لاهاي: يحبس السودانيون انفاسهم قبل صدور قرار محكمة التحكيم الدائمة في لاهاي، المتوقع صدوره اليوم الاربعاء. فالكل يتخوف سواء كان في الشمال أو في الجنوب من تكرار سيناريو الاحداث الدامية التي جرت في منطقة ابيي في مايو 2008 والتي أدت حينها لتشريد حوالي 50 الف شخص.

بالرغم من التطيمنات المتكررة من شريكي الحكم المؤتمر الوطني والحركة الشعبية لتحرير السودان بأنه سيقبل حكم هيئة التحكيم عن طيب خاطر.

ظلت تبعية منطقة أبيي الغنية بالنفط معلقة لأربعة سنوات وتشكيل تهديدا جديا لاتفاق السلام الشامل بين الشمال والجنوب، وانتهي بهما المطاف إلي عرضها أمام هيئة التحكيم الدائمة في لاهاي. جدير بالذكر أن اتفاقية السلام الشامل الموقعة في العام 2005 تنص وتقر باحقية سكان المنطقة في تحديد تبعيتها سواء كان للشمال أم للجنوب عبر استفتاء قرر له العام 2011.

اتهامات

قبل بضعة ايام من صدور قرار محكمة التحكيم اتهم رئيس بعثة الامم المتحدة في السودان اشرف قاضي ، اتهم الجيش الشعبي لتحرير السودان بالسماح لبعض الجماعات المسلحة التابعة بدخول منطقة ابيي المتنازع عليها مما يشكل خرقا لاتفاق السلام الخاص بهذه المنطقة.

يجئ هذا الاتهام في الوقت الذي تتهم فيه الحركة الشعبية لتحرير السودان حكومة الشمال بارسال قوة قوامها كتيبة عسكرية مزودة بالاليات للمنطقة ايضا.

وقال قاضي أن وجود هذه الجماعات المسلحة غير الرسمية قد يؤدي الي نشوب أعمال عنف، وهو تخوف يضاف للمخاوف الكثيرة من ان تصاعد التوترات قد يؤدي الي نشوب حرب اهلية مرة أخري.

الا أنه وفي تطور جديد عادت بعثة الامم المتحدة في السودان لتؤكد انسحاب المجموعات المسلحة التي قالت انها كانت قد دخلت المنطقة. وكانت البعثة قد لوحت باستخدام الفصل السابع من مميثاق الامم المتحدة الذي يتيح اللجوء للقوة اذا ما تعرض المدنيين للخطر بعد صدور قرار المحكمة الذي يحدد تبعية المنطقة.

بعثة رفيعة

من جهة أخري أعلنت الحركة الشعبية لتحرير السودان أنها تعتزم ارسال بعثة رفيعة المستوي الي منطقة ابيي لتكون حاضرة هناك لحظة النطق بقرار المحكمة. تضم البعثة قياديين من الحركة الشعبية لتحرير السودان اضافة الي شخصيات رسمية تمثل منطقة ابيي علي مختلف المستويات الحكومية علي نطاق السودان، كما رحبت الحركة باعلان المبعوث الامريكي الخاص سكوت غريشن بأنه سيكون حاضرا في ابيي قبل صدور قرار المحكمة.

وأعلنت الحركة عن اعتقادها القوي بأن الشعب السوداني، والمجتمع الدولي سيبدون تفهمهم للقرار والخطوات التي تتخذها الاطراف المتنازعة لتنفيذه. كما أكدت الحركة بأنها وبصرف النظر عن نتيجة قرار المحكمة، ستلتزم بتطبيق القرار، وتضمن حق قبائل المسيرية والقبائل البدوية المتنقلة الاخري في الرعي في منطقة ابيي.

حسن نوايا رسمي

بالرغم من التطمينات الصادرة من قبل الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني بشأن القبول بقرار المحكمة الا أنه يبدو أن الحالة علي الارض تستدعي الكثير من القلق، اذ لا احد يمكنه التكهن بردة الفعل الشعبية من قبل سكان هذه المنطقة والذين سيتاثرون حتما بالقرار.

من جهته قال سكوت غريشن في لقاء له في الخرطوم مع قادة قبيلتي الدينكا والمسيرية وممثلين لحزب المؤتمر الوطني والحركة الشعبية لتحرير السودان أنه سيذهب الي ابيي وكله ثقة في أن المجموعات المسلحة ستكون خارجها معربا عن أمله في أن تجنح الاطراف المعنية الي حل النزاع بالطرق السلمية.

كما يقود المؤتمر الوطني والحركة الشعبية حملة توعية في منطقة ابيي بقرار المحكمة الذي ينتظر الجميع صدوره بفارغ الصبر وسط مشاعر مختلطة لدي المواطنين من قلق وتوتر وخوف.