بيت لحم: تؤكد كريمة سرحان اللبنانية الاصل التي انضمت الى حركة فتح في ستينات القرن الماضي وعرفت خلال الاجتياح الاسرائيلي باسم quot;رائدة لاسلكيquot; ان اهم ما حققه مؤتمر حركة فتح من نتائج quot;هو انعقاده داخل الاراضي الفلسطينيةquot;. وسرحان (54 عاما) كانت خلال الاجتياح الاسرائيلي للبنان (1982) تتولى مسؤولية الاتصالات اللاسلكية بين مقاتلي الفصائل الفلسطينية وعرفت منذ ذلك الحين باسم quot;رائدة اللاسلكيquot;.

وعندما هاجمت اسرائيل الجنوب اللبناني لاجبار المقاتلين الفلسطينيين على الخروج من لبنان، رددت quot;رائدةquot; عبر اللاسلكي لجميع المقاتلين الفلسطينيين quot;لن تخرجوا من جنوب لبنان الا من اجل التوجه الى القدس والى الاراضي الفلسطينيةquot;. وقد انخرطت هذه السيدة التي تتحدر من قرية صلحا اللبنانية، في حركة فتح منذ اواخر الستينات وخرجت مع المقاتلين الفلسطينيين في 1982 ثم عادت مع اسرتها الى الاراضي الفلسطينية في 1996 لتسكن مع ابنائها الاربعة في مدينة نابلس.

وتقول quot;رائدة لاسلكيquot; ان اهم ما حققه مؤتمر حركة فتح من نتائج quot;هو انعقاده داخل الاراضي الفلسطينيةquot;. وترى سرحان انه quot;لو عقد المؤتمر في اي من الدول العربية المحيطة لكان من المستحيل الا تتدخل هذه الدول في قرارات وتوجهات الحركةquot;، مؤكدة ان quot;قرار فتح اليوم مستقل وبعيد عن اي تدخل عربي لان المؤتمر عقد داخل الاراضي الفلسطينيةquot;.

وعقدت فتح اربعة مؤتمرات في سوريا وخامسا في تونس. والمؤتمر السادس الذي يتواصل اليوم هو الاول الذي يعقد في الاراضي الفلسطينية منgt; تأسيس الحركة في خمسينات القرن الماضي. واشارت quot;رائدة اللاسلكيquot; الى ان مؤتمر حركة فتح تبني هذه المرة قضية المفاوضات في برنامجه السياسي، مشيرة الى ان المفاوضات لم يرد ذكرها في المؤتمر الخامس السابق. وشارك عدد كبير من كوادر حركة فتح في سوريا ولبنان والاردن ودول عربية واجنبية في اعمال المؤتمر، بعد حصولهم على تصاريح خاصة من قبل السلطات الاسرائيلية، اثر تدخل اميركي ومصري.

وقال مشاركون آخرون ان اهم ما حققه الاجتماع الى جانب انعقاده في الاراضي الفلسطينية هو quot;تحقيق المصالحة الفتحاوية الداخلية والاجماع على اختيار عباس رئيسا للحركةquot;. واكد صبري صيدم ان الجديد في توجهات الحركة السياسية هو quot;تبني المفاوضات السياسية كنهج اضافة الى كافة اشكال المقاومة التي اقرتها الشرعية الدوليةquot;.

ورأى انه quot;تم خلال هذا المؤتمر تثبيت مفهوم المفاوضات لتحقيق الاهداف السياسية واشكال المقاومة التي اقرتها الشرعية الدولية كما جاء في خطاب الرئيس محمود عباسquot;. وتابع انه تم quot;تثبيت المفاوضات كخيار ولكن ليس الاوحد، بل الى جانب كافة الخيارات الاخرىquot;. وكان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الذي انتخب رئيسا للحركة قال في خطابان ان quot;فتح ستواصل تبنيها لكافة اشكال المقاومة التي اقرتها الشرعية الدولية، ونحن مع الشرعية الدوليةquot;.

وتنتخب حركة فتح اليوم اعضاء لجنتها المركزية ومجلسها الثوري في اقتراع ترشح فيه عشرات من الوجوه الشابة. وقال عيسى قراقع وزير الاسرى في السلطة الفلسطينية، انه يأمل ان quot;تأتي نتائج الانتخابات بوجوه جديدة بدل القيادات القديمةquot;. وعن اهم ما حمله المؤتمر، قال quot;الشيء الاهم في هذا المؤتمر انه عقد في الداخلquot;، مشيرا الى توجهات الحركة السياسية الجديدة في تثبيت المفاوضات السياسية في نظامها الى جانب كافة اشكال المقاومة.

وشدد عضو آخر في المؤتمر مرشح للجنة المركزية ان quot;التوجه السياسي للحركة تمثل في الاستمرار في العملية السياسية ودعم المفاوضات لتحقيق وقائع ايجابية على الارضquot;. واشار حسام خضر الى quot;لمقاومة المسلحةquot;، موضحا ان quot;المؤتمر اقر تبني كافة اشكال المقاومة اضافة الى المفاوضات السياسيةquot;.