واشنطن، طهران: أكد متحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية اليوم الجمعة ان الولايات المتحدة تريد اختبار حقيقة الرغبة في الحوار التي ابدتها إيران حول المسائل النووية، مشيرا الى الى ضرورة الاسراع في عقد لقاء بين إيران والقوى العظمى. وقال فيليب كراواي ان الوثيقة التي قدمتها الجمهورية الاسلامية الاربعاء، لا تتضمن تقدما ملموسا، لكنها quot;تقول فقط: الحكومة الإيرانية ترغب في بدء حوار. وسنختبر هذا الاقتراحquot;.

واضاف quot;اذا كان لدى إيران الرغبة في المشاركة في مفاوضات جادة، فانها ستجد في الولايات المتحدة والبلدان الاخرى لمجموعة الستquot; اي المانيا والصين وفرنسا وبريطانيا وروسيا quot;محاورين حقيقيينquot;. واعتبرت هذه القوى العظمى التي ما زالت تشكك في الطابع السلمي للبرنامج النووي الإيراني، الاقتراح الإيراني الاخير غير كاف الجمعة وطلبت عقد لقاء سريع مع مندوبيها، حتى قبل الجمعية العامة المقبلة للامم المتحدة اواخر الشهر الجاري اذا كان ذلك ممكنا.

واوضح كراولي quot;نأمل في عقد لقاء مع إيرانquot;. وعلى هامش ندوة صحافية، قال مسؤول كبير في الخارجية الاميركية طالبا التكتم على هويته، ان الرئيس اوباما ما زال مقتنعا بأن quot;الوسيلة الافضل لتحقيق هدفنا اي ان تكون إيران خالية من السلاح النووي، هو الجلوس وجها لوجهquot;. وفي اشارة الى احتمال تشديد العقوبات الذي ترفضه روسيا، اشار المسؤول نفسه الى ان مجموعة الست quot;ستوضع في موقع اقوى للبحث عن وسائل ضغط اخرىquot;، في حال فشل الحوار مع إيران.

إلى ذلك قام موقع إخباري إلكتروني بنشر ما قال أنه نسخة من اقتراحات إيران لحل أزمة برنامجها النووي إلى الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي وألمانيا والتي كانت من المفترض أن تعالج المخاوف الدولية حول هذه المسألة. وفي الوثيقة المفترضة التي نشرت على موقع منظمة quot;برو بابليكاquot; الإخبارية الإلكترونية بعنوان quot;التعاون من أجل السلام والعدالة والتقدم،quot; لم تعالج طهران برنامجها النووي، بل قدمت أفكارا مبهمة عوضا عن ذلك.

وورد في أحد المقاطع، بحسب الموقع، quot;إن الأمة الإيرانية مستعدة للدخول في حوار ومفاوضات من أجل تمهيد الأرضية للوصول إلى سلام دائم واستقرار مستلهم ونابع من إقليم الشرق الأوسط وبما يتجاوز تقدم وازدهار أمم المنطقة والعالم.quot; ومن جهته وعد الرئيس الأميركي باراك أوباما، بالخوض بمسار دبلوماسي مع طهران، ولكنه حذر من أن العالم لن quot;ينتظر إلى ما لا نهايةquot; ويسمح لإيران ببناء أسلحتها النووية.

وكانت طهران قد سلمت إلى الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي وألمانيا الأربعاء، الحزمة التي اقترحتها من أجل حل أزمة برنامجها النووي، وفق ما نقلته تقارير رسمية إيرانية، قالت إن طهران تطرقت فيها إلى حلول لـquot;مشاكل عالميةquot; بينها مشاريعها النووية. وقالت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية إن وزير الخارجية، منوشهر متكي، قدم المقترحات لسفراء الصين وفرنسا وبريطانيا وروسيا وألمانيا، إلى جانب سويسرا التي تمثل سفارتها مصالح الولايات المتحدة التي لا تربطها علاقات دبلوماسية بطهران.

وجاء تقديم متكي لرزمة المقترحات لممثلي الدول الكبرى في مبنى وزارة الخارجية الإيرانية، وذلك بعد أن أعلن الرئيس الإيراني، محمود احمدي نجاد في مؤتمره الصحفي الأخير الاثنين الماضي وبأن هذه الرزمة ستقدم بداية لمجموعه الدول الست، على أن يتم إعداد رزم أخرى بقائمه من المواضيع المختلفة لتقديمها لمجموعه أخرى من الدول.

وكانت ألمانيا قد استضافت قبل أيام اجتماعا للقوى الست لبحث البرنامج النووي الإيراني، تمخض عنه دعوة طهران إلى quot;الرد على عرض المحادثات الذي طرح عليها في أبريل/نيسان بالموافقة على الاجتماع قبل انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة.quot; ورغم القلق العالمي، إلا أن المسؤولين الإيرانيين أكدوا مراراً على أن مشروع بلادهم النووي يأتي لأهداف سلمية، في الوقت الذي نظرت الدول الغربية إلى هذا الأمر بعين الريبة، خوفاً من امتلاك الدولة الفارسية لقنبلة نووية.

هذا واعلن البيت الابيض اليوم ان نائب الرئيس الاميركي جو بايدن، شدد امام المسؤول الثاني في الحزب الشيوعي الصيني وو بانغيو على ضرورة الاسراع في تسوية المشكلة النووية الايرانية. واوضح البيت الابيض في بيان ان بايدن ناقش ايضا موضوع السلاح النووي الكوري الشمالي الخميس في واشنطن خلال لقاء مع وو، رئيس البرلمان الصيني.

وقد اجريت هذه المحادثات في لحظة حرجة يشهدها الخلاف حول السلاح النووي الايراني. وقد تقرر الدول الست الكبرى التي تتعاطى مع ايران (منها الولايات المتحدة والصين) السعي في ايلول/سبتمبر الى فرض عقوبات دولية جديدة على ايران ام لا بسبب رفضها تعليق انشطتها النووية الحساسة.

لذلك سعت الصين التي لها مصالح مهمة في ايران وتتمتع بحق النقض في مجلس الامن، الى فرملة الولايات المتحدة باستمرار عندما يتعلق الامر باتخاذ تدابير ضد الجمهورية الاسلامية.وبعد اللقاء مع بايدن، التقى وو فترة قصيرة الرئيس الاميركي في المكتب البيضاوي. واكد اوباما اهمية العلاقات الصينية-الاميركية وتطرق الى الازمة المالية والتغيرات المناخية، كما قال البيت الابيض.