الخرطوم: تبادل زعماء شمال السودان وجنوبه اتهامات فيما يتعلق بتطبيق حكم دولي يخص منطقة ابيي المتنازع عليها مما أثار مخاوف من تجدد النزاع بين طرفي الصراع السابقين في الحرب الاهلية. وجاءت الاتهامات فيما يتعلق بالسيطرة على حقول النفط واستفتاء حول مستقبل ابيي بعد أقل من أسبوع من قبول الجانبين حكما بخصوص حدود ابيي أصدرته محكمة التحكيم الدائمة في لاهاي.

وكانت الامم المتحدة والولايات المتحدة وحكومات أخرى قد أشادت في وقت سابق بالحكم باعتباره حلا تاريخيا لنزاع مرير حول المنطقة الواقعة في وسط السودان والغنية بالنفط. وثارت خلافات بين الشمال والجنوب وقامت حرب بينهما لعشرات السنين بسبب ابيي التي تحيط بها حقول النفط. وكانت حدود المنطقة قضية شديدة الحساسية حتى أنها تركت معلقة في اتفاق السلام الشامل الذي وقع عام 2005 وأنهى 22 عاما من الحرب الاهلية بين شمال السودان وجنوبه.

واتفق الجانبان اللذان وقعت بينهما اشتباكات حول أبيي منذ عام 2005 في العام الماضي على احالة القضية الى لاهاي لاصدار حكم نهائي. وأعادت محكمة لاهاي يوم الاربعاء ترسيم حدود المنطقة وأصدرت خرائط جديدة تسلم السيطرة على حقلي نفط هجليج وبامبو الى ولاية جنوب كردفان التابعة لشمال السودان في الوقت الذي تركت فيه أجزاء شاسعة من الارض الخصبة داخل أبيي.

ومسألة الحدود مهمة على وجه الخصوص لان سكان منطقة أبيي التي تم ترسيم حدودها مؤخرا سيجرون استفتاء حول ما اذا كانوا سينضمون للشمال أم للجنوب في يناير كانون الثاني عام 2011 . كما من المقرر أن يجري سكان جنوب السودان في اليوم ذاته استفتاء اخر لتحديد ما اذا كانوا سينفصلون. وتعهد زعماء كل من شمال وجنوب السودان باحترام قرار محكمة لاهاي أيا كان

ولكن مسؤولين كبارا من كل من الجانبين أصدروا تصريحات معادية لوسائل اعلام محلية منذ صدور الحكم بشأن السيطرة على حقلي النفط اللذين تم تغيير حدودهما وحقوق التصويت في الاستفتاء. وقالت صحيفة سودان فيجن الحكومية يوم الاحد ان الخرطوم ستتوقف عن دفع نسبة من ايرادات النفط التي يدرها حقل هجليج للجنوب بعد الحكم. وأبلغ تعبان دينق جاي حاكم ولاية الوحدة في جنوب السودان وهو من الحركة الشعبية لتحرير السودان رويترز ان الشمال تعجل السيطرة على حقل نفط هجليج بعد صدور الحكم لان موقع الحفر ما زال متنازعا عليه في اطار نزاع حدودي اخر منفصل.

وأضاف جاي أن مسؤولين لديهم دليل وثائقي يظهر أن هجليج جزء من ولاية الوحدة لا جنوب كردفان وسيقدمون هذه الادلة الى لجنة منفصلة متعلقة بترسيم الحدود بالكامل بين شمال السودان وجنوبه. ومضى يقول quot;هذا القرار بالتوقف عن الدفع قرار خاطيءquot; مضيفا أن الجنوب ربما يضطر للجوء مرة أخرى للاهاي لاصدار قرار بشأن هجليج. وألقى الرئيس السوداني عمر حسن البشير كلمة عقب قرار لاهاي قائلا ان كل سكان أبيي المرتبطين بالشمال ومن بينهم بدو المسيرية من العرب سيكون لهم حق المشاركة في الاستفتاء.

وقال أروب مايوك رئيس ادارة أبيي من الحركة الشعبية لتحرير السودان لرويترز ان الكلمة تصل الى حد دعوة البدو لتسجيل اسمائهم باعتبارهم سكانا مستقرين في أبيي للتأثير على سير الاستفتاء. وصرح يوم الاحد quot;أتمنى أن يكون هناك تغيير في موقف من يصدرون مثل هذه التصريحات. هذا لا يساعد عملية السلام.quot; وقال الدرديري محمد أحمد كبير مسؤولي الشمال عن أبيي ان تصريحات الحركة الشعبية لتحرير السودان مؤخرا بشأن هجليج والاستفتاء أثارت لديه quot;شكوكاquot; بشأن دوافع الجنوب وقال quot;سمعناهم يصدرون تصريحات أثارت مخاوف بشأن التزامهم تجاه الحكم.quot;