مونتريال: ذهب الصحافيان المستقلان اماندا ليندوت ونايغل برينان الى الصومال لاجراء تحقيقات.. لكن ما كادا يصلان حتى خطفهما مسلحون يحتجزونهما رهينتين منذ سنة بدون معرفة شيء يذكر عن مصيرهما. وخطفت الصحافية الكندية (28 عاما) والمصور الصحافي الاسترالي (38 عاما) في 23 اب/اغسطس 2008 على الطريق بين مقديشو وافغويه على مسافة 25 كلم الى الغرب حيث كانا ينويان زيارة مخيم يضم نحو اربعمئة الف شخص من النازحين.

وطالب الخاطفون في البداية فدية بقيمة 2,5 مليون دولار ثم ما لبثوا ان خفضوها في كانون الثاني/يناير الى مئة الف دولار، بعد الافراج عن صحافي صومالي وسائقين كانا يرافقان الغربيين. لكن الافراج عن الرجال الثلاثة لم يسمح بمعرفة هوية الخاطفين الذين تبقى دوافعهم غامضة ايضا. وفي شباط/فبراير ذكرت وسائل اعلام صومالية ان الصحافيين تمكنا من الهرب من خاطفيهما واللجوء الى احد المساجد قبل ان يتم الامساك بهما مجددا.

ويبقى الدليل الوحيد على بقائهما على قيد الحياة نداء الاستغاثة الذي اطلقه الرهينتان هاتفيا الى بعض وسائل الاعلام وبينها وكالة فرانس برس اواخر ايار/مايو. وقالت اماندا ليندوت وهي تبكي quot;اني مريضة منذ اشهر عدة. وان لم تتمكن حكومتي والشعب الكندي وكل عائلتي واصدقائي من جمع مليون دولار ساموت هنا بالتأكيد. ادعو حكومتي لمساعدة عائلتي ودفع الفديةquot;.

واكدت هذه الشابة السمراء الجميلة صاحبة العينين الزرقاوين والمتحدرة من البرتا غرب كندا quot;اني لا اشرب مياه شفة واتناول الطعام مرة اليوم في افضل الحالات. واني ابقى مكبلة في غرفة مظلمة بدون نوافذ وحيدةquot;. وذكرت بعض وسائل الاعلام الصومالية انها وضعت طفلا في الاسر بعد ان اغتصبها احد الخاطفين تزوجها بالقوة.

لكن الشابة قالت في مكالمة هاتفية سئلت فيها ان كانت تعرضت للاغتصاب، انها لا تستيطع الاجابة على هذه الاسئلة وبدت انها تواجه تهديد خاطفيها. ومنذ ذلك الحين لم تنشر اي معلومة عن مصير الرهينتين. والشهر الماضي استقبل رئيس الوزراء الاسترالي كيفن راد والدة نايغل برنان. وقال في ختام اللقاء عبر التلفزيون العام ان المفاوضات كانت quot;قاسية وصعبة، معقدة وحساسةquot;.

في المقابل في كندا تلتزم اوتاوا الصمت المطبق بغية quot;عدم تعريض حياة الشخصين المعنيين للخطرquot;. لكن المراقبين نددوا بانتظام بعدم تحرك كندا ونسبوا ذلك بشكل خاص الى عدم شهرة الصحافية التي تتقاضى اجرا على المقالة. وتساءل بعضهم ايضا حول درجة مهنية الصحافيين معتبرين انهما وكما يبدو بوضوح لم يقدرا حجم المخاطر. وكانت مجلة ماكلينز التي تعتبر مرجعا في كندا نشرت الخريف الماضي تحقيقا معمقا حول القضية. وكتبت خصوصا ان ليندوت اختارت ان لا تتعلم الصحافة في صفوف الجامعات quot;بل في غبار النقاط الساخنة على وجه الكوكبquot;.

وبين باكستان وافغانستان والعراق ثم الصومال ارادت الشابة ان تصبح صحافية حرب.. مهما كلف الامر، وهي تحمل خصوصا اثر جرح اصيبت به اثناء اعتقالها لفترة قصيرة في مدينة الصدر احدى المناطق الاكثر عنفا في بغداد. وعشية خطفها كتبت في رسالة الكترونية لاحدى صديقاتها quot;انني في الصومال بصدد محاولة ايجاد مواضيع.. انه وضع خطر فعلا. يبدو انه بلد لا يوجد فيه سوى اسياد حرب ومتمردون لكن لا قانونquot;.