نبيل شرف الدين من القاهرة: كما سادت توقعات في أوساط المراقبين للشأن الفلسطيني ومسار الحوار بين القوى والفصائل الذي ترعاه القاهرة، فقد تعثرت المحادثات بين حركتي quot; فتح quot; وquot; حماس quot; الفلسطينيتين إذ أعلنت مصادر مصرية إن جلسة الحوار الوطني الشامل التي كان مقررًا عقدها في الفترة من 25 إلى 27 تموز ( يوليو ) الجارى، تم إرجاؤها حتى الفترة من 25 إلى 28 آب ( أغسطس ) المقبل، من أجل إعطاء المتحاوريين الفلسطينيين الفرصة للتشاور وإبداء موقف نهائي حول القضايا العالقة وهي ( المعتقلون، الأمن، الانتخابات، الحكومة ).

وأوضحت أن المسؤولين المصريين وجدوا أن القضايا العالقة ما زالت تحتاج إلى مزيد من المشاورات والجهود المكثفة لتقريب وجهات النظر والموعد الذي كان مقترحًا لعقد الجولة الأخيرة الشاملة للحوار التي كانت مقررة في الخامس والعشرين من الشهر الجاري غير كافية لحل هذه الخلافات وبالتالي تم الاتفاق على إرجاء الجولة إلى25 آب/أغسطس المقبل .

وكان مسؤولون من حركتي quot;فتحquot; وquot;حماسquot; قد عقدوا بحضور مسؤولين مصريين جلسة مباحثات استمرت يومين لتقييم نتائج جولات الحوار الوطني حتى الآن، وسبل التوصل إلى توافق حول القضايا العالقة وضم وفد فتح عزام الأحمد رئيس كتلة فتح في المجلس التشريعي واللواء ماجد فرج مدير الاستخبارات العسكرية وسمير المشهراوي عضو المجلس الثوري، في ما يضم وفد حماس عزت الرشق وخليل الحية ونزار عوض الله أعضاء المكتب السياسي للحركة .

وتسود أجواء التشاؤم أوساط حركتي فتح وحماس بشأن إمكان تحقيق المصالحة في المدى المنظور، بعد اشتراطات وضعتها الحركتان لإنجاح الحوار. وقلل قيادي حماس محمود الزهار من أهمية الحوار مع فتح كونها غير جدية وغير راغبة في الحل، وطالب رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض الإدارة الأميركية بالإسراع إلى بلورة خطة سياسية للحل .

وقال عزام الأحمد رئيس كتلة حركة فتح في المجلس التشريعي إنه لم يحدث اختراق جدي حتى الآن في أي من القضايا الخلافية العالقة بين الحركتينrlm;، مؤكدًا أن مسافة شاسعة تفصل بين مواقف الحركتين في القضايا الخلافيةrlm;، خاصة في ما يتعلق بالاقتراح المصري القاضي بتشكيل لجنة فصائلية مشتركة للإشراف على إدارة قطاع غزة حتى إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية .

صفقة شاليت

يأتي هذا بعد أيام من جولة لوفد أمني مصري شملت العاصمة السورية دمشقrlm;,rlm; ورام اللهrlm;,rlm; والضفة الغربيةrlm;,rlm; حيث التقى قادة العديد من الفصائل الفلسطينيةrlm;,rlm; خاصة فتح وحماس والجهاد الإسلامي والجبهتين الشعبية والديمقراطية في إطار جهود القاهرة لإنجاح الحوار الفلسطينيrlm;، وتحقيق المصالحةrlm; الشاملة .

من جهة أخرى أعربت مصادر في فتح عن خشيتها أن تؤدي الخلافات الحالية في فتح والناجمة عن تصريحات فاروق قدومي رئيس اللجنة المركزية بشأن وفاة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات إلى تراجع فرص نجاح الحوار، وقالت المصادر ذاتهاrlm;:rlm; quot;إن قيادات فتح كانت مشغولة أصلاً في التحضير للمؤتمر السادس للحركة المقرر عقده في بيت لحم في الرابع من شهر آب (أغسطس)rlm;,rlm; فجاءت تصريحات قدومي لتزيد انشغالهمrlm;rlm;quot; .

على صعيد متصل كشف مصدر فلسطيني عن أن مبعوثًا جديدًا لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، سوف يتوجه خلال أيام إلى القاهرة لتفعيل صفقة تبادل الأسرى التي توقفت منذ وصول نتنياهو إلى السلطة، وهو ما أكده أمين سر المجلس التشريعي، محمود الرمحي، بأن الوفد الأمني المصري نقل لقيادة حماس بأن حكومة نتنياهو عرضت اقتراحًا بأن يتم البحث في صفقة تبادل الأسرى من الصفر، وليس كما تم الاتفاق عليه سابقًا بإطلاق سراح الجندي الإسرائيلي غلعاد شاليت، مقابل إطلاق سراح 450 أسيراً من الأحكام المؤبدة .

وأوضح الرمحي أن الجانب المصري عارض هذا المقترح وأبدى استعداده لبحث ومناقشة موضوع 125 سجيناً تعارض إسرائيل الإفراج عنهم من قائمة الـ (450) سجيناً، كما أوضح أن الوفد المصري أبلغ حركة حماس عن اتصال مع تل أبيب لتفعيل الصفقة، حيث اقترحت إسرائيل مبعوثا جديداً .

وعما نشر عن خطة أميركية لتطبيع العلاقات العربية ـ الإسرائيلية مقابل وقف الاستيطان قال أبو الغيط إن أميركا تسعى حاليا لاستعادة المفاوضات مرة أخرى بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وتحدثت خلال الأشهر الماضية وقلت إنه علينا إطلاق المفاوضات مرة أخرى، كما أكدت الولايات المتحدة تصميمها على أن تلتزم إسرائيل كخطوة مبدئية بوقف الاستيطان بشكل كامل وبما يتيح للفلسطينيين والعرب أن ينخرطوا في المفاوضات معًا.

وأشار إلى أن الولايات المتحدة ترغب في العودة إلى الوضع الذي كان سائدًا بين عامي 1995 و1998 عندما أنشأت دول عربية مكاتب لها في إسرائيل، وكان هناك زخم واتصالات عربية لإقناع إسرائيل بحسن النوايا، لكننا كمصر نقول لهم عندما تبدأ المفاوضات فإن على أميركا أن تضع الشكل النهائي للحدود بين الطرفين، ويعود الوضع بين إسرائيل والفلسطينيين إلى ما كان عليه قبل 28 أيلول (سبتمبر) 2000 عندما دخل آرئيل شارون المسجد الأقصى، ما أدى إلى اندلاع الانتفاضة الفلسطينية .