نيويورك: تحدثت تقايري أميركية تحدث فيه عن القواعد العسكرية الأميركية في العراق، والتي تشغل مساحات كبيرة من الصحراء وأصبحت أشبه بمدن صغيرة في صحراء العراق. ويوضح تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز أن أغلب القوات الأميركية ستنتقل الى القواعد الكبيرة وتترك نحو 100 قاعدة صغيرة حول العراق إما بسبب اغلاقها وتفكيكها أو بسبب نقلها الى السلطة العراقية بعد خروج القوات الأميركية من المدن العراقية بموجب الاتفاق الأمني الموقع بين حكومتي البلدين.

في الوقت نفسه، ذكر التقرير أنه لا يزال هناك الآلاف من الجنود الأميركيين مع العراقيين في القواعد العسكرية الصغيرة، حيث يلعبون دوراً ارشادياً، بينما يتمركز آخرون على الطرق السريعة لتوفير الحماية اللازمة للانسحاب. غير أن القواعد العسكرية الكبرى أصبحت رمزاً للحرب بالنسبة للأميركيين والعراقيين الذين كان محظور عليهم دخولها أثناء الحرب.

ويوضح التقرير أن هذه القواعد تختلف تماماً عن العراق، حيث تتمتع بالاضاءة وأنظمة الصرف الصحي والشوارع النظيفة والسلوك الحضاري. ويلفت التقرير الى أن تعداد المقيمين في بعض القواعد يصل الى 20 ألف شخص بينهم آلاف المتعاقدين ومواطني الدول الفقيرة الذين يقدمون الخدمات المختلفة داخل القاعدة. غير أن هذه القواعد لا تزال جزءاً من المشهد العراقي، حيث تسقط بين الحين والآخر قذائف المورتار داخل أسوار القواعد، بينما اعتاد الجنود على أصوات المروحيات وطلقات الرصاص أثناء تدريب الجنود بشكل رتيب يثير الملل عند البعض.

ويوضح التقرير أنه كان يوجد أكثر من 300 قاعدة عسكرية أميركية حول العراق في أوج الحرب، ويأمل الأميركيون أن يبقى ستة قواعد كبرى خلال الأشهر القادمة، على أن تُستغل 13 قاعدة أخرى في الاعداد للانسحاب التام. ويشير التقرير الى أن العاملين في تأمين القواعد وتقديم الخدمات بها ينتمون الى جنسيات مختلفة بينها الافريقي والآسيوي، ولكنهم يقيمون بعيداً عن الجنود والمتعاقدين، ولا يتواصلون معهم الا فيما ندر حسبا تتطلب مهام عملهم.

ويضيف التقرير أنه يوجد داخل قاعدة بالاد محطتان لتوليد الكهرباء ومحطتان للصرف الصحي - نظراً لتدهور نظام الصرف الصحي العراقي حتى الآن - وكذلك محطتان لمعالجة المياه اللازمة للاستحمام والأغراض الأخرى. أما مياه الشرب فتأتي من محطة أخرى تابعة لشركة تعبئة مياه تقدم سبعة ملايين زجاجة مياه شهرياً لقاطني القاعدة. كما يوجد داخل القاعدة نحو 80حافلة تعمل على مسارات متعددة لنقل الجنود من والى أي مكان بالقاعدة، كما يبحث ضباط القوات الجوية المسؤولون عن تأمين القاعدة سبل حماية أمن الطرق ومنع التصادم بين المركبات العسكرية والسيارات العادية التي تملأ شوارع القاعدة.