لم تلق قضية الشربيني اهتماماً إعلامياً في ألمانيا إلا بعد أسبوع من وقوعها

محمد حميدة من القاهرة: نفت مصادر بريدية مصرية مطلعة ما رددته وسائل الإعلام الإيرانية عن منع السلطات المصرية دخول طابع بريدي ايراني يحمل اسم quot;شهيدة الحجابquot; مروة الشربيني، التي قتلت على يد مواطن الماني بقاعة المحكمة بمدينة دريسدن الألمانية فى وقت سابق. وأكد مصدر بهيئة البريد لـquot;إيلافquot; ان قيام إيران بإصدار طابع بريدي يحمل اسمالشربيني وحظره من دخول مصر، quot;كلام لم نسمعه الا من إيران ووسائل الإعلام الإيرانيةquot;، ويأتي ذلك quot;ضمن محاولتها للمتاجرة بدم الشهيدة وتحقيق مكاسب سياسية واستغلال القضية لإثارة الشعب المصري على الحكومة، مثلما فعلت من قبل باستدعاء السفير الالماني فى طهران للاحتجاج على الجريمة وهجومها على بعض الحكومات الغربيةquot;.

وكانت وسائل إعلامية إيرانية رسمية أكدت فى تقارير متفقة على ان السلطات المصرية حظرت طابعا بريديا إيرانيا يحمل اسم المواطنة المصرية مروة الشربيني، أصدرته الحكومة الإيرانية تكريماً لوفاتها، وتم الإعلان عن ذلك الطابع بحضور مستشار مرشد الثورة علي أكبر ولايتي، ووزير الاتصالات وتقنية المعلومات محمد سليماني. ووصفت قناة quot;برس تي فيquot; الرسمية الإيرانية رد السلطات المصرية على إشارة حسن النية الايرانية بأنه كان quot;بارداًquot;، مضيفة quot;طلبت السلطات من خدمات البريد حظر دخول أي بريد يحمل هذا الطابعquot;، ووصفت رد الفعل المصري بأنه quot;غير متوقعquot;.

تشييع جثمان مروة الشربيني ظهر اليوم وسط دعوات بالتعقل

ألمانيا: مساع لتأسيس مركز يحمل إسم مروة الشربيني

أحمدي نجاد يحمل ألمانيا مسؤولية مقتل مروة الشربيني

المزيد من المظاهرات من أجل المصرية مروة الشربيني

وقال الدكتور أسامة الغزالي حرب، رئيس حزب الجبهة الديمقراطية، ان النزاع على الطابع هو جزء من نزاع دبلوماسي اكبر بين إيران ومصر، لا يزال مستمرا منذ ثلاثة عقود. وأضاف quot;إننا في مصر نعتقد ان الإيرانيين يستغلون مثل هذه الحوادث لتعزيز أنفسهم كقادة ومتحدثين عن العالم الإسلامي، وبالطبع نحن لا نحب هذا ولا نعتبر إيران دولة تتحدث عن العالم الإسلاميquot;.

وقال حرب ان جريمة قتل مروة الشربيني يجري استغلالها من أجل المبالغة في ما وصفه بأنه quot;اتجاه متطرف في العالم الغربي ضد المسلمينquot;، لكنه قال ان الكثير من المصريين وخاصة المعتدلين، لا يوافقون على هذا الرأي، وبدلا من ذلك يعتقدون أن هذه الجريمة ما هي إلا استثناء ولا تمثل اتجاه ضد ما يعرف بـquot;الإسلامو فوبياquot;.

وقد قتلت مروة علي الشربيني، صيدلانية مصرية مسلمة، على يد مواطن ألماني يدعى اليكس دبليو يبلغ من العمر 28 عاماً داخل محكمة في مدينة دريسدن بطعنها عدة طعنات، وكانت مروة تحضر جلسة محاكمة استئناف رفعها الألماني اليكس دبليو عليها بعد ان غرمته محكمة سابقة 780 يورو لاعتدائه على مروة من قبل ووصفها بالإرهاب ومحاولته نزع حجابها، فلما أقرت المحكمة حكماً بالغرامة على المواطن الألماني، أثار ضغينة المتهم، فقام وهو في المحكمة بطعنها بالسكين 18 طعنة فارقت بعدها الحياة. كما طعن زوجها المصري علوي علي عكاز، المعيد بمعهد الهندسة الوراثية بجامعة المنوفية، عدة طعنات. وأثار مقتل مروة حالة من الغضب في مصر وأصبحت تعرف من بعدها باسم quot;شهيدة الحجابquot;.

وقد احتجت ايران رسميا لدى ألمانيا وإيطاليا على جريمة الشربيني، واستدعت وزارة خارجيتها السفير الألماني في طهران هيربرت هونسوفيتس وسلمته مذكرة احتجاج على الجريمة، وهو ما وجده خبراء مصريون متاجرة ايرانية بدم الشربيني لتحقيق مكاسب سياسية.

وتعانى العلاقات المصرية - الإيرانية من برودة طوال العقود الثلاثة الماضية، بعدما قطعت إيران علاقاتها الدبلوماسية مع مصر بسبب توقيع الرئيس الراحل انور السادات اتفاقية كامب ديفيد مع اسرائيل في 1979، وترحيبه على الجانب الأخر للشاه بعد انهيار نظامه في عام 1979. وزادت حدة التوتر بين البلدين إطلاق إيران اسم خالد الاسلامبولي قاتل السادات على احد الشوارع الرئيسية بطهران.

وقد شهد العامين الماضيين محادثات من اجل تحسين العلاقات، لكن حرب غزة الأخيرة سكبت المزيد من البنزين على العلاقات بتعمد طهران الهجوم على مصر واتهامها بالعمالة والخيانة لإغلاق معبر رفح وتحريض الشعب على الثورة وفتح المعبر بالقوة، وهو ما رأته القاهرة تجاوزا للحدود الحمراء.