بغداد:سافر نائب الرئيس الاميركي جو بايدن الى اقليم كردستان العراق شبه المستقل يوم الخميس ليضغط على القادة الاكراد من أجل التوصل الى تسوية بشأن كيفية ادارة وتقاسم ثروة العراق النفطية الهائلة وهو موضوع شديد الحساسية بين الجانبين.
وقبل صعوده الى الطائرة التي حملته الى أقليم كردستان قال بايدن ان نزاعا على الارض والنفط بين الاكراد والحكومة المركزية التي يقودها الشيعة في بغداد لن يحل الا بعد الانتخابات العامة في يناير كانون الثاني.

وينظر الى هذا النزاع على أنه تهديد رئيسي لاستقرار العراق.
وقال مسؤول رفيع بالادارة الاميركية ان نائب الرئيس سيكرر ما قاله للقادة العراقيين في بغداد قبل يوم وهو أنه من صالح كل العراقيين quot;أن يتقبلوا جزءا أصغر قليلا من كعكة كبيرة جدا.quot;

كما سيدفع نائب الرئيس الاميركي في اتجاه اقرار قانون للنفط تعثر لسنوات بسبب النزاعات العربية الكردية ومن شأنه أن يحدد تقاسم عائدات النفط ويوضح القواعد لشركات النفط الاجنبية التي تستثمر في حقول النفط والغاز العراقية.
وظل القانون معلقا لسنوات بسبب النزاع الاكبر في العراق. ويملك العراق ثالث أكبر احتياطيات نفطية في العالم لكنه بحاجة لاموال من الخارج لتعزيز الانتاج لكن الاستثمارات الاجنبية تحجم عن الاستثمار في العراق لاسباب منها غياب القوانين الواضحة.

كما ظلت كيفية ادارة اتفاقات انتاج النفط وتوزيع العائدات نقطة خلاف بين كردستان العراق والحكومة المركزية في بغداد التي يرأسها نوري المالكي.
ووصل بايدن الى بغداد يوم الثلاثاء لحث القادة العراقيين على الاستفادة من المكاسب الامنية لبدء عملية سياسية حافلة بالانقسامات. ورغم الانخفاض الشديد في مستوى العنف في العراق بشكل عام مازالت التوترات بين العرب والاكراد مصدر تهديد لاستقرار العراق.

وقال بايدن لصحفيين يوم الخميس quot;في الحقيقة فان بعض المشاكل الاصعب يكون دائما من الصعب حلها في دورة الانتخابات.quot;
وقال quot;لذا فسيكون من اللازم أن ينتظر الحل النهائي لعدد من المشاكل سواء كان قانون النفط أو بعض الحدود الداخلية المتنازع عليها لحين اجراء الانتخابات.quot;

ومع تضاؤل الوجود العسكري الاجنبي في العراق حيث ستنسحب القوات الاميركية بالكامل بنهاية عام 2011 يتضاءل تأثير الحكومة الاميركية.
ومن المقرر أن يعقد بايدن محادثات مع الرئيس العراقي جلال الطالباني وهو كردي والرئيس الكردتساني مسعود البرزاني في ثالث أيام زيارته الى العراق وهي المرة الثانية التي يزور فيها العراق خلال ثلاثة أشهر فقط.

ويخشى البعض من أن يؤدي النزاع الى اشعال قتال جديد في العراق الذي يتعافى من سنوات من العنف الطائفي.
وقال بايدن ان تقدما يحرز بشكل عام في حل الخلافات السياسية. وردا على سؤال حول ما اذا كانت رؤيته للعلاقات الكردية العربية أكثر ايجابية عن زيارته السابقة للعراق قال بايدن انها كذلك.

وأضاف quot;كان هناك الكثير من التشكك قبل شهرين عندما كنت هنا لكنها لم تحل وبدأت عملية قادتني للاعتقاد أن كل الاطراف متمسكة بالحاجة للتوصل الى حل.quot;
وتحتاج الولايات المتحدة لان يكون العراق أقوى وأكثر استقرار اذا ما كانت ترغب في التعجيل بانهاء الوجود الاميركي بالعراق في الموعد المقرر. وينظر للانتخابات التي تجرى العام القادم على أنها اساسية لتحديد قدرة العراق على اقامة ديمقراطية سلمية بينما يخشى البعض ان تؤدي هذا الانتخابات الى مزيد من العنف.

وقال بايدن quot;أنا مقتنع تماما بأنهم ملتزمون جميعا بانتخابات شفافة وشرعية.quot;