تعقد الخميس قمة استثنائية لمجلس الامن الدولي تتمحور حول التطلع إلى عالم خال من الأسلحة النووية. وتقضي أهداف الاجتماع quot;التشديد على البعد العالمي لمخاطر انتشار الاسلحة النووية، وواجب الجميع المشترك بالتحرك حيالها، والاجراءات العملية المتخذة للحد من المخاطر النووية والدور الاساسي الذي يلعبه مجلس الامن في التصدي لخطر نووي ملح يزداد حدةquot;.

نيويورك: يشكل التطلع الطموح الى عالم خال من الاسلحة النووية محور قمة استثنائية لمجلس الامن الدولي تعقد الخميس حول الرئيس الاميركي باراك أوباما بمبادرة من واشنطن على خلفية الخلاف حول برنامجي ايران وكوريا الشمالية النوويين. وستكون هذه اول قمة في تاريخ مجلس الامن تجري برئاسة رئيس اميركي، وستعقد في وقت تسعى الدول الكبرى لاحتواء طموحات طهران وبيونغ يانغ النووية وبعدما تعهدت الولايات المتحدة وروسيا بخفض ترسانتيهما النوويتين.

وتجري القمة برئاسة أوباما الذي تتولى بلاده هذا الشهر الرئاسة الدورية لمجلس الامن، وهو الذي جعل من مكافحة انتشار الاسلحة النووية احدى اولوياته، معتمدا في هذه المسألة كما في سائر المسائل نهجا تعدديا يتناقض مع اسلوب سلفه جورج بوش الاحادي. وسيعقد الاجتماع على هامش الجمعية العامة السنوية للامم المتحدة. وقالت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون الجمعة quot;لا خطر اكبر على امننا وعلى العالمquot; من انتشار الاسلحة النووية.

وبحسب وثيقة مرجعية بثها الاميركيون، فان القمة ستتناول quot;منع انتشار الاسلحة النووية ونزع الاسلحة النووية بصورة عامة وليس بالنسبة لدول محددةquot;. غير ان ذلك لا يعني ان الخلاف مع بيونغ يانغ وطهران لن يكون ماثلا في اذهان جميع المشاركين في المناقشات وقال السفير البريطاني لدى الامم المتحدة جون ساورز quot;سيتم التطرق بالتاكيد الى التحديين اللذين تطرحهما ايران وكوريا الشماليةquot;.

وتقضي اهداف الاجتماع بحسب الوثيقة بquot;التشديد على البعد العالمي لمخاطر انتشار الاسلحة النووية، وواجب الجميع المشترك بالتحرك حيالها، والاجراءات العملية المتخذة للحد من المخاطر النووية والدور الاساسي الذي يلعبه مجلس الامن في التصدي لخطر نووي ملح يزداد حدةquot;. ووزعت الولايات المتحدة مسودة قرار تود اقرارها بالاجماع، تدعو الدول الموقعة على معاهدة منع انتشار الاسلحة النووية الى الاضطلاع بواجباتها، والدول غير الموقعة على المعاهدة الى اقرارها باسرع وقت ممكن، حتى تصبح مطبقة عالميا.

ووقعت 189 دولة على معاهدة منع انتشار الاسلحة النووية ولم توقعها اسرائيل التي تعتبر قوة نووية رغم انها تعتمد سياسة quot;الغموض المتعمدquot; في عدم تأكيدها او نفيها امتلاكها لهذا النوع من الاسلحة، وكذلك الهند وباكستان اللتان تملكان القنبلة الذرية. وانسحبت كوريا من المعاهدة عام 2003. وتدعو مسودة القرار جميع الدول الى التفاوض بشأن تخفيض الترسانات النووية والعمل على صياغة quot;معاهدة عامة وشاملة لنزع الاسلحة تحت اشراف دولي صارمquot;.

وتدعو الدول الى quot;الامتناع عن القيام باي تجربة نووية والانضمام الى المعاهدة الدولية لحظر هذه التجارب للسماح بوضعها موضع التنفيذquot;. ومن المقرر عقد اجتماع ثان الخميس في الامم المتحدة لتسهيل تطبيق المعاهدة الدولية لحظر التجارب النووية. ووقعت 181 دولة على المعاهدة التي جرت صياغتها عام 1996، وصادقت عليها 148 دولة فقط في حين ينبغي ان تصادق عليها تسع دول اضافية بينها الصين والولايات المتحدة حتى تدخل حيز التنفيذ.

ولا تأتي مسودة القرار على ذكر ايران او كوريا الشمالية بالاسم، لكنها تذكر بصلاحية قرارات المجلس التي تعاقب هاتين الدولتين على نشاطاتها النووية والبالستية. وتعقد القمة قبل اسبوع من لقاء مقرر بين مندوبي مجموعة 5+1 (الصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والمانيا) والمفاوض الايراني في الملف النووي سعيد جليلي.