بغداد: قال عراقيون يوم السبت إنهم يخشون من ان يكون تنظيم القاعدة يحاول الزج ببلادهم مجددا في هوة الصراع الطائفي الذي كاد ان يمزق أوصال العراق قبل عامين وذلك بعد ان اسفرت موجة من التفجيرات خارج خمسة مساجد للشيعة يوم الجمعة عن سقوط 31 قتيلا.
ووقعت التفجيرات بفاصل دقائق عن بعضها بعد ظهر الجمعة واستهدفت على ما يبدو المصلين الشيعة الذين تجمعوا لاداء صلاة الجمعة. واصيب 130 شخصا على الاقل في الهجمات.

وقال كاظم علي (45 عاما) بينما كان يتسوق في سوق خضراوات محلي في حي الكرادة ببغداد quot;لماذا يستهدفون المساجد .. لانهم يريدون بث الفرقة بين العراقيين لبدء حرب بين الطائفتين (السنة والشيعة).quot; واضاف quot;سأعيد التفكير قبل ان اذهب الى صلاة الجمعة.quot;
ولم تعلن اي جهة مسؤوليتها عن الهجمات لكن التجمعات الدينية الشيعية غالبا ما كانت اهدافا لتنظيم القاعدة السني.

وانسحبت القوات الاميركية المقاتلة من المدن والبلدات العراقية الشهر الماضي مما اثار مخاوف من ان القوات العراقية التي تم حلها واعادة بنائها من البداية منذ عام 2003 لن تتمكن من السيطرة على الامن في العراق بعد ستة اعوام من الغزو الذي قادته الولايات المتحدة.
ويخشى الكثير من العراقيين ان يحاول المتشددون استغلال اي فجوة امنية لاستئناف العنف.

وقال شرطي يدعى هاشم صباح (21 عاما) اثناء وقوفه في نقطة تفتيش في بغداد quot;القاعدة بدأت في استهداف الاشخاص مرة اخرى لان القوات الاميركية غادرت المدن. لا اعتقد ان قوات الامن تؤدي عملها على نحو جيد.quot;
وتراجعت حدة العنف بشكل عام خلال الثمانية عشر شهرا الماضية لكن المسلحين اظهروا براعة تمثلت في الانزواء بعيدا عن الانظار ثم الظهور فجأة وشن هجمات مدمرة على نطاق كبير.

وقال صلاح ابراهيم (36 عاما) اثناء قيامه برش الفناء الامامي لمتجر الملابس الذي يمتلكه في العاصمة بالماء quot;لا اجرؤ على الذهاب الى المساجد بعد هذه التفجيرات. ستحدث (هجمات) مرة اخرى.quot;
واضاف quot;القاعدة تريد حربا طائفية..وهناك عجز في قوات الامن التي تحاول ايقافهم.quot;

وفي فبراير شباط 2006 دمرت قنبلة فجرها من يشتبه في انهم مسلحون سنة القبة الذهبية لمسجد الامام العسكري في سامراء وهو واحد من اكثر الاماكن المقدسة لدى الشيعة مما اثار موجة من القتل الطائفي المتبادل.
لكن الجيش الاميركي والمسؤولين العراقيين يقولون ان الجهود التي تبذلها القاعدة والجماعات المسلحة الاخرى لاشعال العنف من جديد على غرار ما شهدته البلاد عامي 2006 و2007 باءت بالفشل حتى الان.

وينتاب المسؤولين الاميركيين والعراقيين القلق من احتمال اندلاع عنف عرقي بين الاغلبية العربية والاقلية الكردية بسبب نزاع حول الارض والسلطة والنفط في شمال العراق.
ويشك الكثير من العراقيين ايضا في ان يكون لدى الشيعة والسنة ببغداد القدرة على العودة الى تلك الايام السوداء عندما كانت جثث القتلى التي تحمل اثار تعذيب واعيرة نارية متكدسة في الشوارع.
وقال فلاح حسن محمد وهو صاحب متجر ادوات وعدد quot;اذا اتحدنا فلن تتمكن القاعدة من اختراقنا.quot;