نضال وتد من تل أبيب: لم يحظَ رئيس الحكومة الإسرائيلية بمثل الاهتمام الذي حظي به في أعداد الصحف الإسرائيلية لهذا اليوم في عدة مجالات، بدءًا من كشف يديعوت أحرونوت أخيرًا عن مسودّة التفاهمات بين نتانياهو والأسد الأب بوساطة رجل الأعمال الأميركي رون لاودر والتي نصت وثيقتها على انسحاب إسرائيلي من اراضي سوريا احتلت عام 67 وفقًا لقراري مجلس الأمن 242 و338 وقرار الدولتين على تأسيس علاقات سلام بينهما، ومرورًا بمسألة اختفاء نتانياهو لأربع وعشرين ساعة، كان خلالها في مهمة سريّة في روسيا، ولجوء مستشاره العسكري لإصدار بيان كاذب قال فيه إن نتانياهو قضى نهاره في أحد مقرات الموساد، وانتهاء بنجاح نتانياهو في قمع التمرد داخل حزبه قبل اندلاعه.
واحتلت هذه القضايا الثلاثة اهتمام الصحف الإسرائيلية، فيما كشفت هآرتس بدورها عن تعليمات جديدة للجنود الإسرائيليين بإحباط كل محاولة لاختطاف جندي إسرائيلي مهما كان الثمن، ولو كلف ذلك حياة الجنود، وأوردت الصحف أقوال أولمرت، أمام لجنة التحقيق في استيعاب المستوطنين الذين تم إخلاؤهم من قطاع غزة، حيث اعتبر أولمرت أن إسرائيل في طريقها لأن تصبح نظام فصل عنصري على غرار جنوب أفريقيا.
يديعوت أحرونوت: وثيقة الانسحاب من الجولان
كشفت يديعوت أحرونوت صباح اليوم، وثيقة بالإنكليزية قالت إنها نصّ التفاهمات ومسودة لاتفاقية السلام بين إسرائيل وسوريا، والتي كان قد تم التوصل إليها قبل عشر سنوات بين سوريا تحت قيادة الرئيس الراحل حافظ الأسد، وبين رئيس الحكومة الإسرائيلية، آنذاك، الرئيس الحالي، بينيامين نتانياهو، تنص على موافقة إسرائيلية لانسحاب كامل من الأراضي السورية المحتلة عام 1967 بموجب قراري مجلس الأمن الدولي 242 و3438، مع التزام الدولتين بإقامة علاقات سلام بينهما واحترام سيادة الطرف الآخر.
وأضاف يديعوت أن بينيامين نتانياهو أنكر على مر السنين أن يكون وافق خلال ولايته الأولى (1996-1998. ن، و) على الانسحاب من الجولان. لكن quot;وثيقة لاودرquot; التي تنشر هنا للمرة اولى تكشف غيظًا من فيض ما دار وراء الكواليس. ففي الوثيقة التي نقلها المقرب من نتانياهو رون لاودر للرئيس الأميركي ، كلينتون، تلتزم إسرائيل بالانسحاب من الجولان إلى خطوط الرابع من حزيران، مقابل إلتزام السوريين بالسماح بإقامة محطة إنذار مبكر أميركية- فرنسية على جبل الشيخquot;.
وقالت الصحيفة إنه على مر هذه السنين فإن قلة قليلة تسنى لهم رؤية هذه الوثيقة وتم حفظها في خزينة وزارة الأمن. كانت هناك إشاعات عن وجودها تم نفيها لكن الآن يتم نشرها للمرة الأولى. فقد كان رون لاودر وهو ملياردير أميركي يهودي ومقرب من نتانياهو مبعوثًا من قبل نتانياهو لمحادثات مع السوريين والتقى مرات كثيرة مع الرئيس حافظ الأسد ومع أن نتانياهو نفى طيلة الوقت أن يكون وافق على الانسحاب من الجولان، إلا أن الوثيقة تظهر بوضوح، في رسالة لاودر للرئيس كلينتون أن نتانياهو وافق عمليًا على الانسحاب لحدود العام 1967 فقد جاء في الوثيقةquot;... إسرائيل ستنسحب من الأراضي السورية التي احتلتها عام 1967... في سياق معادلة الأرض مقابل السلام. وسيكون الانسحاب إلى حدود متفق عليها، على أساس خطوط الرابع من حزيران 67.quot;
وتقول الصحيفة نقلاً عن رئيس الموساد السابق (إبان حكومة نتانياهو الأولى) داني يتوم، ورئيس الطاقم السياسي والأمني في حكومة براك قوله quot;إن الأمر المهم في هذه الوثيقة أن لاودر يكتب بصراحة أن كافة النقاط الثمانية التي يوردها هنا هي نقاط تم التوصل إلى اتفاق بشأنها بين إسرائيل وبين سوريا، وأن هناك نقاط أخرى يجب العمل من أجل التوصل إلى اتفاق بشأنها، عبر تحديد المناطق الأمنية. نحن أمام اتفاق وليس أمنيات قلبيي للاودرquot;.
وتشير الصحيفة إلى نتانياهو يواصل، حتى اليوم إنكار أن يكون وافق على انسحاب كامل من الجولان: quot;إنه لمن المؤسف أن يقوم داني يتوم بتكرار أحداث وادعاءات لم تقع أصلاquot; كان رد ديوان نتانياهو. ويضيف بيان ديوان نتانياهو : quot;إن رئيس الحكومة نتانياهو لم يوافق يوما على الانسحاب حتى الرابع من حزيران. فمع انتخابه للمرة الأولى لرئاسة الحكومة، عام 1996 عمل مباشرة وبصورة فورية كي يوضح أن حكومته غير ملزمة بالانسحاب من الجولانquot;.
وتقول الصحيفة إن لاودر هو الآخر نفى أن يكون هناك اتفاقا معترفا بأنه كانت هناك مراسلات بينه وبين الرئيس الأميركي حوزل أفكار طرحها لاودر في المباحثات مع الرئيس الأسد، ولكن بما أن الحديث يدور عن مراسلات خاصة بينه وبين الرئيس فإنه ليس معنيا بالتطرق إلى مضمونها.
مع ذلك أوردت الصحيفة نص رسالة لاودر للرئيس كلينتون والتي جاء فيها quot; يبدو أنه طفت عدة نقاط لسوء فهم بشأن بعض القضايا التي تحدثنا عنها في لقائنا الأخير، ومن أجل توضح الأور فقد قمت بفحص كل تسجيلاتي بدقة، عن الساعات التي قضيناها في تلك الأسابيع الخمسة من اللقاءات المكثفة حول العلاقات بين سوريا وإسرائيل خلال صيف وخريف 1998. وبودي أن أطلعك على المواقف الأخيرة للطرفين، والتي تعكس أين وصلت جهودناquot;.
وتقول يديعوت إن لاودر يشير إلى سبب توقف المباحثات quot; فعلى الرغم من إحراز تقدم كبير إلا أن المحدثات توقفت عند مفترق مصيري ولم تكتمل لأنه لا يمكن التوصل إلى اتفاق حول المناطق الأمنية بين إسرائيل وسوريا إلى أن توفر إسرائيل خريطة لحدود الرابع من حزيران 1967quot;.
الجولان مقابل محطة إنذار مبكر على جبل الشيخ
اتفاقية سلام بين إسرائيل وسوريا، هو عنوان وثيقة النقاط لثمانية التي يفصلها لاودر باعتبارها المبادئ التي اتفق عليها الطرفان السوري والإسرائيلي. يتعلق الشرط الأول بانسحاب إسرائيلي من الجولان: quot;إسرائيل ستنسحب من أراض سورية احتلت عام 67 وفقا لقراري مجلس الأمن الدولي 242 و338 اللذان يكرسان حق جميع الدول بالعيش في حدود آمنة ومعترف بها وفق معادلة الأرض مقابل السلام. يكون الانسحاب لغية حدود متفق عليها على أساس خطوط الرابع من حزيران عام 1967. يتم الانسحاب على ثلاثة مراحل وينتهي بعد عام ونصف، 18 شهرًا، ويبدأ تطبيع العلاقات بين الطرفين فقط في المرحلة الثالثة. يكون الإعلان عن نهاية حالة الحرب بين الدولتين في المرحلة الأولى من الانسحابquot;.
يتناول البند الخامس من الوثيقة المردود الذي ستحصل عليه إسرائيل: quot; في حالة قضت الضرورة وجود محطة للإنذار المبكر، فيمكن أن تبقى على جبل الشيخ لمدة عشر سنوات، من الانسحاب الكامل. وستكون محطة أميركية فرنسية تحت المسؤولية الكاملة لهاتين الدولتين.
هآرتس أوامر جديدة: إحباط محاولات الاختطاف بكل ثمن
نقلت صحيفة هآرتس أن قائد وحدة الناحل في الجيش الإسرائيلي الجنرال موطي بروخ أكد للصحيفة أنه أصدر تعليمات واضحة لجنوده لكيفية التصرف في حال وقعت محاولة لاختطاف جندي إسرائيلي. وبحسب الصحيفة امر الجنرال باروخ جنوده بإحباط كل محاولة اختطاف مهما كان الثمن، ولو أدى ذلك إلى قتل الجندي المختطف.
وقال الجنرال باروخ في مقالة لصحيفة هآرتس أن الرسالة واضحة للغاية، وهي جزء من العبر المستخلصة من أسر غلعاد شاليط: ألا يقع أي جندي في الأسر وهي رسالة واضحة لا لبس فيها، وأن على جنوده التعامل مع هذه المحاولات بصورة واضحة واعتبار أن حوادث الاختطاف ومحاولة تنفيذها تلزم الجندي بالتعامل مع الحدث\ الواقعة كحدث الطرف الآخر فيه هو عدو، ويجب العمل وفقًا لذلك قبل أن يقع الجندي في الأسر، ففي مثل هذه الحالات يجب أن تكون النتيجة واحدة لا غير منع محاولة الاختطاف.
يسرائيل بوسط: قمع التمرد
أبرزت يسرائيل بوسط نجاح نتانياهو في وأد التمرد داخل الليكود قبل بدئه عندما استطاع إقناع الوزراء من الليكود بعدم المشاركة في الجلسة الخاصة التي دعا غليها متمردو الليكود الرافضين لتجميد البناء في لمستوطنات. وقالت الصحيفة إن ديوان نتانياهو تنفس أمس الصعداء إذ لم يشارك أي من وزراء الحكومة في مؤتمر كتلة اليمين في الليكود، والذي كان خصص لإعلان رفض تجميد البناء في المستوطنات.
وقالت الصحيفة نقلاً عن مصدر رسمي في ديوان نتانياهوquot; لا أحد يحب التمرد داخل بيته، والضغوط التي مارسها نتانياهو على الوزراء في الأيام الأخيرة أثبتت نفسها. فقد تراجع أربعة وزراء كان أعلن في وقت سابق أنهم سيشاركون في الاجتماع ضد قرار نتانياهو المذكور وهم، وزير شؤون الشتات يولي إدلشطاين، ووزير الاتصالات موشيه كحلون، ووزير حماية البيئة غلعاد أردان والوزير بلا حقيبة ميخائيل إيتان.
وقالت الصحيفة إن نتانياهو كان اعتبر عقد الجلسة محاولة لاغتياله سياسيا، ومارس ضغوطا هائلة على الوزراء المذكورين، الذين أصدروا في نهاية المطاف بيانا قالوا فيه إنهم يؤيدون مواصلة الاستيطان والبناء في المستوطنات، ولكن بسبب سعي جهات وعناصر سياسية مختلفة لتصوير الاجتماع وكأنه ضد سياسة رئيس الحكومة، وخطوة نحو شق الليكود فقد قررنا الاستجابة لتوجه رئيس الحكومة والتغيب عن الجلسةquot;.
قي المقابل قال عضو الكنيست داني دنون أحد منظمي الجلسة، إن الناخب الإسرائيلي اختار الليكود لأنه أراد قيادة قوية ، ولو كان يريد قيادة ضعيفة لكان انتخب تسيبي ليفني، إذا حافظت على المبادئ سندعمك وإذا لم تحافظ على هذه المبادئ ستفقد دعم المعسكر القومي وتأييدهquot;.
التعليقات