الوفود التي غادرت القاعة الكبرى للجمعية العمومية بررت خطوتها بإصرار أحمدي نجاد على معاداة السامية، وتطرق الرئيس الايراني في خطابه الى الحالة الراهنة للعالم موجها انتقادات غالبا مبطنة الى الولايات المتحدة واليهود.

نيويورك: غادرت وفود 12 بلدا يتصدرها الوفد الفرنسي وبينها الوفد الاميركي مساء الاربعاء القاعة الكبرى للجمعية العامة للامم المتحدة احتجاجا على خطاب الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد والذي اعتبر quot;معاديا للساميةquot;. وقال مارك كورنبلاو المتحدث باسم البعثة الاميركية الى الامم المتحدة في بيان quot;من المخيب للامل ان يختار احمدي نجاد مرة جديدة اعتماد خطاب حاقد وهجوميquot;.

وغادرت وفود الارجنتين واستراليا وبريطانيا وكوستا ريكا والدنمارك وفرنسا والمانيا والمجر وايطاليا ونيوزيلندا والولايات المتحدة القاعة حين بدأ احمدي نجاد يوجه انتقادات الى اسرائيل، على ما اوضح مصدر اوروبي. وكانت اسرائيل دعت الى مقاطعة الخطاب ولم يكن وفدها حاضرا في القاعة حين بدأ الرئيس الايراني بالقاء كلمته. وكانت كندا اعلنت انها ستتجاوب مع الدعوة الى المقاطعة.

وحمل الرئيس المتشدد الذي اعيد انتخابه في حزيران/يونيو في عملية اقتراع متنازع على نتائجها، على اسرائيل بدون ذكرها او ذكر اليهود بالاسم، موجها انتقاداته الى quot;النظام الصهيونيquot;.
وتساءل quot;كيف يمكن لبعض الحكومات ان تقدم دعما غير مشروط لجرائم المحتلين بحق نساء واطفال عزل؟quot; وتابع quot;في الوقت نفسه، يحرم المستضعفون رجالا ونساء الذين يعانون من الابادة ومن اشد انواع الحصار الاقتصادي، من حاجاتهم الاساسية من طعام وماء وادويةquot;.

وفي تلميح الى مؤامرة يهودية، قال quot;لم يعد مقبولا ان تهيمن اقلية صغيرة على السياسة والاقتصاد والثقافة في اجزاء كبرى من العالم من خلال شبكاتها المتشعبة، وان تقيم نوعا جديدا من العبودية وتضر بسمعة دول اخرى بما فيها حتى دول اوروبية والولايات المتحدة، من اجل تحقيق اهدافها العنصريةquot;. وقال دبلوماسي فرنسي لوكالة فرانس برس ان خطاب الرئيس الايراني quot;غير مقبولquot; مشيرا الى ان الوفود الاوروبية كانت نسقت مسبقا رد فعلها في حال وجدت كلمة احمدي نجاد غير مناسبة.

وكان رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر اعلن ان حكومته ستقاطع خطاب احمدي نجاد بعد تصريحاته quot;المسيئةquot; التي انكر فيها محرقة اليهود قبل بضعة ايام. وفي اشارة واضحة الى الولايات المتحدة، هاجم احمدي نجاد quot;البعض الذين يبعدون الاف الكيلومترات عن الشرق الاوسطquot; ويرسلون قوات quot;لنشر الحرب واراقة الدماء والعدوان والارهاب والتخويفquot;.

غير ان الرئيس الايراني لم يكن استفزازيا كما في خطاباته السابقة وتجنب بشكل واضح اي ذكر لمحرقة اليهود. وفي تعليق على الانتخابات التي جرت في بلاده واغرقتها في ازمة سياسية حادة، قال ان ايران quot;شهدت انتخابات عظيمة وديموقراطية بالكامل، فتحت فصلا جديدا امام بلادنا في مسيرتها نحو التقدم الوطنيquot;. وتضمن خطاب الرئيس الايراني اشارات الى الاسلام واهمية الدين.