اعداد أشرف أبوجلالة من القاهرة: حظيت الكلمة التي أدلى بها اليوم الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أثناء تأديته اليمين الدستورية أمام مجلس الشورى والتي تعهد فيها بأن تكون فترة رئاسته الثانية على مدار أربعة سنوات quot; بداية لتغييرات مهمة في إيران والعالم quot;، باهتمام كبير في مختلف وسائل الإعلام الأميركية، وخصصت لها كبريات الصحف مساحات لتحليلها وتسليط الضوء عليها. من جانبها، قالت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور أن تنصيب الرئيس أحمدي نجاد اليوم بصفة رسمية رئيسا ً للجمهورية الإيرانية لولاية ثانية مدتها أربعة أعوام، قتل الأمل الضئيل الذي كان يراود معارضيه بغية الإطاحة بفوزه الانتخابي المثير للجدل.
وأشارت الصحيفة في الوقت ذاته إلى أن طهران تحبس أنفاسها الآن، متسائلة ً ما إذا كان سيسعى نجاد لتعزيز موقفه عن طريق توسيعه لنطاق حملته القمعية ضد الإصلاحيين وخصومه السياسيين. وكتبت الصحيفة تحت عنوان ( بعد تأدية اليمين .. نجاد قد يشن حملات قمعية أشد صرامة ) ، وهو الأمر الذي توقع حدوثه هوشانغ حسن ndash; ياري ، أستاذ العلاقات الدولية بالكلية العسكرية الملكية في كينغستون، بإقليم أونتاريو الكندي. ونقلت عنه الصحيفة في هذا الشأن قوله :quot; سوف تستمر الحملات القمعية على مدار الأشهر القليلة المقبلة، وستكون واسعة النطاق وسيتم تنفيذها بلا رحمة أو هوادة. ولن يكون أحد بمنأى عن الممارسات القمعيةquot;.
وتمضي الصحيفة في ذات السياق لتؤكد على أن نجاد أشار على مدار الأيام القليلة الماضية إلى اعتزامه إخماد الأصوات الداخلية التي تزعم أن الانتخابات الرئاسية التي أقيمت في شهر يونيو / حزيران الماضي قد تم تزويرها، كما بدا من الواضح أنه يسعى في غضون ذلك إلى إنهاء سلسلة الاحتجاجات التي استمرت على مدار شهرين تقريباً. وفي الوقت الذي كان يشعر فيه أعضاء النخبة السياسية في البلاد أنهم بمنأى عن الاعتقال والتعذيب، أكد البروفيسور حسن ndash; ياري أن قواعد اللعبة قد تغيرت. وأشار ياري أيضا ً إلى أن المرشح الرئاسي الخاسر، مير حسين موسوي، الذي التفت من حوله قوى المعارضة الإصلاحية، قد أصبح الآن تحت خط النيران، شأنه شأن حلفاؤه ndash; الرئيسين السابقين محمد خاتمي وعلي هاشمي رافسنجاني، وكذلك رجل الدين الإصلاحي مهدي كروبي.
أما صحيفة واشنطن بوست ، فقد رأت من جانبها أن خطاب نجاد الذي أدلى به اليوم، متوعدا ً فيه من أسماهم بـ quot;قوى الاستكبارquot;، جاء منصبا ً في أغلبه على منهاج السياسة الخارجية لبلاده. وقالت الصحيفة أن نجاد أدلى باليمين ، وتعهد بحماية الدستور والحدود الإيرانية، لكن الخطاب كان لينا ً على غير العادة من جانب الزعيم الإيراني العدواني. وأشارت إلى أنه اهتم في المقام الأول بالتركيز على السياسة الخارجية، قائلا ً أنه quot;سيجعلها أكثر قوة، من خلال المزيد من الخطط الجديدة الفعالةquot;. في غضون ذلك، دعت الجماعات الإيرانية المعارضة إلى الخروج مجددا ً بمظاهرات في الشوارع اليوم الأربعاء كي تتزامن مع حفل تنصيب نجاد رئيسا ً للبلاد. وفي مقابل ذلك، قامت المئات من قوات الشرطة بالانتشار حول مجلس الشورى، في حين تم إغلاق إحدى محطات مترو الأنفاق القريبة في وجه الجمهور.
من جانبها، رأت صحيفة النيويورك تايمز في مجمل تقريرها الذي خصصته للحديث عن كلمة نجاد وحفل تنصيبه رئيسا ً للبلاد لولاية ثانية تنتهي في عام 2013، أنه بدا حريصا ً في كلمته، التي تملَّص فيها من الإشارة بشكل مباشر إلى الاحتجاجات الواسعة التي مزقت المجتمع الإيراني منذ أن اتهمه قادة المعارضة بتزوير نتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة لصالحه، كما لم يتحدث صراحة ً عن الطريقة التي اقترحها بشأن تسوية النزاع الإيراني مع الولايات المتحدة وباقي القوى العالمية حول برنامج بلاده النووي.
وأشارت الصحيفة في الوقت ذاته إلى ما قالته وسائل الإعلام الأخرى عن تلك الكلمة، حيث قالت العديد من التقارير أن نجاد قام من خلال كلمته المتراجعة نسبيا ً بمهاجمة الذمامين الأجانب، ونادى بالوحدة الوطنية، وتعهد بتحقيق سياسة خارجية quot;أقوىquot; من خلال quot;خطط جديدة أكثر فاعليةquot;، وقال أنه لن يدخر جهدا ً في سبيل المحافظة على الحدود الإيرانية. كما قالت الصحيفة أن نجاد تلقى كلمات لاذعة بشأن نقص التهاني من جانب الحكومات الغربية التي انتقدت الإجراءات الصارمة التي فرضتها طهران بخصوص الاحتجاجات التي نشبت عقب الانتخابات الرئاسية الأخيرة.
التعليقات