تدعم أميركا ودول الناتو الرئيس الأفغاني حامد كرزاي متوقعة بقاءه في السلطة لولاية جديدة من خمس سنوات من خلال دورة انتخابية ثانية، أو كحائز أكثرية 50% من الأصوات.

واشنطن: أبلغت الولايات المتحدة ودول حلف شمال الأطلسي quot;الناتوquot; الرئيس الأفغاني حامد كرزاي أنها تتوقع بقاءه في السلطة لولاية جديدة من خمس سنوات، وأنها ستعمل معه لتوسيع الحملة بهدف تحويل المتمردين إلى العمل ضد حركة طالبان وغيرها من المجموعات المسلحة.

بريطانيا توفد جنرالاً إلى افغانستان للتحاور مع طالبان

وذكرت صحيفة quot;واشنطن بوستquot; أن الاجتماع الذي عقدته وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ووزراء خارجية دول الناتو مع نظيرهم الأفغاني رانجين سبانتا في نيويورك يوم الجمعة الفائت توصل إلى إجماع يفيد أن كرزاي سيستمر على الأرجح على رأس الدولة، أما من خلال دورة انتخابية ثانية، أو كفائز شرعي حائز على أكثرية 50% من الأصوات في الانتخابات المثيرة للجدل التي أجريت في 20 أغسطس الماضي.

وقال مسؤولون في الإدارة الأميركية إن طرح الرئيس الأفغاني الداعي إلى المصالحة مع المتمردين الذين يوافقون على التخلي عن سلاحهم يناقش بجدية في البيت الأبيض، ويشكل طريقة للتقدم إلى الأمام في أفغانستان.

فإضافة إلى رفع عديد قوات الأمن الأفغانية، يسعى الجيش الأميركي إلى تطوير برامج لتقديم حوافز مادية وغيرها إلى المتمردين الذين يبتعدون عن طالبان وغيرها من المجموعات المسلحة.

وأشار وزير الدفاع الأميركي، روبرت غيتس، إلى أنquot; النجاح في أفغانستان يشبه إلى حد بعيد النجاح في العراقquot;، إذ بدأ الوضع الأمني في العراق بالتحسن، بعدما انقلبت القبائل السنية على متمردي القاعدة، وقبلت بالتحالف أمنياً مع القوات الأميركية.

وأضاف أن النجاح في العراق اعتمد أيضاً على زيادة عديد القوات الأميركية، وهو أمر لم يقرر بعد في أفغانستان، متوقعاً أن يقرر البيت الأبيض في quot;غضون أسابيعquot; ما إذا كان سيرسل المزيد من الجنود، انسجاماً مع طلب قائد القوات هناك الجنرال ستانلي ماكريستال.

وأعلن غيتس أنه لم يحدد بعد موقفه من إرسال المزيد من الجنود، غير أنه أبدى معارضته لمقترحات عدد من المسؤولين الكبار في الإدارة الأميركية، على رأسهم نائب الرئيس جو بايدن، الذي طالب بتركيز الهجوم على مواقع محددة يتمركز بها المتمردون في أفغانستان وباكستان، باستخدام صواريخ تطلقها طائرات من دون طيار، واعتبر أن هذه السياسة غير ناجحة quot;إلا إذا كنت تتمتع بهذا النوع من المعلومات الاستخباراتية التي تمكنك من استهداف الإرهابيين، والطريقة الوحيدة للحصول على تلك المعلومات هي من خلال التواجد على الأرض، ولا يمكنك القيام بذلك عن بعدquot;.

وأشار إلى أن وضع جدول زمني للانسحاب من أفغانستان هو quot;خطأ استراتيجيquot; وله quot;عواقب كارثية، كمنح المزيد من النشاط للحركات المتطرفة، وتجنيد العناصر الذي تقوم به القاعدة، وعملياتها وجمع التبرعات وما إلى هنالكquot;.

وتشغل الساحة السياسة المتوترة في أفغانستان الإدارة الأميركية، فإضافة إلى تقرير الجنرال ماكريستال الذي طلب فيه إرسال المزيد من القوات، أوضح تقرير السفير كارل إيكنبري أن أعضاء حكومة كرزاي والرئيس نفسه غير كفؤين وفاسدين.

وتتطلب إعادة بناء أفغانستان شريكاً محلياً، يعتبره المواطنون شرعياً، إذ على الرغم من أن لجنة الانتخابات الأفغانية أعلنت أن كرزاي حصل على أكثر من 54 % من الأصوات، إلا أن لجنة الأمم المتحدة لا تزال تحقق بادعاءات التزوير، ما قد يتطلب إجراء دورة انتخابية ثانية بين كرزاي ومنافسه الأساس عبد الله عبد الله.

يشار إلى أن المجتمعين يوم الجمعة، لم يتوصلوا إلى قرار نهائي بشأن موعد إجراء الدورة الثانية من الانتخابات في حال تطلب الأمر ذلك، وقال البعض إن الموعد قد يكون متأخراً في الأسبوع الأول من نوفمبر المقبل، قبل حلول الشتاء القاسي، ويجعل الأمر مستحيلاً، غير أنهم اتفقوا على أن تأخير الانتخابات إلى الربيع quot;سيفيد حركة طالبان فقطquot;.

وأصر المجتمعون على أن ينصاع الرئيس إلى نتائج تحقيقات التزوير وأن يقبل النتائج على الرغم من توقعهم أن يفوز في الجولة الثانية إذا أجريت.