اعتمد المؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية في دورته ال53 مشروع قرار عربي يحذر من مخاطر القدرات النووية الاسرائيلية ويدعو اسرائيل الى الانضمام لمعاهدة عدم الانتشار النووي واخضاع جميع منشآتها النووية لرقابة الوكالة.

فيينا: أعربت الدول العربية عن ارتياحها الشديد لاعتماد المؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية في دورته ال53 مشروع قرار عربي يحذر من مخاطر القدرات النووية الاسرائيلية ويدعو اسرائيل الى الانضمام لمعاهدة عدم الانتشار النووي واخضاع جميع منشآتها النووية لرقابة الوكالة. ووصف رئيس مجلس السفراء العرب سفير لبنان لدى النمسا وممثلها الدائم لدى المنظمات الدولية قزحيا الخوري هذا الحدث بالانجاز التاريخي الذي ظلت المجموعة العربية ومنذ عام 1991 تبذل مساعيها من أجل تحقيقه.

وقال الخوري لوكالة الانباء الكويتية (كونا) في ختام اعمال الدورة المؤتمر ان الدول العربية حققت خلال هذه الدورة ثلاثة انجازات اولها اعتماد مشروع قرار تطبيق نظام الضمانات في الشرق الاوسط الذي قدمته مصر والداعي الى اعلان المنطقة خالية من الاسلحة النووية. واضاف ان الانجاز الثاني تمثل في كسر المقترح الكندي الرامي الى منع مناقشة المشروع العربي معتبرا ان هذه النتيجة جاءت بفضل التنسيق وتماسك المجموعة العربية في فيينا.

وردا على سؤال حول اهمية هذا القرار بالنسبة للدول العربية طالما انه غير ملزم لاسرائيل لاخضاع منشآتها النووية اوضح الخوري ان هذا القرار ليس القرار الوحيد الذي لم يطبق مشيرا الى ان هناك العديد من القرارات الدولية للامم المتحدة غير مطبقة الا ان اهميتها لكونها صادرة عن الامم المتحدة.

واوضح السفير اللبناني ان الدول العربية تنظر بارتياح بالغ لهذا القرار الذي يبعث رسالة الى الدول الغربية تدعوها الى اعادة النظر في دعمها المطلق لاسرائيل لا سيما في ظل الاجواء الايجابية الدولية الداعية الى تخليص العالم من الاسلحة النووية والتي وضع اسسها الرئيس الأميركي باراك اوباما.

وبين رئيس مجلس السفراء العرب ان الدول العربية تنتظر مبادرات ايجابية في المستقبل لمناقشتها بما يسهل التوصل الى ارضية مشتركة تمهد السبيل لجعل الشرق الاوسط منطقة خالية من الاسلحة النووية. وانعكست حالة الابتهاج في بيانات الوفود العربية والاسلامية بعد ان قام رئيس المؤتمر باعلان نتائج التصويت على مشروع القرار العربي حيث صوت لصالحه 49 دولة وعارضته 45 فيما امتنعت 16 دولة عن التصويت الامر.

واعاد القرار العربي الى الاذهان قرار مجلس الامن الدولي رقم 487 والصادر عام 1981 والقرار الخاص بالشرق الاوسط الذي اعتمده مؤتمر الاطراف في معاهدة عدم انتشار الاسلحة النووية لاستعراض وتمديد المعاهدة عامي 1995 و2000 مؤكدا اهمية انضمام اسرائيل الى المعاهدة واخضاع جميع مرافقها النووية لضمانات الوكالة.

وحث القرار العربي المعتمد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية على ان يعمل مع الدول المعنية من اجل بلوغ تلك الغاية ليظل هذا الامر معروضا عليه فضلا عن تقديمه الى مجلس المحافظين والمؤتمر العام للوكالة الدولية في دورته العادية المقبلة في سبتمبر من العام المقبل. وكان المؤتمر السنوي العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية في دورته ال53 قد انهى اعماله في فيينا في ساعة متأخرة من مساء الجمعة بعد ان استمر خمسة ايام ناقش خلالها جملة من القضايا المتصلة بالشرق الاوسط والعالم واتخذ بعض القرارات بشأنها.