اعداد أشرف أبوجلالة: أزاحت مجلة quot;فورين بوليسيquot; الأميركية النقاب عن أن وزارة الدفاع quot;البنتاغونquot; اساجرت مؤخرا مؤسسة quot;راندquot; للأبحاث الأميركية كي تقوم بدراسة أحد برامج التجسس الذي يطلق عليه quot;فينكسquot;، وهو البرنامج الذي سبق وأن استعانت به الولايات المتحدة إبان فترة حرب فيتنام، وأوصت باذا ما كان لبعض تقنيات هذا البرنامج المثير للجدل فائدة ويمكن الاستعانة به في أفغانستان حاليا ً أم لا. وقد أقر الباحثون بإمكانية تطبيق جهد مشابه على غرار هذا البرنامج في أفغانستان الآن. وفي دراستهم، حاولوا أيضا ً تبديد بعض الخرافات التي تم الترويج لها بشأن هذا البرنامج.

وقال التقرير المختصر الذي أعدته المؤسسة حول هذا البرنامج أنه يعود إلى عام 1967 عندما أصدر الجيش الأميركي أوامره لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية ( CIA ) بتطوير برنامجا ً يمكن الاستفادة به كوسيلة لتحسين تبادل المعلومات الاستخباراتية بين قائمة طويلة من الوكالات الأميركية والجنوب فيتنامية. وبصورة منفصلة لكن في نفس الوقت تقريبا ً، عملت وكالة الاستخبارات الأميركية على تأكيد سيطرتها على بعض أطقم مكافحة الإرهاب الجنوب فيتنامية التي قامت بتجنيدها. كما أعادت الوكالة تسمية هذه الأطقم وأطلقت عليها اسم quot;وحدات الاستطلاع الإقليمية quot;، التي أصبحت بعد ذلك جزءا ً من برنامج فينكس لتبادل المعلومات الاستخباراتية.

وشكَّل معظم هذه الوحدات جنود سابقون من جنوب فيتنام، كان يسعى كثيرون منهم للانتقام من قوات الفيتكونغ الشيوعية. وأشارت المجلة كذلك إلى أن وكالة المخابرات المركزية الأميركية كانت تدفع لهذه الأطقم أموال، وكانت تقوم بتوجيههم لمحافظاتهم الأصلية وتكليفهم بالتسلل عبر البنية التحتية الداعمة لقوات الفيتكونغ. ويعتقد الباحثون أن الجزء الخاص بمهام عمل وأنشطة وحدات الاستطلاع الإقليمية في برنامج فينكس هو الجزء الذي أصبح محورا ً للخرافات الدائمة بنوعيها الجيد والسيئ بشأن هذا البرنامج. وقد أدان منتقدو فينكس البرنامج على اعتبار أنه أكثر بقليل من حالة الهياج التي تحدث عند وقوع عملية اغتيال غير شرعية لعدد كبير من الأشخاص الأبرياء من تهم تورطهم مع الفيتكونغ. وأثنى الأنصار على فينكس، حيث قالوا أنه ساهم بشكل كبير في القضاء من الناحية العملية على تمرد قوات الفيتكونغ، ما أفسح المجال أمام جيش شمال فيتنام لغزو الجنوب.

ومع هذا، فقد اعتبرت مؤسسة quot;راندquot; البحثية أن هذا البرنامج يعد نموذجا ً للنجاح الشامل، بسبب قدرته على تجميع معلومات مفصلة عن الفيتكونغ، وكذلك لقدرته على تعطيل تلك المنظمة. كما عبر الباحثون الذين أجروا تلك الدراسة التي كلفها بهم البنتاغون عن اعتقادهم بأن مجهودات مكافحة التمرد الأميركية المبذولة في كل من العراق وأفغانستان قد تعرضت للمعاناة، بسبب فشل الولايات المتحدة على ما يبدو في تجنيد عملاء أصليين محفزين للتسلل عبر المنظمات المتمردة والعمل على تفكيكها.

في النهاية، أكدت المجلة من جانبها على أن اختراق منظمات التمرد سيكون على ما يبدو تكتيكا ً أساسيا ً لمكافحة التمرد. لكنها حذرت في الوقت ذاته مما قد يلحق بسمعة الولايات المتحدة إذا ما أقدمت على إعادة استخدام برنامج فينكس من جديد، خاصة ً بعد أن استغل خصوم الولايات المتحدة ما فعلته واشنطن في حربها بفيتنام من أعمال وحشية وغير إنسانية لتوجيه انتقادات لها. ورأت المجلة في ختام تقريرها أن القرار الخاص بحرب فيتنام قد تم حسمه في نهاية المطاف بناءا ً على المعلومات التي تم استقائها من داخل ميدان المعركة، وأن ذلك هو ما سيحدث أيضاً في أفغانستان.