بغداد: ينتظر الصحفي العراقي منتظر الزيدي الذي رشق الرئيس الأميركي السابق جورج بوش بفردتي حذائه العام الماضي، قرار الإفراج عنه بعد تقديمه شهادة quot;حسن سلوكquot; تساعد على تخفيف محكوميته، فيما تستعد عائلته للاحتفال بعودته quot;كبطلquot; .

وقال ضياء السعدي نقيت المحامين العراقيين ورئيس فريق الدفاع عن الزيدي، quot;تقدمنا بطلب الى المحكمة للافراج عن الزيدي، وفقا للقانون العراقي، الذي يسمح باطلاق سراح السجين بعد قضائه ثلاثة ارباع المدة، والتي بدأت في ديسمبر الماضيquot;.

وكانت المحكمة الجنائية العراقية أصدرت في 11 مارس الماضي، حكما بالسجن ثلاث سنوات على الزيدي، بعد ادانته بالاعتداء على رئيس دولة اجنبية، الا ان محكمة التمييز الاتحادية خفضت العقوبة الى سنة واحدة تنتهي يوم 20 سبتمبر المقبل.

وقال القاضي عبدالستار البيرقدار، المتحدث باسم المجلس القضائي الأعلى في العراق، حينها، إن المحكمة خففت الحكم على الزيدي لأنه quot;صغير السن، وليست له سوابق جنائيةquot;، لافتا إلى quot;أن المدة التي قضاها حتى الآن في الاحتجاز ستحسب من ضمن محكوميتهquot;.

وتابع السعدي quot;ان الزيدي قضى تسعة أشهر من تلك المدة، التي بدأت في ديسمبر الماضي، وطبقا للقانون العراقي يفترض اطلاق سراحه كون قرار الحكم صدر من محكمة مدنية وليس عسكرية، فضلا عن كونه لم يرتكب اي مخالفة طيلة فترة مكوثه في السجنquot;.

وأضاف أن مدة محكومية الزيدي ستنتهي في العشرين من شهر سبتمبر المقبل، مشيرا الى انه من المؤمل أن يطلق سراحه بعد انتهاء المدة.

وأشار السعدي الى انه زار الزيدي ثلاث مرات، لافتا الى ان وضعه النفسي والصحي جيدان، مؤكدا استمرار متابعة وضعه من قبل فريق الدفاع المشكل من قبل نقابة المحامين العراقيين، متوقعا صدور قرار الافراج عنه في quot;القريب العاجلquot;.

وكان الزيدي وهو مراسل قناة ((البغدادية)) العراقية المستقلة، قد أقدم في 13 ديسمبر الماضي، على رشق الرئيس الأميركي السابق جورج بوش بفردتي حذائه أثناء مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في بغداد.

وقال الزيدي عقب الحادث إنه اقدم على فعله بعد ان رأى بوش يصافح المالكي ويبتسم quot;بسخريةquot;، مما دفعه الى الهتاف quot;هذه قبلة الوداع يا كلبquot;، وقد رد الرئيس الاميركي طالبا من الحضور الهدوء ومتابعة المؤتمر.

من جانبها، تتابع عائلة الزيدي الانباء بقرب الافراج عن ابنها بquot;فرح غامرquot;، حيث قال شقيقه عدي ل(شينخوا) quot;إننا والعديد من العراقيين والاحرار في العالم ننتظر الافراج عنه بفارغ الصبر بعد ان رسم موقفا بطوليا نفتخر بهquot;.

وأضاف عدي ان عائلته تتابع مع المحامين أنباء قرب الافراج عن منتظر، وتجري تحضيرات (لم يكشف عنها) للاحتفاء بتلك المناسبة المرتقبة، قائلاquot;سيكون احتفالا بعودة بطلquot;.

وبرر عدي ما فعله الزيدي بقوله، إن المشاهدات اليومية لمعاناة العراقيين بعد الاحتلال أججت مشاعر غاضبة لدى شقيقي، الذي كان يتابع في تقاريره قبل اعتقاله المعاناة التي تعيشها العوائل العراقية ومشاهد العنف اليومي التي quot;دفعته الى رمي الحذاء بوجه من يقول انه جلب لنا الديمقراطية، ولا اعتقد ان ماحصل في سجن ابو غريب والجرائم الاخرى التي قامت بها شركة بلاك ووتر، تتطابق مع ما يقولquot; في إشارة الى بوش .

وكان اسم منتظر الزيدي قد برز للمرة الأولى عندما تعرض للاختطاف على أيدي مجهولين أثناء توجهه إلى مقر عمله في 16 نوفمبر عام 2007، وافرج عنه بعد ثلاثة أيام دون مقابل مادي أو فدية .

وتأتي رمية حذائيه في وجه بوش رغم انها اودعته في السجن لمدة عام، لكنها احتلت مساحات واسعة من التغطية الاعلامية، كما انها أكسبت منتظر احترام جهات عراقية وعربية ودولية كونه quot;رفض فوضى الاحتلال ومن تسبب بهاquot;، كما يقول الصحفي عبدالحافظ ابراهيم.

ورأى ابراهيم خطوة الزيدي بانها لم تكن حادثة عرضية او طائشة، لانها نتاج طبيعي، وسلوك يشارف على العفوية، من لدن صحفي يقف وجها لوجه مع رئيس أميركي مزهو بما قام به، غير نادم على ما فعل، فكان الوداع العراقي له على طريقة الزيدي.