسك المنبثق عن منظمة الأمن والتعاون الأوروبي في إطار قمة quot;الثمانيةquot; في مدينة أكويلا الإيطالية في 10 يوليو، بيانا مشتركا بشأن قره باخ. وتعتزم روسيا والولايات المتحدة وفرنسا، كما جاء في البيان المشترك الذي صدر عن رؤساء البلدان الثلاثة بصدد نزاع قره باخ، تقديم صيغة معدلة للمقترحات الأخيرة بشأن قره باخ، إلى باكو ويريفان.

فجاء في البيان: quot;إننا نكلف ممثلينا الوسطاء لتقديم صيغة معدلة جديدة لوثيقة مدريد بتاريخ 29 نوفمبر عام 2007، التي تضمنت مقترحات الرؤساء المناوبين الأخيرة بصدد صيغ المبادئ الأساسية إلى الرئيسين الأذربيجاني والأرمنيquot;. وتؤكد الوثيقة التي صدرت في أكويلا: quot;إننا ندعو رئيسي أذربيجان وأرمينيا لتسوية الخلافات الباقية بينهما، وإنجاز التنسيق بشأن هذه المبادئ التي تشكل خطة تسوية شاملةquot;.

لقد بدأ نزاع قره باخ في عام 1988، عندما أعلن إقليم قره باخ الذي تتكون أغلبية سكانه من الأرمن، عن الخروج من قوام جمهورية أذربيجان الاشتراكية السوفيتية. ثم أعلن في عام 1991 عن قيام جمهورية قره باخ، مما أدى إلى نشوب حرب بين أذربيجان وأرمينيا. وأدت المصادمات التي جرت بين الطرفين الى مصرع نحو 15 ألف شخص وتشرد حوالي مليون آخرين. وفقدت أذربيجان وقتئذ سيطرتها على قره باخ و7 مناطق متاخمة له. ولم يتسن التوصل إلى اتفاق هدنة إلا في 12 مايو عام 1994 في بشكيك.

وتجري على مدى 16 سنة، ابتداء من عام 1992 وحتى يومنا الراهن، مفاوضات في إطار لجنة مينسك المنبثقة عن منظمة الأمن والتعاون في أوروبا والتي تضم روسيا والولايات المتحدة وفرنسا. وتؤكد باكو على استحالة تسوية النزاع إلا في ظل الحفاظ على وحدة أراضي أذربيجان، وعدم منح قره باخ صفة دولة مستقلة. وفي نفس الوقت تدافع أرمينيا عن مصالح منطقة قره باخ وسكانها الأرمن.