نبيل شرف الدين من القاهرة: مرة أخرى يعود ممثلو الفصيلين الفلسطينيين البارزين على الساحة، quot;فتحquot; وquot;حماسquot;، إلى القاهرة بعد أسابيع من فشل الجولة الأخيرة للحوار الذي ترعاه مصر، في مسعى جديد لتقريب المواقف المتباعدة في العديد من الملفات الشائكة، التي يتصدرها الآن ملف الاعتقالات السياسية المتبادلة بين الحركتين. غير أن هذه الجولة سوف تشهد أيضاً محادثات حول مطلب فتحاوي بضرورة سماح حماس لقيادات من quot;فتحquot; في قطاع غزة لحضور مؤتمرها السادس في بيت لحم، في الرابع من شهر آب/أغسطس المقبل. وفي القاهرة أكد مصدر دبلوماسي أن بلاده ستواصل مساعيها الرامية لتحقيق المصالحة الفلسطينية، من خلال استضافة هذا الاجتماع بين ممثلي الحركتين، سعيا لإنهاء الانقسام، في ما أعلنت واشنطن موافقتها على استقبال 1350 لاجئا فلسطينيا من العراق، وذلك في أكبر عملية من نوعها لإعادة توطين للاجئين الفلسطينيين داخل الولايات المتحدة.

تأتي هذه التطورات وسط تقارير إخبارية إسرائيلية أشارت إلى أن مصر لوحت لقادة حركتي فتح وحماس بأنها قد تتوقف عن وساطتها بسبب تعنّت الطرفين بالتوصل إلى اتفاق بشأن إنهاء الانقسام في الساحة الفلسطينية الداخلية. لكن مصدراً مصرياً أكد أن الجهود ستتواصل حتى يتم توقيع اتفاق المصالحة لدعم الشعب الفلسطيني، لافتا إلى أن المباحثات حققت توافقاً في الكثير من القضايا، منها تشكيل قوة أمنية مشتركة في قطاع غزة تبدأ عملها في أعقاب توقيع اتفاق المصالحة، وتشكيل لجنة مشتركة من كافة الفصائل للتنسيق والإشراف على تنفيذ اتفاق المصالحة.

ووصف المصدر المصري هذه اللجنة بأنها ذات مهام محددة تبدأ عملها في أعقاب توقيع الاتفاق وتنتهي فور إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية المقرّرة بداية العام المقبل، وقال إن جولة المباحثات الأخيرة حدّدت مبادئ عامة لحلّ مشكلة المعتقلين من quot;فتحquot; وquot;حماسquot; في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة بما يساهم في تهيئة الأجواء لتحقيق المصالحة والوفاق. وحسب معلومات من مصادر فلسطينية في القاهرة فإن فتح ربما تحاول تأجيل الحوار إلى ما بعد مؤتمرها العام السادس المقرر عقده في بيت لحم بالضفة الغربية في 4 آب المقبل، وقال عزام الأحمد قيادي فتح إن كافة القضايا العالقة ما زالت موضع خلاف مع قادة حركة حماس، مشيراً إلى أن هناك تباعداً كبيراً في فهم القضايا بين الحركتين حتى الآن.

غير أن المتحدث باسم حماس أيمن طه أكد أن اللقاء سيركز أساساً على تقييم جولة الحوار السادسة وللوقوف على قضية المعتقلين السياسيين في الضفة، وأكد طه أن حماس لن تبرح الحوار سوى بإيقاف الاعتقالات السياسية في الضفة الغربية، متهماً سلطة الفلسطينية بانتهاج الاعتقال السياسي. وجدد طه استعداد حماس للإفراج عن كل المعتقلين في غزة مقابل إطلاق المعتقلين السياسيين في الضفة، رغم نفيه أن يكون لدى حماس أي معتقل سياسي وإنما معتقلون على خلفيات جنائية.

أما في واشنطن نقل راديو quot;سواquot; الأميركي يوم السبت عن مصدر في وزارة الخارجية الأميركية قوله: إن خطوة استقبال اللاجئين الفلسطينيين في الولايات المتحدة تأتي استجابة لمناشدات المفوضية السامية لشئون اللاجئين التي تشرف على برامج إغاثة لما يقرب من ثلاثة آلاف لاجئ فلسطيني يقيمون بمعسكرات داخل العراق على مقربة من الحدود السورية.
وأضاف أن العملية، التي تنطلق الخريف المقبل، تمثل نقلة في مواقف واشنطن السابقة المتعلقة برفض توطين الفلسطينيين، نظرا للتأثيرات المحتملة لخطوة من هذا النوع على علاقات الولايات المتحدة بكل من إسرائيل والدول العربية.