صنعاء: تواصلت المواجهات المسلحة بين قوات الجيش اليمني والحوثيين بوتيرة عالية مع دخول عملية quot;الأرض المحروقةquot; التي ينفذها الجيش اليمني على معاقل المتمردين بمحافظتي صعدة وعمران شهرها الثاني، فيما أعلنت وزارة الدفاع اليمنية تحقيق قواتها انتصارات في بعض الجبهات وتكبيد المتمردين خسائر فادحة. وقال مصدر عسكري مسؤول quot;إن صقور الجو وجهوا ضربات مؤثرة وموجعة لعناصر التخريب والإرهاب والتمرد في محور صعدة، وفي مناطق نقعه ومطرة وضحيان خلال الساعات الماضيةquot;.

وأوضح المصدر لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أنه تم استهداف أوكار متفرقة في أكثر من منطقة تضم تجمعات لعناصر الحوثي، وسقط العديد من القتلى والجرحى في صفوفهم بينهم عدد من قادة التمرد: فرحان حمود مقيت وحسين يحيى ثورة وعلي حسين القيلي ومحسن عدلان والمدعو قفله.

وقال المصدر: إن وحدات عسكرية سيطرت على مناطق المطعم ومفرق برط وموقع الضلعة بعد أن دمرت أوكار ومواقع عناصر الحوثي، فضلا عن تأمين الطريق المؤدي إلى شبارق عن طريق عنقان والهجر الشقراء و قرية الجشم. وأشار المصدر إلى أن القوات المسلحة قامت بتدمير عدد من مواقع المتمردين وأوكارهم في مناطق دماج وعسيلة والمهاذر والعند وسنبل شمال المجدعة وتجمعاتهم في مفرق ذويب والملاحيظ وموقع رعد وظهر الحمار بمحافظة صعدة.

وذكر المصدر أن وحدات من الجيش دمرت سيارة للمتمردين تحمل أسلحة وذخائر ومؤن عند محاولتها الاقتراب من التبة السوداء, كما دمرت سيارتين أخريين إحداهما من نوع quot; دينا quot; تحملان أسلحة ومؤن للمتمردين على طريق وادي الشرج باتجاه جبل الشبكة وشرق سوق الليل, وتزامن ذلك مع قيام وحدة عسكرية بعمل كمائن محكمة لعناصر الإرهاب أمام ملف السائلة باتجاه الجوف quot; وادي علبةquot;، مبينا أنه تم إلقاء القبض على عدد من العناصر الإرهابية وإجبار بقية تلك العناصر على الفرار أثناء محاولتهم عبور سوق المسحاط.

وأكد المصدر أن القوات المسلحة والأمن واصلت تقدمها باتجاه تنفيذ تأمين طريق حرف سفيان - صعدة وإزالة الألغام والمتفجرات من جانبي الطريق, وتطهير العديد من المتارس والمواقع التي تواجدت فيها العناصر الإرهابية, لافتا إلى أن الوحدات العسكرية والأمنية تمركزت في العديد من المواقع التي قامت بتطهيرها على خط حرف سفيان ndash; صعدة.

وقالت الوزارة في بيان إن قواتها واصلت أمس، تمشيط الطرق التي زرعت فيها العناصر الإرهابية الحوثية ألغاما ومتفجرات وعبوات ناسفة في حرف سفيان، غداة مواجهات عنيفة مع الحوثيين استمرت أياما وخلّفت عشرات القتلى والجرحى وأجبرت الحوثيين على ترك العديد من المواقع خصوصا في مناطق طريق برط والتلال السوداء القريبة من مدينة حرف سفيان وصولا إلى منطقة شبارق التي سيطر عليها الجيش.

وأوضحت أن قواتها قتلت سبعة متمردين وجرحت آخرين خلال عمليات تمشيط في منطقة ذو سليمان بمحافظة صعدة بشمال اليمن، مشيرة إلى أن quot;وحدات عسكرية نصبت كمائن محكمة لمجاميع من المتمردين في منطقة السايلة ووادي عيلة فيما تولى المواطنون مهاجمة مجاميع من عناصر التخريب وألحقوا بهم خسائر كبيرة وقبضوا على العشرات وسلموهم للجيشquot;.

ولفتت الوزارة إلى أن مسلحي الحوثي نفذوا هجمات على مواقع للجيش عند محاولتهم التسلل إلى مناطق المقاش وعين والصمع وسوق الليل ومحضة، غير أن الجيش تصدى لهم وتمت مطاردة من تبقى، فيما تولت وحدات المدفعية تدمير مواقع في مناطق المجزعة وعيان والسراة والواقية والمربعة.

وقالت إنها أحبطت للمرة الثانية على التوالي عمليات تهريب أسلحة وأموال ووقود إلى المتمردين في محافظة حجة المجاورة لصعدة، مشيرة إلى اعتقال ثلاثة مشتبهين وبحوزتهم أسلحة كانت في طريقها إلى الحوثيين.

وقال بيان صادر عن المكتب الإعلامي لعبد الملك الحوثي الذي تصفه الحكومة اليمنية بأنه القائد الميداني للتمرد في صعدة إن الطائرات الحربية قصفت مناطق الطلح وضحيان وآل حميدان وآل مزروع وآل سعيد وطخية ومجز واستهدفت منازل المواطنين وسقط ضحايا لا يزال بعضهم تحت الأنقاض.

كما استهدف القصف الجوي الذي استمر ساعات مناطق مفرق الطلح وآل عمار والمهاذر وآل مطيع وجمعة بن فاضل والدوّار وأدت إلى هدم 12 منزلا كليا وستة منازل جزئيا في منطقة ضحيان وإصابة مواطنين بجروح مختلفة.

وأبدى المرصد اليمني لحقوق الإنسان استغرابه من إعلان الحكومة اليمنية على لسان وزير الإعلام حسن اللوزي نيتها تقديم أكثر من مائة شخص من جماعة الحوثي للمحاكمة. وقال في بيان إن quot;المحتجزين على ذمة الحرب هم أسرى حرب يجب أن يتم التعامل معهم وفق القانون الدولي الإنساني ولا يجوز التعامل معهم كمعتقلين أو مجرمين أو استخدامهم أوراق ضغط سياسية أو تفاوضيةquot;.

وأسف المرصد لاستمرار الاشتباكات بين الطرفين وعدم وفائهما بالتزاماتهما بوقفها ما أدى إلى زيادة معاناة المدنيين والنازحين وانقطاع المواد الغذائية والتموينية والطبية عنهم.

في غضون ذلك، ذكر مكتب الأمم المتحدة في صنعاء أن مدير مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة رشيد خاليكوف سيقوم بمهمة تقصي حقائق حول وضع النازحين الذين شردهم القتال الدائر في صعدة.

وقال بيان لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في اليمن إن خاليكوف الذي وصل إلى صنعاء سيزور الكثير من المناطق التي يتواجد فيها النازحون وسيلتقي المسؤولين الحكوميين والعاملين في المجال الإنساني للوصول إلى فهم أفضل للأزمة والتحديات التي تواجه تقديم المساعدات الإنسانية.

ونقل البيان عن خاليكوف قوله quot;الأشخاص المشردون والمجتمعات التي تستضيفهم معرضون للخطر بشكل كبيرquot;. وأضاف quot;أتطلع خلال اجتماعاتي إلى مناقشة كيف يمكن لنا تقديم المساعدة بشكل أفضل لعشرات الآلاف من الأشخاص الذين تأثروا بالقتال الدائرquot;.