وكالات: واصلت إاسرائيل سياسة الإستيطان اليهودي في القدس الشرقية وعمدت إلى طرد عائلتين فلسطينيتين من منزلين في حي الشيخ جراح العربي في القدس الشرقية، ما اثار مجددًا ردود فعل دولية منددة. وذكرت الإذاعة العامة أن الشرطة اعتقلت ثلاثة عشر متظاهرًا من الاسرائيليين والفلسطينيين الذين كانوا يحتجون على هذا الإبعاد. فيما تزعمت الولايات المتحدة الإدانة الدولية لاسرائيلمعتبرةأن التصرف الاسرائيلي لا يتفق مع مشروع خريطة الطريق لحل النزاع القائم بين الفلسطينيين والاسرائيليين. وقد انتقل مستوطنون يهود إلى بيوت العائلات الفلسطينية على الفور بعد اجلائهم عنها.

وقد بلغ عدد الفلسطينيين الذين تم طردهم من منازلهم 53 فلسطينيًا. وأدانت الامم المتحدة التصرف الاسرائيلي كما أدانته السلطة الفلسطينية والحكومة البريطانية. وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات إن اسرائيل quot;أظهرت مرة أخرى فشلها التام في احترام مبادئ القانون الدوليquot;.

وقالت الحكومة البريطانية إن ما فعلته اسرائيل يتناقض مع رغبتها المعلنة في تحقيق السلام. وأدانت القنصلية البريطانية في القدس الشرقية في بيان طرد العائلتين وقالت quot;نشعر بالاستياء من هذا الطردquot;.

بينما قالت الشرطة الاسرائيلية انها تصرفت بموجب حكم صادر عن محكمة اسرائيلية استجابت لطلب مستوطنين بشأن ملكية الارض وتستند الى وثائق تعود الى القرن التاسع عشر، بينما يشكك الفلسطينيون من خلال اجراءات قانونية تعود لثمانينات القرن الماضي في صحة مزاعم الملكية بحي الشيخ جراح الذي اصبح محورًا لخطط التنمية الخاصة بالمستوطنين في القدس الشرقية .

ويموّل هذا المشروع رجل الاعمال الاميركي اليهودي ايرفينج موسكوفيتز الذي يمول خصوصًا منظمة عطريت كوهانيم التي تريد quot;تهويدquot; الشطر العربي للقدس. ويأتي هذا التحرك الاسرائيلي في الوقت الذي تختلف فيه تل ابيب مع حليفتها التاريخية واشنطن بشأن طلب الرئيس الاميركي باراك اوباما وقف التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية والقدس الشرقية .

ووصف روبرت سيري منسق الامم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الاوسط طرد الاسرتين بأنه quot;غير مقبول على الاطلاقquot; مشيرًا الى ان الوسطاء الدوليين ناشدوا اسرائيل في الاونة الاخيرة وقف quot;الاعمال الاستفزازيةquot; في القدس الشرقية . كما نددت الاونروا في بيان بهذا quot;القرار غير المقبول والمؤسف والذي ستكون له تداعيات كارثيةquot;.

اما رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو فكان قد اعلن ان quot;لليهود الحق في العيش في اي مكان بالقدسquot;، بينما يطمح الفلسطينيون في ان تكون القدس الشرقية عاصمة للدولة التي يأملون انشاءها في الضفة الغربية وقطاع غزة . يشار الى ان ضم اسرائيل للقدس الشرقية بعد أن احتلتها عام 1967 لم يحظ بأي اعتراف دولي، ويعيش نحو 200 الف يهودي في القدس الشرقية الى جانب حوالى 250 الف فلسطيني .

وانتقل مستوطنون بالفعل للاقامة في ستة مبان اخرى في حي الشيخ جراح الذي يضم قنصليات ومطاعم حديثة. ويحرس مسلحون المنازل الحجرية التي رفع المستوطنون عليها اعلامًا اسرائيلية لتأكيد السيادة اليهودية على المكان .

وقد وصف رفيق الحسيني رئيس ديوان الرئاسة الفلسطينية الإجراء الإسرائيلي بأنه غير قانوني: quot;لقد هاجمت الشرطة الإسرائيلية منطقة الشيخ جراح، وأخرجت منها سبع عائلات من منزلين ظلت تلك العائلات تقيم فيهما منذ أكثر من 50 عامًا بحجة أن الأرض ملك لمنظمة يهودية. وبالطبع فإن هذا الإجراء غير قانوني لأن هذه الأرض في القدس الشرقية، وهي أرض محتلة. وافتقار الإجراء للشرعية ليس فقط بسبب القانون الدولي بل لأنه غير إنساني أيضا لأنه تضمن طرد الأطفال وإلقاء الأثاث في الشارعquot;.

وأعرب مواطن فلسطيني عن دهشته لإجباره على إخلاء منزله ليسكنه مستوطنون إسرائيليون: quot;لم نسرق هذه الأرض، وقد ولدت في هذا المنزل الذي ولد فيه أطفالي أيضا. ولكن بعد ساعتين من إخلائنا أحضروا مستوطنين ليعيشوا في منزلنا. كل ما أريد أن أقوله هو أين ولد هؤلاء المستوطنون، وأين ولد آباؤهم؟quot;

انتقادات إسرائيلية لبريطانيا

ويأتي ذلك فيما طلبت إسرائيل من الحكومة البريطانية تقديم توضيحات حول تصريح أدلى به دبلوماسي بريطاني قال فيه إن بريطانيا تمول مشاريع عقارية فلسطينية في القدس الشرقية.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية إيغال بالمور لوكالة الصحافة الفرنسية quot;من الغريب أن يقوم بلد ديموقراطي بتمويل نشاطات سياسية في بلد آخر ديمقراطي، ونحن بانتظار جواب المسؤولين البريطانيينquot;.

وحسب الترجمة التي قدمتها وزارة الخارجية الإسرائيلية فإن الدبلوماسي البريطاني مارتن داي الذي يتخذ من أبو ظبي مقرا له، كان قد صرح في مقابلة مع قناة العربية بأن الهدف من المشاريع التي تمولها بريطانيا هو وقف نشاطات الاستيطان، مشيرًا إلى أن من بين تلك المشاريع بناء حي فلسطيني في القدس الشرقية وحماية المنازل الفلسطينية من الهدم، بالإضافة إلى تمويل منظمات تراقب النشاطات الاستيطانية.