صنعاء: يخوض الحوثيون الذين عرضت عليهم السلطات اليمنية وقفا لاطلاق النار اليوم الخميس حركة تمرد اسفرت عن سقوط آلاف القتلى منذ اندلاعها قبل خمس سنوات ولم تنجح السلطات في وقفها رغم اعلانها القضاء على التمرد مرتين على الاقل. وكان نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والامن وزير الادارة المحلية رشاد محمد العليمي صرح الشهر الماضي ان اليمن يواجه quot;تحديا ثلاثيا يتمثل في القاعدة والتمرد الزيدي والحراك الجنوبيquot;.

والمتمردون الحوثيون الذين يرفضون نظام الحكم الحالي في البلاد ويدعون الى اعادة الامامة الزيدية التي اطاح بها انقلاب عسكري في 1962، من اتباع المذهب الزيدي، احدى فرق الشيعة الذين يشكلون اقلية في اليمن حيث غالبية السكان من السنة. ويشكل الزيديون اغلبية في الشمال حيث تجري حركة التمرد في محافظة صعدة (شمال غرب اليمن) المتاخمة للسعودية وهي منطقة جبلية وعرة وفقيرة ينتمي معظم سكانها الى الزيدية.

وكان التمرد الذي يقوده حاليا عبد الملك الحوثي، اندلع في 18 حزيران/يونيو 2004 بقيادة شقيقه حسين مؤسس حركة quot;الشباب المؤمنquot; في 1997 والتي استقطبت العديد من المثقفين من المذهب الزيدي وبدأت التحرك. وقبل ان تقتله القوات الحكومية في ايلول/سبتمبر 2004، رفض حسين الحوثي الحوار مع الحكومة وكل الوساطات للعدول عن تشدده المذهبي.

ومنذ اندلاعها، ادت المواجهات العسكرية بين المتمردين الزيديين الى سقوط الاف القتلى. ومع انها تتركز في الشمال، اعلنت السلطات اليمنية العام الماضي ان قواتها قضت على جيب للمتمردين الحوثيين في ضاحية صنعاء بعد مواجهات استمرت اياما واسفرت عن عشرات القتلى والجرحى.

وقد اقر اتفاق لوقف اطلاق النار بين المتمردين والسلطات، بوساطة قطرية في حزيران/يونيو 2007 لكنه بقي حبرا على ورق. وتوصلت السلطات مجددا في شباط/فبراير الماضي الى اتفاق لتطبيقه، بدون جدوى. وكانت قطر التزمت بموجب الاتفاق استضافة اربعة من قادة التمرد على اراضيها في اطار منفى طوعي، فضلا عن تمويل صندوق لاعادة اعمار محافظة صعدة. وقال مصدر يمني حينذاك ان هؤلاء القادة هم عبد الملك ويحيى وعبد الكريم الحوثي، اشقاء حسين الحوثي.

وحسين الحوثي كان احد الدعاة الزيديين المتشددين ونائبا سابقا وتلقى علومه في مدارس السلفيين السنة التي تديرها جماعة الاخوان المسلمين في صعدة. كانت صنعاء تتهمه بانه اعلن نفسه اميرا للمؤمنين وانه يريد اثارة نعرة طائفية تضر بالوحدة الوطنية والسلام الاهلي لكنه نفى ذلك مؤكدا ان عداءه لاميركا هو الذي حرك الحكومة اليمنية ضده.

وينتسب الزيديون الى زيد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب لكن المذهب الزيدي نفسه ينسب الى الامام الهادي يحيى بن الحسين بن القاسم الري الذي جاء من الحجاز في القرن التاسع الميلادي. والمذهب الزيدي اقرب مذاهب الشيعة الى السنة وأكثرها انفتاحا على المذاهب الاسلامية. واليمن بلد فقير لا يملك موارد كبيرة وتركيبته قبلية وتنتشر فيه الاسلحة بكثافة. وتشير تقديرات الى ان في اليمن 60 مليون قطعة سلاح في حين يبلغ عدد سكانه 20 مليون نسمة.