يستعد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد لإلقاء كلمة الأسبوع المقبل في الأمم المتحدة بعد تظاهرات جديدة في إيران احتجاجاً على إعادة انتخابه رئيسا وبعد تصريحات جديدة له حول المحرقة اثارت استنكار الاسرة الدولية. وتشتبه الدول الغربية بسعي إيران لامتلاك القنبلة الذرية تحت ستار برنامج نووي مدني، الامر الذي تنفيه طهران. وسيلقي الرئيس المتشدد كلمته أمام الجمعية العامة للامم المتحدة قبل لقاء مقرر في الاول من تشرين الاول / أكتوبر بين إيران والدول الست الكبرى حول برنامج طهران النووي.

طهران: يلقي الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الاسبوع المقبل كلمة في الامم المتحدة في نيويورك بعد تظاهرات جديدة في إيران احتجاجاً على إعادة انتخابه رئيسا وبعد تصريحات جديدة له حول المحرقة اثارت استنكار الاسرة الدولية. وسيلقي الرئيس المتشدد كلمته امام الجمعية العامة للامم المتحدة قبل لقاء مقرر في الاول من تشرين الاول/اكتوبر بين إيران والدول الست الكبرى حول برنامج طهران النووي.

الى ذلك رفض المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية في ايران آية الله علي خامنئي الاحد اتهام الغرب لطهران بالسعي الى امتلاك السلاح النووي تحت ستار برنامج مدني، مؤكدا ان بلاده ترفض انتاج اسلحة نووية. وقال المرشد الاعلى في تصريحات بثها التلفزيون الرسمي quot;انهم يخطئون في اتهام الجمهورية الاسلامية بانتاج اسلحة نووية. نرفض من الاساس السلاح النووي ونحظر تصنيع واستخدام هذا النوع من الاسلحةquot;.

واضاف ان الغربيين quot;يعلمون جيدا ان هذا الامر غير صحيح (...) لكن هذا يشكل جزءا من الهوس بايران الذي يتحكم اليوم في سلوك الحكومات المتغطرسةquot;. وفي مقابلة بثتها الخميس شبكة quot;ان بي سيquot; الاميركية، اكد الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد بدوره ان بلاده لا تحتاج الى اسلحة نووية. وقال quot;نعتقد ان الاسلحة النووية باتت من الماضي (...) لا نرى اي حاجة الى هذا النوع من الاسلحةquot;.
وتشتبه الدول الغربية بسعي إيران لامتلاك القنبلة الذرية تحت ستار برنامج نووي مدني، الامر الذي تنفيه طهران. وقدمت طهران الاسبوع الماضي مجموعة اقتراحات للدول الكبرى الساعية لاقناعها بوقف عمليات تخصيب اليورانيوم.

واعلنت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الجمعة ان على إيران ان تقرر quot;الآنquot; ان كانت تريد حقا الدخول في مفاوضات جدية حول ملفها النووي. وامهلت واشنطن طهران حتى نهاية ايلول/سبتمبر من اجل الاستجابة لمطالب الغرب وتجنب فرض مجموعة رابعة من العقوبات الدولية عليها. غير ان أحمدي نجاد يتمسك بمواقفه واكد في مقابلة اجرتها معه شبكة ان بي سي الاميركية الخميس ان إيران تبقى على استعداد للتفاوض غير انه استبعد قطعا وقف برنامج تخصيب اليورانيوم.

وفي اليوم التالي اثار موجة تنديد واسعة وشديدة اذ وصف مرة جديدة محرقة اليهود ابان الحرب العالمية الثانية بquot;الخرافةquot; وقال في طهران خلال تجمع بمناسبة يوم القدس تضامنا مع الشعب الفلسطيني، ان الغرب quot;اطلق خرافة المحرقة اليهودية. لقد كذبواquot;. وندد البيت الابيض بهذه التصريحات معتبرا انها quot;لا اساس لها وتنم عن جهل وحقدquot;، فيما وصفتها بريطانيا بانها quot;مقيتةquot; ورأت المانيا ان الرئيس الإيراني quot;عار على بلادهquot;.

هذا وأفاد قائد الشرطة في طهران اليوم الاحد ان نحو 35 شخصا تم إعتقالهم الجمعة في طهران خلال تظاهرة المعارضة على هامش التجمع الرسمي دعما للفلسطينيين لمناسبة quot;يوم القدسquot; كما نقلت عنه وكالة quot;ايسنا للانباء.quot; وقال عزيز الله رجب زاده قائد القوى الامنية في طهران الكبرى ان quot;الشرطة اوقفت عددا معينا من الاشخاص خلال يوم القدس لتخريبهم املاكا عامةquot;، موضحا ان عدد هؤلاء quot;يناهز 35quot; شخصا. واضاف quot;في هذا اليوم، تم احراق دراجات نارية ومستوعبات نفايات وقد تدخلت الشرطة فوراquot;.

وفي موسكو، نددت وزارة الخارجية بكلام quot;غير مقبول اطلاقاquot;. ويتوجه أحمدي نجاد الى نيويورك في وقت لا تزال اعادة انتخابه في 12 حزيران/يونيو تلقى معارضة داخل إيران. واغتنمت المعارضة التجمع الرسمي الذي نظم الجمعة في يوم القدس فنزلت مجددا الى الشارع للتنديد بنتائج الانتخابات الرئاسية وابداء دعمها لخصم أحمدي نجاد الانتخابي مير حسين موسوي، وذلك بالرغم من التحذيرات الشديدة التي اطلقتها السلطة.

وقامت قوات الامن بضرب العديد من المتظاهرين وتوقيفهم، بحسب افادات شهود. وذكرت مواقع الكترونية لمعارضين إيرانيين ان عددا من الإيرانيين المقيمين في كندا والولايات المتحدة ينوون التظاهر ضد أحمدي نجاد في نيويورك. وتضمنت مداخلات الرئيس الإيراني السابقة في الامم المتحدة تصريحات مثيرة للجدل. ففي 2008 قال ان quot;الامبرياليةquot; الاميركية على وشك الانهيار وطالب الولايات المتحدة بوقف تدخلها العسكري في الدول الاخرى. وفي 2007، اكد خلال كلمة القاها في جامعة كولومبيا المرموقة في نيويورك انه ليس هناك مثليي جنس في إيران، كما شكك في حقيقة محرقة اليهود.

وفي 2006، اعلن ان اسرائيل هي quot;مصدر دائم للخطر ولزعزعة الامن في منطقة الشرق الاوسط، اذ تسببت بحروب وباراقة دماءquot;. ومن المتوقع في مداخلته الاسبوع المقبل ان يدافع عن برنامج بلاده، مع الدعوة الى نزع الاسلحة النووية. واكد مسؤولون إيرانيون ان الاجتماع مع مندوبي الدول الست الكبرى (الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا والمانيا) في الاول من تشرين الاول/اكتوبر سيتناول نزع الاسلحة النووية في العالم، وهي نقطة أساسية في مجموعة الاقتراحات التي قدمتها إيران اخيرا للخروج من الازمة مع الغرب.