يُعرف موقف المحافظين الإيرانيين عادة من أي مسألة من خلال خطب الجمعة في طهران، وهي اليوم تنتقد الاتفاق النووي، لكن هاشمي رفسنجاني ينتقد هذه الخطب لتدني مستواها.


لوانا خوري من بيروت: بالرغم من مفاخرة الرئيسين الإيراني حسن روحاني والأميركي باراك أوباما بما أنجزاه، مرحليًا، نحو اتفاق دائم لتسوية أزمة الملف النووي، إلا أن هذا الاتفاق لا يلقى أصداءً إيجابية في الداخل الإيراني، خصوصًا في خطب الجمعة، التي تتعرّض منذ فترة لهذا الاتفاق ولغيره من الخطوات، التي يسمّيها بعض الإيرانيين بالإصلاحية، بينما يسمّيها آخرون بالمتجهة نحو التخلي عن مبادئ الثورة الإسلامية، التي قادها آية الله الخميني في العام 1979.

جملة في الاتفاق
فقد انتقد خطيب طهران الموقت، آية الله محمد علي موحدي كرماني، الاتفاق النووي، كما انتقد بشدة البيان الأوروبي الأخير الموجّه ضد إيران، فطلب من الحكومة والمجلس والوفد الإيراني المفاوض أن ينقلوا رد الشعب الإيراني إلى الاتحاد الأوروبي، quot;وعلى الحكومة أن تدرك أن التكبر في بعض الأحيان يعتبر عبادة، فالتكبر أمام المتكبر والمتغطرس عبادةquot;.

أضاف: quot;إن أوباما والسيدة شيرمن قد أكثرا من الكلام بأنهما لا يثقان بإيران، فإن لم يكن لديكم ثقة بإيران، فإن الحكومة والنظام الإيرانيين لا يثقان بكم آلاف الأضعافquot;.

ولفت كرماني إلى اتفاق جنيف النووي، وقال: quot;من اللائق أن يتحرّى الوفد الإيراني ووزارة الخارجية الإيراني الدقة بشأن جملة جاءت فيه، وهي أن (لا يتم الاتفاق على أي شيء، ما لم يتم الاتفاق على كل شيء)، وبهذه الأطماع يريدون أن يطرحوا حقوق الإنسان، الصواريخ الباليستية ودعم حزب الله، وفي يوم ما قد يضمنون هذا الموضوع بأن على إيران أن تضمن حرية المثلية الجنسية، فهذه العبارة تثير الاستغرابquot;.

ديمقراطي ديني
وفي مشهد، هاجم خطيب الجمعة آية الله علم الهدى الأحزاب السياسية، التي تروّج لليبرالية في إيران، حيث الليبرالية مرادفة من مرادفات الإلحاد، بالنسبة إلى الجناح المحافظ.

وقال: quot;ثمة نظام ديمقراطي ذات طابع ديني، ولكن ليس ثمة نظام ديمقراطي ليبرالي ذو طابع ديني، وما الهدف من الدعوة إلى إقامة مثل هذا النظام إلا الوصول إلى إقامة نظام ديمقراطي غير دينيquot;.

كما وجّه علم الهدى انتقاده إلى بيان الاتحاد الأوروبي، وقال: quot;طالب البيان إيران بالالتزام بحقوق الإنسان، وأكد أنهم سيواجهون مشكلات مع إيران طالما لم يتمتع مثليو الجنس فيها بحقوقهمquot;.

انتقاد رفسنجاني
وفي موقف من خطب الجمعة وما تتناوله من موضوعات، أعرب آية الله أكبر هاشمي رفسجاني، رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام في إيران، عن أسفه من تدني مستوى خطب الجمعة، وذلك في حوار صحافي نقله الموقع الإلكتروني الرسمي لرفسنجاني.

وقال رفسنجاني إنه لم يعد يجد دافعًا ليخطب في صلاة الجمعة بطهران، quot;فإلقاء الخطبة يتطلب بذل الجهود وممارسة عمل جاد من أجل التحدث بشكل صحيح وناضج، ولا ينبغي أن نتحدث بشكل يؤدي إلى تدني مستوى صلاة الجمعةquot;.

وتناول مسألة تلقيه الدعوة من القائمين على شؤون صلوات الجمعة إلى المشاركة فيها خطيبًا، ورفضه المتكرر، فقال: quot;نعم، صحيح، كانوا يوجّهون الدعوة إليّ لفترة إلى إلقاء الخطب في صلاة الجمعة، ولكنهم يئسوا مني بسبب رفضي المتواصل، فقد أصبحت لمشاركتي في صلاة الجمعة تداعيات سلبية، لأن الظروف القائمة توفر الأرضية لأي شخص كان كي يتوجّه لحضور صلاة الجمعة، ويفعل ما يشاء، لذا يجب التنبّه إلى هذا الأمرquot;.