وارسو: أطلقت صفارات الانذار السبت في وارسو التي احيا آلاف من سكانها ومحاربيها القدامى في الحرب العالمية الثانية الذكرى الخامسة والستين للعصيان الذي اندلع في الاول من آب/اغسطس 1944. وقال رئيس جمعية للمحاربين القدامى زبينيو سيبور ريلسكي (92 عاما) خلال احتفال quot;انتصارنا الاكبر هو هنا واليوم ويتمثل في وقوفنا امام الجيل الجديدquot;.

ونظمت عشرات الاحتفالات في مختلف مناطق العاصمة في ذكرى هذه الثورة التي استمرت 63 يوما ودفع فيها السكان ثمنا باهظا. واطلقت صفارات الانذار عند الساعة 17,00 (15,00 تغ). وفي هذه الساعة انتقل المتمردون الى الهجمات التي استعدوا لها منذ 1940 في مختلف احياء العاصمة.

وقد توقفت حركة السير كما وقف المشاة دقيقة صمت. وبعد ذلك اجتاح حشد هائل يردد اناشيد هذه الثورة المقبرة العسكرية التي دفن فيها معظم المتمردين. وفي وقت سابق من اليوم، قدمت فرقة موسيقية عسكرية مقطوعات للمقاومة امام حوالى الف شخص في حي موكوتوف جنوب المدينة، الذي استعاده النازيون في 24 ايلول/سبتمبر 1944 واجبروا المتمردين على الفرار عبر مجاري مياه الصرف الصحي.

وقالت هالينا شيفوسكا كومارنيكا (85 عاما) لوكالة فرانس برس quot;كنت مع ابنتي في كاليفورنيا وعدت من اجل الاحتفالاتquot;. واوضحت هذه السيدة انها كانت في العشرين من عمرها عندما عملت باسم حركي هو quot;ساسquot; ممرضة وقامت بنقل رسائل الى موكوتوف في جيش المقاومة. وما زال حوالى 3500 متمرد من اصل 32 الفا نجوا حينذاك، على قيد الحياة. وكان معظمهم لم يبلغ العشرين من العمر في 1944.

ولم يحتفل رسميا بذكرى هده المحاولة لاقامة سلطة بولندية قبل وصول القوات السوفياتية قبل 1989 سنة انهيار النظام الشيوعي. وكان قادة التمرد يأملون في تحرير وارسو لكنهم فشلوا بعد 63 يوما من القتال واستسلموا في الثاني من تشرين الاول/اكتوبر. وقتل حوالى 18 الف مقاتل بولندي ونحو 17 الف جندي نازي في هذه الثورة.

كما قتل مئتا الف مدني وتم تهجير الناجين الذين بلغ عددهم نحو 500 الف من المدينة التي دمرت بشكل منهجي بامر من ادولف هتلر. وقد وصل الجيش السوفياتي الى ابواب وارسو خريف 1944 وتوقف عند الضفة الشرقية لنهر فيستولا. وكان المتمردون يعولون على دعمه. لكن لم يكن من السهل خداع الزعيم السوفياتي ستالين. فالثورة الموجه عسكريا ضد النازيين كانت تستهدف الاتحاد السوفياتي سياسيا.